Atwasat

السنوسي ينتقد مبادرات المجتمع الدولي ويقترح رؤية لتقليل الصراع على السلطة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 01 يناير 2024, 05:35 مساء
WTV_Frequency

اقترح نجل ولي العهد إبان الحكم الملكي في ليبيا محمد السنوسي إعادة العمل بدستور 1951 باعتباره «نقطة انطلاق منطقية» لإعادة إرساء الديمقراطية وتقليل الصراع على السلطة، منتقدا مبادرات المجتمع الدولي التي فشلت طيلة 12 سنة في تقديم الحل، معرجا على نتائج الحوار الوطني الذي شرع فيه كآلية للمصالحة الوطنية.

وأوضح السنوسي في مقابلة مع موقع «موروكو وورلد نيوز» المغربي نشرت اليوم الإثنين رؤيته لمستقبل ليبيا بالاعتماد على جذورها التاريخية والتأكيد على أهمية الحل الذي يقوده الليبيون.

المحاور الرئيسية لرؤية السنوسي
وسلط السنوسي الضوء على المحاور الرئيسية بما في ذلك الأساس التاريخي للديمقراطية البرلمانية الليبية قبل العام 1969، واحتمال إعادة دستور الاستقلال لعام 1951، وأهمية الحوار الوطني الليبي المتواصل، ودور المجتمع الدولي في دعم المسار السياسي.

وقبل انقلاب العام 1969 الذي أطاح بالملك إدريس شهدت ليبيا فترة من الديمقراطية البرلمانية بموجب دستور الاستقلال لعام 1951.

وأكد السنوسي أهمية هذا الأساس التاريخي، مشددًا على المؤهلات الديمقراطية التي جرى تأسيسها من خلال عملية الحوار الوطني التي عززت «الوحدة والتوافق في جميع أنحاء البلاد». وأنشأ دستور العام 1951 نظامًا ملكيًا دستوريًا يضم برلمانًا منتخبًا وهيئة تشريعية مكونة من مجلسين.

ليبيا سبقت سويسرا والبرتغال في منح المرأة حق التصويت
كما منح الدستور المرأة حق التصويت لأول مرة في ليبيا. وقال ولي العهد: «في الواقع، كان للمرأة حق التصويت في ليبيا قبل أن تفعل ذلك في سويسرا والبرتغال».

واعتبر أن «هناك العديد من نماذج الملكية الدستورية الديمقراطية في العالم اليوم بما في ذلك السويد والمملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا والدنمارك والنرويج واليابان. وقد تطورت كل واحدة منها من تاريخ الدولة وثقافتها وهويتها الوطنية وتتوافق معها».

وأطيح بالملك إدريس الذي حكم ليبيا منذ استقلالها في العام 1951 عبر انقلاب عسكري بقيادة معمر القذافي في العام 1969.

- الأمير محمد السنوسي يدعو إلى الاستفادة من المرجعية الدستورية لإعادة الوحدة والتوافق (فيديو)
- الأمير محمد السنوسي: الانتخابات دون ضوابط دستورية مضيعة للوقت (فيديو)
- السنوسي يقترح وساطة العائلة الملكية السابقة بين ثلاث دول
- السنوسي: فشل المبادرات السياسية بسبب تجاهل التاريخ الليبي

ولمواجهة تحديات ليبيا المستمرة المتمثلة في التشرذم وعدم الاستقرار السياسي، يقترح ولي العهد إعادة العمل بدستور 1951 باعتباره «نقطة انطلاق منطقية» لإعادة إرساء الديمقراطية، مشيراً إلى نجاحه في تعزيز الاستقرار خلال ما وصفه بـ«العصر الذهبي» في ليبيا.

إعادة دستور 1951 إطار مشترك لمعالجة الانقسام
ويرى السنوسي أن إعادة دستور الاستقلال لعام 1951 يمثل خطوة تحول نحو مواجهة التحديات المعاصرة، قائلاً إن «استعادة هذا الدستور يمكن أن تساعد بشكل ملموس بعدة طرق».

وأوجز العديد من الفوائد، بما في ذلك «الشرعية والتوافق»، قائلاً إن الدستور يمكن أن يكون بمثابة «عامل توحيد»، حيث يوفر إطارًا تاريخيًا وقانونيًا مشتركًا لمعالجة الانقسام السياسي.

وأضاف السنوسي أن الدستور يحدد العمليات الديمقراطية، بما في ذلك الانتخابات والأدوار البرلمانية والفصل بين السلطات، مما يسهل العودة إلى الأعراف والممارسات الديمقراطية. مبينا أنه من خلال إعادة الدستور يمكن للبلاد إعادة فرض الضوابط والتوازنات، مما يمنع تركيز السلطة والميول الاستبدادية.

وقبل كل شيء أكد السنوسي على أن العودة إلى إطار دستوري معروف وراسخ من شأنه أن «يخفف من حالة عدم اليقين»، ويوفر أساساً مستقراً للحكم ويقلل من الصراعات المحتملة على السلطة. بالإضافة إلى أن العودة إلى دستور عام 1951 من شأنها أن تشير إلى الالتزام بالمبادئ الديمقراطية، ومن المحتمل أن تحظى باعتراف ودعم دوليين.

الدستور يوفر آلية للتعديلات بقيادة البرلمان
وأوضح السنوسي أن الدستور يوفر آلية للتعديلات بقيادة البرلمان، مما يضمن قدرته على التكيف لمواجهة التحديات الحديثة مع الحفاظ على مبادئه الأساسية.

وعندما سُئل عن رؤيته لعملية الانتقال نحو نظام ملكي دستوري، عقد أوجه تشابه مع التحديات التي واجهتها ليبيا مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، متصورًا أنها رحلة معقدة ولكن قابلة للتحقيق. وسلط ولي العهد الضوء على السياق التاريخي للاستعمار الإيطالي، وتأثير الحرب، والانتماءات القبلية والإقليمية والعرقية الدائمة. وأكد أن البلاد نجحت في اجتياز هذه الصعوبات التي تشبه ما تواجهه حاليا، قائلا إن «ليبيا وجدت مخرجا لتبشر بعصرها الذهبي مباشرة بعد ذلك».

ويرى السنوسي أن مفتاح التغلب على هذه التحديات يكمن في اعتماد ليبيا على معاييرها الثقافية والتاريخية، والرجوع إلى هويتها الوطنية لتنفيذ العمليات السياسية التي تتمتع بشرعية جوهرية.

الحوار الوطني وتحقيق الوحدة الليبية
وإدراكًا لتعقيد المشهد السياسي الليبي الحالي، أكد السنوسي على أهمية الحوار الوطني كآلية للمصالحة الوطنية والوحدة. ويهدف الحوار الذي بدأه السنوسي إلى الجمع بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الزعماء القبليون والسياسيون والثقافيون، وتعزيز التوافق حول الإطار الدستوري للمضي قدمًا. وأشار ولي العهد إلى أن الحوار الوطني يظهر بالفعل نتائج واعدة في معالجة الانقسام، وتخفيف التدخل الخارجي، وتعزيز الأمن والاستقرار طوال العملية الانتقالية.

وبالعودة إلى دور الأمم المتحدة في ليبيا بين عامي 1949 و1951، أقر السنوسي بأن التدخلات الدولية الأخيرة واجهت تحديات بسبب عدم التوافق مع السياق التاريخي والثقافي لليبيا.

وقد استغرق الأمر عامين (1949 – 1951) لوضع ليبيا على مسار بناء وديمقراطي عندما واجهت ليبيا تحديات مماثلة اليوم. وأكد السنوسي أن هذه المرة بعد 12 عامًا قد جعل المجتمع الدولي الأمور أسوأ.

ودعا السنوسي إلى تغيير في النهج، وحث المجتمع الدولي على دعم المبادرات التي تقودها ليبيا بشكل أصيل، معطيا مثال الحوار الوطني. وشدد على الحاجة إلى مبادرات تتفق مع التاريخ الليبي والثقافة والهوية الوطنية، والتي يمكن أن تعزز المصالحة بين الليبيين والحلول المستدامة.

الديمقراطية على النمط الغربي ليست مصممة للمجتمعات القبلية
وحسب السنوسي فإن الديمقراطية الليبرالية على النمط الغربي بالكامل «لم تكن مصممة للمجتمعات القبلية أو الفئوية مثل ليبيا، وهي ليست مناسبة لها بل نحن بحاجة إلى ديمقراطية ناجحة لأنها تناسب تركيبتنا» وفق تعبيره، موضحا أن الأمر لا يختلف في أي مكان آخر.

بالنسبة له، لا يمكن حل الأزمة الليبية المستمرة منذ عقود بشكل حقيقي أو مستدام دون «الحل الذي يقوده الليبيون أنفسهم وغير المصممين حول مصالح داخلية وخارجية ضيقة، يجب أن يكون الآن واضحًا للمجتمع الدولي».

وبما أن الحفاظ على توازن دقيق بين الدعم الدولي والحكم الذاتي الوطني أمر بالغ الأهمية بالنسبة لليبيا، فقد اقترح محمد السنوسي نهجا يعتمد على الدبلوماسية الشاملة، حيث تساهم الأصوات الليبية المتنوعة بنشاط في عمليات صنع القرار. وشدد ولي العهد على أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا تم تمكين المواطنين العاديين من المشاركة بنشاط في تشكيل مستقبل ليبيا.
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  محطات ليبية لافتة في 2023
■  رفع الدعوى الجنائية ضد 16 مسؤولا عن حادثة الفيضانات في درنة
■  جريدة «الوسط»: ليبيا تدخل عاماً جديداً مثقلة بالانقسام وتغول الفساد

■  «مكافحة الأمراض» يتوقع ازدياد إصابات «كورونا» في ليبيا
■  بين حرب «الجنرالين» وقرارات الانقلابيين.. «قوس النار» يضع ليبيا في عين الإعصار
■  لماذا ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية؟.. خبراء يجيبون

■  «مئوية ليبيا».. الحلقة الأولى
■  معهد ألماني يرصد.. كيف استحوذت المجموعات المسلحة على الدولة في ليبيا؟
■  شاهد على قناة «الوسط».. «الذاكرة الوطنية: محطات من تاريخ ليبيا»
■  «مخاطر محدقة».. هل يغير «الفيلق الأفريقي» مسار المعادلة الليبية؟
■  «تحقيقات»:القاتل الصامت

 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  وثائق بريطانية: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا خططوا لأبعد من السيطرة على قناة السويس في حربهم على مصر عام 56
■  ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ"بنت الأجيال"؟
■  ما الذي تقوله أعداد القتلى في غزة عن الحرب؟
■  القرية التي يعاني جميع سكانها من الخرف
■  تحليل دم "يكشف شيخوخة" أعضاء الجسم البشري
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟
■  
ما هي التمارين الرياضية الفعالة في خفض ضغط الدم؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الطرابلسي: التنسيق مع تونس لإعادة افتتاح معبر رأس اجدير
الطرابلسي: التنسيق مع تونس لإعادة افتتاح معبر رأس اجدير
مصرف الجمهورية يبدأ قبول إيداع ورقة الخمسين دينارا غداً
مصرف الجمهورية يبدأ قبول إيداع ورقة الخمسين دينارا غداً
«وسط الخبر» يناقش: روسيا تعزز وجودها في ليبيا.. فما هو القادم؟
«وسط الخبر» يناقش: روسيا تعزز وجودها في ليبيا.. فما هو القادم؟
إردوغان والكبير يبحثان زيادة التعاون في المجال المصرفي
إردوغان والكبير يبحثان زيادة التعاون في المجال المصرفي
ورقة الخمسين دينارًا تربك الأسواق.. والمواطنون يشتكون
ورقة الخمسين دينارًا تربك الأسواق.. والمواطنون يشتكون
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم