اعتبر نجل ولي العهد إبان حقبة النظام الملكي في ليبيا، محمد الحسن الرضا السنوسي، الذي يسعى إلى العودة للمشهد الليبي عبر إعادة الحياة إلى النظام الملكي، أن ليبيا يمكن أن تعمل كـ«خوذة زرقاء» بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى إمكانية لعب العائلة الملكية السابقة دور الوساطة مع ثلاث دول بالمنطقة.

محمد السنوسي يزور مدريد لأول مرة «بصفته وليًا للعهد في المنفى، ومصمم على أن يكون الملك القادم لبلده بعد تحول ليبيا إلى مملكة طوائف، دمرتها الفوضى والعنف»، وفق تعبير جريدة «الإندبندنتي» الإسبانية.

واقترح السنوسي (61 عامًا) زيارة العواصم الأوروبية الرئيسية، بحثًا عن دعم لخارطة طريق تقدم استعادة النظام الملكي كطريق للهروب من الكابوس الذي أعقب الحرب في ليبيا منذ العام 2011.

ويروي السنوسي خلال مقابلة مع «الإندبندنتي»، نشرت أمس السبت، مراحل حياته، «كنت في الثامنة من عمري عندما أطاح الانقلاب بالملك، لكني أتذكر كيف أتوا إلى منزلي وكل المشاكل التي واجهتنا بعد ذلك. ذكرياتنا سيئة وجروحنا نحملها، لكنني أفضل ألا أتحدث عن الماضي بل عن المستقبل».

موقفه من سيف الإسلام القذافي
وحول موقفه من سيف الإسلام القذافي المتهم من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لكنه يخطط لخوض الانتخابات الرئاسية، قال السنوسي: «أعتقد أننا بحاجة إلى التوقف عن الحديث عن الماضي، فمن الواضح أن القذافي فعل أشياء سيئة، لكن حان الوقت للسعي إلى الوحدة.. لا أعتقد أن كل هذا يساعد في بناء ليبيا، بل يضيف المزيد من التعطش للثأر والكراهية»، يعلق محمد السنوسي، ومترددًا في التعليق على المنافسة الانتخابية التي لا يثق بها.

- الأمير محمد السنوسي: «الملكية الدستورية» هي الضامن للانتخابات في ليبيا
- السنوسي: فشل المبادرات السياسية بسبب تجاهل التاريخ الليبي
- الأمير محمد السنوسي: الدعوات تتزايد إلى عودة النظام الملكي كحل للأزمة في ليبيا

ويوضح «من حق الأشخاص الذين يدعمون القذافي أن يفعلوا ذلك ولكن دون أن يفرضوا هذا الخيار بالسلاح. الأمر نفسه ينطبق على أولئك الذين يدافعون عن الملكية»، كما يشير لكن - يضيف - لم يحن الوقت لإجراء انتخابات.

وفي خارطة الطريق التي اقترحها السنوسي ستكون الدعامة الأولى إعادة النظام الملكي والدستور الذي جرى وضعه والموافقة عليه في العام 1951. مع عدم وجود انتماء قبلي، يقدم محمد شخصيته كشخصية تحظى بإجماع وطني داخل ليبيا.

السنوسي يدعو  القوات الأجنبية لمغادرة ليبيا على الفور
ودون ذكر أسمائها، يدعو السنوسي كل القوات الأجنبية لمغادرة البلاد على الفور، فيما يعاتب أيضًا القادة الليبيين الذين يتمسكون بالحفاظ على امتيازاتهم الشخصية، معتبرًا أن النظام الحالي هو استمرار لنظام القذافي، إذ «المشكلة الرئيسية هي أنه عندما تزرع الزهور، سيكون لديك زهور وعندما تزرع سمًا سيكون لديك سم. التغيير سيأتي من خلال التعليم».

وبعدما أشاد بقصة نجاح سنغافورة كنموذج يستدعي الإلهام، قال السنوسي إنه «في بعض الأحيان أتمنى ألا يكون هناك نفط في ليبيا»، مستطردًا بقوله إنه «على كل حال المستقبل يجبرنا على تغيير مصادر الطاقة».

ولدى دفاعه عن تبني النظام الملكي، يعتقد حفيد السنوسي أنه «يمكن لهذا النظام في ليبيا العمل من أجل السلام الإقليمي». وفي هذا السياق استحضر قضية المغرب والجزائر، وتنافسهما من أجل قيادة المنطقة.

دور الوساطة بين المغرب والجزائر
وكشف محمد السنوسي أن العائلة الملكية السابقة بليبيا يمكنها أن تلعب دور الوساطة بين المغرب والجزائر، كما تستطيع أن تعيد الوئام بين الأخيرة وإسبانيا. واعتبر أن «ليبيا يمكن أن تعمل كخوذة زرقاء بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، واسترضاء الصراعات المستعرة حاليا، شرط أن يكون ذلك عبر إعادة النظام الملكي إليها».

وشدد على أن العلاقات بين إسبانيا والجزائر يجب أن تعود إلى نصابها، وأن يختفي الصراع بينهما بعد الموقف التاريخي لمدريد بدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن العائلة الملكية الليبية السابقة تستطيع لعب دور الوساطة في هذا الموضوع.

كما يعتقد أن مدريد يمكنها أن تسهم في استقرار ليبيا، وأن تعيد العائلة الملكية إلى الواجهة السياسية عبر التدخل من خلال الطرق الدبلوماسية، طبقًا لصورتها الإيجابية في المجتمع الدولي.