Atwasat

السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 26 أبريل 2024, 02:38 مساء
WTV_Frequency

تحذر الأمم المتحدة، من أن «التحرك الآن أمر ملح» في السودان، حيث يقترب موسم البذر، فيما باتت العديد من المزارع مهجورة إثر «أكبر أزمة نزوح في العالم»، نجمت عن الحرب المستمرة منذ عام بين الجنرالين المتصارعين على السلطة.

ويؤكد مدير مكتب الطوارئ والصمود التابع لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، رين بولسن، لوكالة «فرانس برس»، أن «هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء السودان»، مضيفا أن «الوضع حرج بصفة خاصة في دارفور (غرب) وفي كردفان (جنوب)»، بحسب وكالة «فرانس برس».

ويوضح مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان «إدي رو»، أن كمية الغذاء المتوافرة في دارفور، حيث يعيش ربع الـ48 مليون سوداني، «أقل بنسبة 78% على الأقل عما كانت عليه العام الماضي».

ومطلع الألفية الثالثة، أرسل الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطيح اثر انتفاضة شعبية في 2019، ميليشيا الجنجويد إلى دارفور، حيث مارست سياسة الأرض المحروقة ضد متمردي الأقليم الذين حملوا السلاح احتجاجا على التهميش.

واليوم أصبحت هذه الميليشيا جزءا من قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو الذي يخوض منذ 15 أبريل 2023، حربا في مواجهة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

وبات قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والاغتصاب والنهب والتهجير القسري والقرى المحروقة، جزءا من الواقع اليومي للسودانيين.

سباق مع الزمن
ومطلع مارس، حذر برنامج الأغذية العالمي كذلك من أن الحرب في السودان «يمكن أن تتسبب بأكبر أزمة جوع في العالم».

ولم يعد القطاع الزراعي، الذي كان يوفر أكبر عدد من فرص العمل في البلاد، ويعد مخزن حبوب إفريقيا، سوى أراض محروقة.

ويؤكد «رو» أن «60% من السودانيين يعتمدون على الزراعة لكسب الرزق، ولكن مع نشوب الحرب هجرت عائلات عديدة مزارعها».

- «الصحة العالمية» تحذر من مجاعة «كارثية» في السودان
- «برنامج الأغذية» يحذر من توقف المساعدات للاجئين السودانيين في تشاد 
-  الأمم المتحدة: عشرات آلاف الأطفال قد يموتون في السودان من دون مساعدات إضافية

وفي ولاية الجزيرة المعروفة بخصوبة تربتها، خرج 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية من الخدمة، ما أدى إلى انخفاض بنسبة 70% في إنتاج السودان من القمح الذي كان يبلغ 800 ألف طن سنويا.

«لا نستطيع الخروج من القرية»
ويقول صالح عبد الماجد المزارع بمشروع الجزيرة، أكبر مشروع مروي بالبلاد: «نحن نزحنا من قريتنا وليس هناك أفق لعودتنا الآن، فكيف نبدأ الموسم الزراعي؟».

المشكلة نفسها يواجهها حامد علي المزارع في قرية قريبة من مدني عاصمة ولاية الجزيرة والذي صرح: «نحن لا نستطيع الخروج من القرية، فكيف نصل إلى مزارعنا لنحضرها للموسم الزراعي؟».

ويؤكد محمد عبد الباقي المزارع بمشروع الجزيرة، أنه لا يستطيع كذلك «الوصول إلى الأسواق لشراء البذور أو الأسمدة أو الوقود للآلات الزراعية، بل لا نستطيع الوصول الى أرضنا وإن لم تتوقف هذه الحرب لن نزرع».

وفي مختلف أنحاء البلاد، لايزال 37% فقط من الأراضي مزروعة، وفق مركز الأبحاث «فكرة» بسبب هذه الأوضاع، ففي ولاية القضارف (شرق) على سبيل المثال يقول محمد سليمان الذي يزرع الذرة وهي الغذاء الرئيسي للسكان هناك: «غالبية الشركات التي لديها المدخلات الزراعية والأسمدة والمبيدات توقفت عن العمل».

ويخشى «رو» من أن السودان في «سباق مع الزمن»، لأن موسم الحصاد يبدأ في أبريل، وهذا العام «لدينا 41% أقل من الغذاء عن العام الماضي».

ويشرح أن موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية يتمكنون بالكاد من مساعدة «خمسة ملايين سوداني ينامون مساء كل يوم وهم جوعى»، بسبب صعوبة التنقل ونقص التمويل.

مساعدة حيوية في بلد بلا استيراد وتصدير
ويوضح أن الاستحقاق المقبل هو شهر مايو، الذي «يتعين أن نوفر خلاله للمزارعين الإمدادات الزراعية» التي يحتاجون اليها من أجل بدء موسم البذر في يونيو، في إشارة إلى البذور وعلف الحيوانات الذي توزعه منظمته.

وهذه المساعدة تعد حيوية في بلد توقف فيه في شكل شبه تام الاستيراد والتصدير بسبب توقف الحركة على الطرق المؤدية إلى الميناء الكبير الوحيد وهو بورتسودان، إضافة إلى انهيار النظام المصرفي، ما يمنع المزارعين من الحصول على القروض أو تحويل الأموال اللازمة لممارسة نشاطهم.

وأسفرت الحرب، التي يمكن أن تستمر سنوات وفق الخبراء، عن سقوط آلاف القتلى وعن نزوح 8,5 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.

كما أدت إلى معاناة 18 مليون سوداني من نقص الغذاء الحاد، من بينهم خمسة ملايين على حافة الجوع.

وفي 15 أبريل الجاري، مع مرور عام على اندلاع الحرب، عقد اجتماع دولي في باريس أعلن في ختامه منح مساعدات قيمتها نحو ملياري يورو للسودان، علما أنه نصف المبلغ الذي طالبت به الأمم المتحدة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بفضل الصين و«أسطول الظل».. انتعاش صادرات إيران النفطية على الرغم من العقوبات الأميركية
بفضل الصين و«أسطول الظل».. انتعاش صادرات إيران النفطية على الرغم ...
الرئيس الصيني يصل فرنسا في جولته الأوروبية الأولى منذ 5 سنوات
الرئيس الصيني يصل فرنسا في جولته الأوروبية الأولى منذ 5 سنوات
ميزانية السعودية تسجل عجزًا بـ12.4 مليار ريال خلال الربع الأول من 2024
ميزانية السعودية تسجل عجزًا بـ12.4 مليار ريال خلال الربع الأول من...
رئيسة المفوضية الأوروبية ستطالب بمنافسة «عادلة» خلال لقائها الرئيس الصيني
رئيسة المفوضية الأوروبية ستطالب بمنافسة «عادلة» خلال لقائها ...
أسعار النفط ترتفع بعد تضاؤل فرصة التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة
أسعار النفط ترتفع بعد تضاؤل فرصة التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم