خلص تقرير لموقع «أويل برايس» الأميركي إلى أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على طهران فشلت إلى حد كبير في وقف صادرات إيران من النفط، وهي واحدة من أكثر الدول الخاضعة للعقوبات في العالم.

وأرجع التقرير، المنشور أمس السبت، انتعاش صادرات النفط الإيرانية إلى أسباب عدة، أولها رغبة الصين في شراء كميات قياسية من النفط الإيراني، والتكتيكات التي تستخدمها طهران للالتفاف حول العقوبات، إضافة إلى تردد واشنطن في تطبيق العقوبات بشكل صارم، ما جعل عقوبات واشنطن غير فعالة إلى حد كبير.

«أسطول الظل» لنقل الخام الإيراني
وقال محللون إن «طهران نجحت خلال السنوات الأخيرة في تعزيز صادراتها من خام النفط عبر التحايل على العقوبات، واستخدام ما بات يعرف بـ«أسطول الظل» من الناقلات النفطية لنقل الخام بشكل غير قانوني إلى الصين».

وتشمل تلك الأساليب نقل شحنات الخام من سفينة إلى سفينة، ووسطاء وتحويلات مالية مخفية، وإعادة تسمية براميل الخام لإخفاء منشأه الإيراني.  ويمثل الطلب المتزايد على النفط الإيراني في الصين مفتاح الزيادة في مبيعات الخام الإيرانية. وأظهرت بيانات تتبع السفن أن الصادرات الإيرانية تقف عند 1.5 مليون برميل يوميًا، تتجه 90% منها إلى الصين.

تزايد الطلب من الصين
وتحصل الصين على خفض كبير في أسعار الخام الإيراني الخاضع للعقوبات، قد يصل إلى 15% من سعر كل برميل، ما يزيد من جاذبية شراء الخام من طهران. وقال الباحث في الاقتصاد التطبيقي في جامعة «جونز هوبكنز»، ستيف هانك: «في ظل التخفيضات الكبيرة، يعد بيع النفط الإيراني عملية مربحة ومستدامة، وذلك لأن هامش تكلفة الإنتاج في إيران أقل من 15 دولارًا للبرميل».

في حين قال الباحث في مجموعة «أوراسيا» بالولايات المتحدة، غريغوري برو، إن «العقوبات الأميركية كانت فعالة فيما سبق في منع الصادرات النفطية إلى الصين، لكن الأمر لم يعد كذلك. إن مكانة الصين الصاعدة كقوة عالمية جديدة تمنحها حرية أكبر في تحدي العقوبات الأميركية».

- تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد صناعة النفط الإيرانية
- مراقبون: العقوبات الأميركية بحق إيران قد تضيف 8.4 دولار لسعر البرميل

تردد أميركي في تطبيق العقوبات
وتطرق التقرير إلى سبب آخر لانتعاش صادرات الخام الإيرانية وهو تردد واشنطن في تطبيق صارم للتدابير العقابية بحق طهران، بينما يرى مراقبون أن العقوبات فشلت بشكل عام في تحقيق أهدافها.

ولفت إلى الحاجة لزيادة الموارد من أجل تطبيق القيود، مع ضرورة فرض عقوبات على قطاعات جديدة لإبقاء الضغط. وقال: «وإلا يجد الهدف طرقًا للتهرب من العقوبات، بينما يصبح المشتري في الوقت نفسه أكثر رضا عن نفسه مع تراجع التنفيذ، وهو ما شهدناه في حالة إيران والصين».

كما يشير مراقبون إلى تردد واشنطن في تشديد العقوبات بسبب المخاطر المرتبطة بخروج البراميل الإيرانية من السوق العالمية. وقال الباحث في مجموعة «أوراسيا» برو: «بعيدًا عن تأثير تلك التدابير على أسعار النفط، الأمر الذي يحمل أهمية سياسية واقتصادية بالنسبة إلى الرئيس الأميركي بايدن في عام الانتخابات، إلا أن التطبيق الصارم من شأنه إثارة إيران والصين، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة احتواء التصعيد في الشرق الأوسط».