رجحت دراسة أجرتها وحدتا الأبحاث والبيانات «بلومبرغ إنتلجنس» و«بلومبرغ إيكونوميكس» ارتفاع أسعار خام النفط في الأسواق العالمية إلى 150 دولارًا للبرميل الواحد في حال اندلاع صراع مطول مباشر بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، مع خفض الإنتاج العالمي بمقدار تريليون دولار.

توقعات «بلومبرغ» بشأن القفزة المحتملة في أسعار الخام العالمي جاءت من بين 4 سيناريوهات لمستويات التصعيد المحتمل بين إسرائيل وإيران.

وقال المحلل في «بلومبرغ إنتلجنس»، صالح يلماز: «الحرب على غزة كان لها تأثير محدود حتى الآن على الاقتصاد العالمي، لكنها تظل صندوق بارود، ويظل التصعيد تهديدًا حقيقيًا»، محذرًا من أن «أي حرب مباشرة قد تشهدها منطقة الشرق الأوسط ستكون كارثية بالنسبة إلى الأسواق العالمية». ويرجح يلماز سيناريو الحرب المحدودة، إلا أن الاستقرار الهش يمكن أن ينهار بسهولة، ويمكن أن يؤدي أي تصعيد بسيط إلى إشعال حرب أوسع.

- بسبب الأسعار ووفرة المخزون.. توقعات بتمديد اتفاق خفض إنتاج «أوبك+» 
- %14,5 تراجعا في أرباح «أرامكو» السعودية خلال الربع الأول من 2024
- النفط يتراجع إلى 82.6 دولار وسط ارتفاع المخزونات الأميركية

أما في السيناريو الثاني، فقد توقعت الدراسة ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية بمقدار 10 دولارات على الأقل، مع خفض ثقة المستثمرين، وذلك في حال اشتعال حرب بالوكالة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، حيث ينفذ كل طرف هجمات عسكرية عبر الوكلاء في دول بالمنطقة أبرزها لبنان وسورية والعراق.

ماذا عن انحسار الحرب على غزة؟
وتتكهن الدراسة باحتمال انحسار الحرب في منطقة الشرق الأوسط لتنطوي على ضربات إسرائيلية محدودة في غزة يقابلها هجمات صاروخية من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو ما سيكون له تأثير ضئيل على الاقتصاد العالمي.

وتجاهلت أسعار النفط إلى حد كبير الهجوم الإيراني على «إسرائيل» في 13 أبريل الماضي، مما يشير إلى أن الأسواق ترى أن سيناريو الحرب المحدودة هو السيناريو الأكثر ترجيحًا.

وأخيرًا، رجح السيناريو الرابع تأثيرا محدودا لوقف إطلاق النار في غزة على أسعار النفط، إذ تبدو علاوة المخاطر الجيوسياسية الحالية ضئيلة.

وفي استطلاع للرأي أجرته «بلومبرغ إنتلجنس» و«بلومبرغ إيكونوميكس» شمل 143 مشاركًا، قال 92% إن هناك علاوة مخاطر جيوسياسية أقل من 5 دولارات للبرميل مرتبطة بالأسعار من قبل السوق.

في السياق ذاته، قال كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في «بلومبرغ إيكونوميكس» والمؤلف المشارك للدراسة، زياد داود: «التوقع الأساسي هو أن الحرب ستظل محصورة إلى حد كبير، كما كانت منذ أكتوبر، مع تأثير محدود على الاقتصاد العالمي. لكن هذا يمكن أن يتغير». وأضاف: «قد يؤدي سيناريو المخاطر الذي يشتمل على صراع طويل الأمد إلى ركود عالمي يقتطع نحو تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مع ارتفاع أسعار النفط وتراجع المعنويات مما يؤدي إلى انخفاض النمو إلى 1.7%».