تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الأربعاء، إذ أظهرت بيانات الصناعة تراكم مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة، في علامة على ضعف الطلب، وظهور توقعات حذرة للإمدادات قبل اجتماع سياسة «أوبك بلس» الشهر المقبل.

وانخفضت العقود الآجلة لخام «برنت» 57 سنتا، أو 0.69%، إلى 82.59 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام «غرب تكساس» الوسيط الأميركي 53 سنتا، أو 0.68%، إلى 77.85 دولار للبرميل، وفق وكالة «رويترز».

وهبط كلا الخامين القياسيين بشكل طفيف في الجلسة السابقة وسط علامات على تخفيف ضيق الإمدادات وضعف الطلب العالمي على النفط من تقرير توقعات إدارة معلومات الطاقة أمس الثلاثاء.

ارتفاع مخزونات الخام الأميركية
وقالت مصادر بالسوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت بمقدار 509 آلاف برميل في الأسبوع المنتهي في الثالث من مايو. وأضافوا أن مخزونات البنزين ونواتج التقطير ارتفعت أيضا.

وقال محللو «آي.إن.جي» في تقرير «أرقام معهد البترول الأميركي التي صدرت خلال الليل كانت هبوطية إلى حد ما بسبب زيادة مخزونات الخام والمنتجات.. المخاوف بشأن طلب أضعف من المعتاد على البنزين في الولايات المتحدة وهذه الزيادة في المخزون أثرت على الانهيار السريع للبنزين».

ومن المقرر صدور بيانات الحكومة الأميركية الرسمية عن المخزونات في الساعة 1:430 بتوقيت غرينتش. ويتوقع محللون استطلعت «رويترز» آراءهم انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 1.1 مليون برميل الأسبوع الماضي. كما أثرت التوقعات الحذرة بشأن تخفيضات الإمدادات من منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها (أوبك بلس) قبل اجتماع السياسة في الأول من يونيو على الأسواق.

- «الخزانة الأميركية»: إيران تعتمد على جهات ماليزية للالتفاف على العقوبات النفطية 
- بسبب الأسعار ووفرة المخزون.. توقعات بتمديد اتفاق خفض إنتاج «أوبك+»

وقال محللو «آي إن جي» إن «أسعار النفط تعرضت لمزيد الضغوط مع تزايد الضجيج حول سياسة إنتاج (أوبك بلس)». وأضافوا «التوقعات هي أن الأعضاء سيمددون تخفيضاتهم الطوعية الإضافية في الإمدادات إلى ما بعد الربع الثاني من هذا العام».

وفي الوقت نفسه، أدت الآمال بوقف إطلاق النار في غزة إلى الضغط أيضًا على أسعار النفط في الجلسات الأخيرة، حيث يقول بعض المحللين إن علاوة المخاطرة على النفط انخفضت جنبًا إلى جنب.

وقال الاقتصادي بيل ويذبيرن من «كابيتال إيكونوميكس» في مذكرة للعملاء: «إن انخفاض أسعار النفط منذ الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل يشير إلى أن المخاطر في الأسعار قد تراجعت الآن». وأضاف: «لا تزال الأسعار مدعومة بتخفيضات إنتاج (أوبك بلس) لكننا نعتقد أن الأعضاء سيخففون هذه التخفيضات تدريجيا اعتبارا من يوليو، مما يدفع أسعار النفط للانخفاض»، وفق «رويترز».

ويتوقع بعض المحللين أن يظل الطلب على المدى القصير مدعومًا بشكل جيد مما يحد من انخفاضات الأسعار الإجمالية. وقال نيل كروسبي، المحلل في سبارتا كوموديتيز: «الكثير من الحديث عن تخفيضات الأداء الاقتصادي في الأسابيع الأخيرة مبالغ فيه في رأينا، حيث لا تزال الهوامش جيدة بما فيه الكفاية، مما يعني أن الطلب الآسيوي يمكن أن يرتفع بمجرد أن تصل التحولات إلى ذروتها وتتضاءل».