Atwasat

مقتل البرغثي وتطبيع المنقوش وإقالة باشاغا ومبادرة باتيلي والاختفاء القسري.. محطات ليبية لافتة في 2023

القاهرة - بوابة الوسط: علاء حموده الثلاثاء 26 ديسمبر 2023, 07:24 مساء
WTV_Frequency

يغادر العام 2023 ليبيا حاملًا حقيبة مزدحمة بملفات سياسية واغتيالات وإقالات واحتجاجات شعبية، لكن تبقى كارثة «دانيال» التي اجتاحت مدينة درنة هي الحدث الأهم، إذ حصدت تلك الكارثة الآلاف من أبناء درنة والبيضاء وسوسة وشحات، وسط استمرارالانقسام والفساد السياسي في البلاد.

«بوابة الوسط» تسلط الضوء على المعالم البارزة لأحداث العام في ليبيا..

الانقسام والفساد يحاصر جراح درنة
وسط أجواء الانقسام السياسي والأمني الذي ساد المشهد الليبي، تعرضت البلاد لكارثة غير مسبوقة في العاشر من سبتمبر الماضي، إذ شهدت مدينة درنة وعدد من مدن الشرق الليبي فيضانات مدمرة أسفرت عن وفاة آلاف الأشخاص جراء العاصفة «دانيال» التي دمرت الأخضر واليابس في المدينة الليبية، وتسببت في دمار كبير للبنى التحتية، فيما هب عدد من الدول والمؤسسات الدولية، للمساعدة في انتشال درنة من الكارثة التي حلت بها.

كارثة درنة كشفت فسادًا حكوميًا وإداريًا، إذ قبل عام من الفيضان المدمر حذر الباحث الليبي عبدالونيس عاشور من انهيار سد درنة في دراسة العام 2022، لكن السلطات تجاهلت تحذيراته، ما أسفر عن كارثة إنسانية. وقال عاشور إن «الأرقام التي حصلت عليها خلال هذه الدراسة تشير إلى أنه إذا لم يجر صيانة السدود، سيكون هذا الأمر كارثيًا وخطيرًا بالنسبة لكمية المياه فيها». في المقابل، كان قرار النائب العام الليبي حبس عميد بلدية درنة احتياطيًا ومسؤولين آخرين، ثم تحريك دعوى جنائية ضد 16 مسؤولًا عن إدارة السدود على خلفية انهيار سدي مدينة درنة.

ولم تكد درنة تحصي خسائرها البشرية والمادية، حتى بدا الانقسام واضحًا في ملف إعادة الإعمار، إذ سارع مجلس النواب في أكتوبر إلى إقرار قانون لإنشاء جهاز إعادة إعمار وتأهيل مدينة درنة والمناطق المتضررة من السيول والفيضانات، فيما نظَّمت الحكومة المكلفة من مجلس النواب مؤتمرًا لإعمار المدينة يبدو أنه لم ينجح في الوصول إلى أهدافه، حسب متابعين، في المقابل قررت حكومة الدبيبة في سبتمبر تخصيص مبلغ 2 مليار دينار، لصالح صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، لإعادة إعمار البلديات المنكوبة.

الانقسام في ملف الإعمار، حدا بالمبعوث الأممي عبدالله باتيلي إلى انتقاد ضعف التنسيق بين حكومتي الدبيبة وحماد، بخصوص موضوع كارثة درنة واعتبر أن الأمر قد يضاعف مشاكل المواطنين.

وبعد مرور أكثر من مئة يوم على كارثة «دانيال»، تتزايد الانتقادات في الداخل الليبي من تقاعس المسؤولين المحليين في الاستجابة لمطالب النازحين، فيما تزال أمواج البحر تقذف «عظام ورفات الضحايا، كما يستمر سوء الوضع الصحي»، بينما تدق الهيئة الطبية الدولية ناقوس الخطر من انتشار الأمراض وسط الناجين من فيضانات درنة، محذرة من استمرار تلوث المياه ونقص خدمات الصرف الصحي.

ليبيا تعود إلى مربع المبادرات الأممية
عادت ليبيا العام المنصرم إلى مربع المبادرات الأممية مع المبعوث الدولي عبدالله باتيلي، وهي أطروحات دأب على إطلاقها مبعوثون سابقون آخرهم اللبناني غسان سلامة، بمساراته السياسية والاقتصادية والأمنية الشهيرة.

باتيلي، الذي بدا أنه تخلي عن فكرة اللجنة رفيعة المستوى تدير العملية السياسية في ليبيا، عاد وطرح في نوفمبر الماضي مبادرة تقود إلى انخراط الأطراف الخمسة الرئيسية في حوار، وهم: رئيسا مجلسي النواب عقيلة صالح والدولة محمد تكالة، وقائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر، ورئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي، لتمثيل المناطق الثلاث الرئيسية في ليبيا، لكنه نبه في وقت مبكر إلى أن مساعيه تواجه «الكثير من المقاومة».

مبادرة باتيلي عدها مراقبون «ملحقًا سياسيًا» لمبادرة سبق أن أطلقها تتضمن «إنشاء لجنة توجيهية رفيعة المستوى لإعداد الإطارين الدستوري والقانوني للانتخابات، تجمع كل أصحاب المصلحة الليبيين بمن فيهم ممثلو المؤسسات السياسية، وأهم الشخصيات السياسية، والقادة القبليون، ومنظمات المجتمع المدني، والأطراف الأمنية، والنساء والشباب»، انتهت بتشكيل لجنة مشتركة بين البرلمان ومجلس الدولة وإقرار قوانين انتخابية لكنّها غير توافقية.

ولم يكد يمر وقت قصير على طرح مبادرته، حتى أطل الانقسام السياسي برأسه في المشهد، وقوبلت المبادرة برفض مجلس النواب، الذي اتهم البعثة الأممية بعدم احترام مخرجاته المتعلقة بالتعديل الدستوري، منتقدًا عدم دعوة حكومة أسامة حماد لهذا الحوار، في مقابل رفض حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة أي حديث عن حكومة موحدة تقود البلاد لانتخابات رئاسية وتشريعية.

باتيلي حرص في آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن هذا العام على إلقاء الكرة في ملعب الأطراف، إذ انتقد ما أسماه بـ«عدم الالتزام القاطع من قبل القادة السياسيين بإنهاء حالة الانسداد السياسي في البلاد» وقال إن «المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، أبدى دعمًا واضحًا وملموسًا يلتزم بحسن النية لإنجاح الحوار»، وكذلك قدم «تكالة ثلاثة أسماء ممثلين لحضور الاجتماع، رغم رفضه مسودة القوانين الانتخابية التي نشرها مجلس النواب»، وحسب المبعوث الأممي، قدم الدبيبة «أسماء ممثلي حكومة الوحدة الوطنية»، مبديًا «استعداده لمناقشة المسائل العالقة في القوانين الانتخابية، إلا أنه رفض رفضًا قاطعًا إجراء أي مناقشات بشأن تغيير الحكومة»، فيما قال باتيلي إن «قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر قبِل المشاركة في الحوار، لكنه اشترط مشاركة حكومة الدبيبة ومشاركة الحكومة المعينة من مجلس النواب أو استبعاد الحكومتين».

لكن الباحث في مركز الأبحاث الهولندي كلينغنديل، جلال حرشاوي، توقع أن تمضي «المحادثات الليبية- الليبية على نحو بالغ البطء»، مشيرًا إلى أن «اللقاء الخماسي سينعقد بفاعلين لا تتوفر لديهم النية للوصول إلى تغيير حقيقي»، ولم يستبعد حرشاوي أن «يقرر اللقاء الخماسي الإبقاء على الدبيبة كرئيس للوزراء في حكومة موحدة وتغيير جميع الوزراء الآخرين واعتبارها حكومة جديدة كليًا»، ثم استدرك بالقول «حتى هذا السيناريو سيستغرق شهورًا وشهورًا».

مأزق تشريعات الانتخابات.. صراع بـ«القانون»
لم تواجه مبادرة باتيلي وحدها عراقيل الانقسام، إذ أن مخرجات لجنة (6+6) أيضًا وُوجهت بجدل كبير، بعد موافقة مجلس النواب الليبي في أكتوبر الماضي، بالإجماع على إصدار قانون انتخاب رئيس الدولة وقانون انتخاب مجلس الأمة الذي أنجزته لجنة (6+6).

يذكر أن الخريطة الانتخابية التي أقرتها لجنة (6+6) تنص على إجراء الانتخابات في مدة 240 يومًا من تاريخ صدور القوانين الانتخابية عبر ثلاثة مسارات، تنفيذية ودستورية وأمنية. ويتمثل المسار التنفيذي في تشكيل لجنة مصغرة موحدة، وفق تمثيل الأقاليم الليبية الثلاثة، تكون مهامها تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات.

إقرار القوانين الانتخابية الذي لقي ارتياحًا أمميًا مبكرًا، قوبل برفض من المجلس الأعلى للدولة، وفي ظل قيادته الجديدة التي جرى فيها اختيار محمد تكالة رئيسًا، إذ طالب تكالة «بالالتزام بمخرجات لجنة (6+6) بشأن القوانين الانتخابية كما وردت في نسختها الأولى الموقعة في مدينة بوزنيقة المغربية».

البعجة أحدث ضحايا الاختفاء القسري
لم يمر العام 2023 دون أن يشهد عمليات قتل واختفاء قسري اقترنت بالمشهد السياسي والأمني في البلاد منذ العام 2011، وكان آخرها السفير الليبي السابق فتحي البعجة.

في النصف الأول من هذا العام، بلور تقرير أميركي رسمي مشهد القتل خارج القانون والاختفاء القسري في ليبيا، وتحدث التقرير الصادر في مايو الماضي عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء مع الإفلات من العقاب، إضافة إلى الاختفاء القسري لنحو 20 ألف شخص مفقود في البلاد، منبهًا إلى تسبب الانقسامات بين المؤسسات الحكومية في غرب البلاد وشرقها، والفراغ الأمني في الجنوب، في إعاقة التحقيق والمقاضاة في الانتهاكات.

- محللون: ضوء أخضر لمبادرة باتيلي من مجلس الأمن.. و«الخماسية» قد تستغرق شهورا 
- الانقسام يعرقل الإعمار والتنمية .. مشروعات «الحكومتين» لم تتجاوز التصريحات
- شاهد في «وسط الخبر»: بعد الصعود والقوة.. هل انتهى المسار السياسي لباشاغا؟
- 75 يومًا على احتجاز البعجة ورفيقيه في بنغازي دون تهم رسمية
- أول تعليق لنتانياهو على واقعة اجتماع «المنقوش - كوهين» وتداعياتها

التقرير الأميركي، سجل خلال شهر مايو الماضي فقط أربعة حوادث اختطاف، اثنان منها في مدينة سرت، وناشط من بنغازي ومحامٍ من طرابلس. كما سجل العثور على ثلاثة جثث يُعتقد أنها تعود لمهاجرين على شواطئ مناطق صبراتة وتوكرة وبرسس. ووفقًا للمنظمة، التي تعمل عبر شبكة من الحقوقيين لتغطية جميع الأراضي الليبية، فقد عرف مطلع الشهر الماضي «اختطاف حبيب محمد القذافي (35 عامًا)، في وسط مدينة سرت من قبل عناصر مسلحة تابعة للكتيبة 604 التابعة للقوات المسلحة الليبية».

في التاسع من مايو، أكد التقرير «اختطاف الناشط السياسي وأستاذ القانون الدولي بجامعة سرت، مفتاح عمر درباش، (56 عامًا)، بالقرب من منزله في مدينة سرت من قبل مسلحين مجهولين». وقالت إن مصير هذا الناشط والأكاديمي «لا يزال مختفيًا قسريًا حتى الآن». وأشارت المنظمة أيضًا إلى العثور على جثث مجهولة الهوية لمهاجرين في الشواطئ المحلية.

لم يكن ذلك فحسب، بل غادر العام 2023 ليبيا فيما يستمر اعتقال سفيرها السابق لدى كندا الأستاذ الجامعي فتحي البعجة، ورفقيه الناشطين السياسيين طارق البشاري وسراج دغمان، من قبل جهاز الأمن الداخلي في مدينة بنغازي دون توجيه تهم محددة للمعتقلين الثلاثة، رغم ما تردد عن قرب إطلاقهم. وفي 30 أكتوبر، قال رئيس حزب ليبيا للجميع عاشور شوايل إن معلومات من عدة مصادر تفيد بانتهاء التحقيقات في قضية رئيس المكتب السياسي للحزب فتحي البعجة وعضو الحزب طارق البشاري والناشط السياسي سراج دغمان، و«ثبت أنهم أبرياء».

لكن الأمم المتحدة اكتفت بالقلق من تغييب أكاديميين وناشطين خارج نطاق القانون، إذ أبلغ المبعوث الأممي عبدالله باتيلي أخيرًا مجلس الأمن بأنه «لا يزال أعضاء أحزاب سياسية وأكاديميون وناشطون يقبعون في الاحتجاز في بنغازي وسرت وطرابلس دون إمكانية الوصول إلى العدالة»، معربًا عن قلقه إزاء استمرار تقييد الفضاء المدني والاعتقالات التعسفية. وذكر باتيلي في إحاطته الدورية إلى مجلس الأمن أنه «على مدى الأشهر التسعة الماضية، احتجزت الجهات الأمنية بشكل تعسفي ما لا يقل عن 60 شخصًا، بينهم أطفال، بسبب انتماءاتهم السياسية الفعلية أو المفترضة»، مرجحًا أن «يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير».

التطبيع يطيح بالمنقوش.. غضبة ليبية
يمضي العام 2023، وقد انتهى الموعد الذي حدده رئيس «حكومة الوحدة الوطنية» عبدالحميد الدبيبة للجنة التحقيق في واقعة لقاء وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش مع وزير خارجية «إسرائيل» إيلي كوهين، دون جديد عن نتائج تلك اللجنة. فبعد الكشف في سبتمبر الماضي عن لقاء المنقوش وكوهين، تفجرت حالة غضب شعبي وتظاهرات في عدد من المدن الليبية الرافضة للتطبيع، والمطالبة بإقالة الوزيرة، والتحقيق في الواقعة، ومحاسبة كل المشاركين في التخطيط للاجتماع.

رواية المنقوش بشأن لقاء كوهين التي قالت فيها إن الاجتماع في روما لم يكن مخططًا له، وكان غير رسمي. خرجت لتدحضه وكالة رويترز للأنباء على لسان مسؤول إسرائيلي قال إن «اللقاء استمر ساعتين، وجرى الاتفاق عليه مسبقًا «على أعلى المستويات في ليبيا». وبعد أن اكتفت حكومة الوحدة الوطنية الموقتة بالصمت دون تعليق رسمي على اللقاء، اعتبر رئيسها عبدالحميد الدبيبة أن «ما حدث في روما أمر جلل حتى وإن كان لقاءً جانبيًا، وقضية كبرى وإن وقعت بشكل عابر»، مؤكدًا أن «ذلك يستلزم ردًا قاسيًا ليكون درسًا تجاه مقدسات الأمة».

الدبيبة قال خلال اجتماع حكومي: «مهما كانت الظروف والأسباب والطريقة وبغض النظر عن حسن النوايا أو سوئها، سنعرف جميعًا تفاصيل ما حدث في روما من خلال التحقيقات الجارية»، ودافع عن المنقوش متهمًا خصومه ومعارضيه السياسيين بمحاولة استغلال ما حدث في روما لتصفية حسابات ضيقة.

انتهت فصول القصة بمغادرة المنقوش ليبيا إلى تركيا ومنها إلى بريطانيا على ما أفادت مصادر أمنية «بوابة الوسط» ويستمر معها لغز هذا اللقاء.

باشاغا.. ظهور بعد الإقالة
في الأيام الأخيرة من العام 2023، وتحديدًا مع الاحتفال بالذكرى الـ72 لاستقلال البلاد، أبى الرئيس السابق للحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا إلا أن يودع العام بظهور جديد، إذ وبعد 8 أشهر من مغادرة منصبه، وجه 5 رسائل إلى الداخل والخارج الليبي، تدعو الليبيين إلى الصفح والانقسام ونبذ الجهوية، مطالبًا المجتمع الدولي «بتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية إزاء الوضع السيئ الذي آلت إليه البلاد».

رسالة باشاغا جاءت بعد بضعة أشهر من تصويت مجلس النواب لصالح إيقافه وتكليف أسامة حماد بتسيير مهامه إلى جانب توليه وزارة المالية في مايو الماضي. ولم يستمر وزير الداخلية الأسبق في حكومة السراج طويلًا في منصبه الذي شغله العام الماضي رئيسًا للحكومة، ولم يتمكن من دخول العاصمة طرابلس ليتولى السلطة من رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة الذي رفض تعيين باشاغا في المنصب.

كما سبق إقالة حكومته جلسة مساءلة له، واستيضاح وزرائه حول عدد من الملفات المالية في مارس الماضي. وسط انتقادات لحكومته، إثر فشل محاولات دخولها إلى العاصمة طرابلس لتسلم السلطة من حكومة الدبيبة، فضلا عن عجزها عن تمويل مشاريعها، بالإضافة إلى فشلها في انتزاع الاعتراف الدولي بها، وسط مطالبات بضرورة إدخال تعديلات على تركيبتها.

مراقبون يقولون إن تحديات الانقسام الليبي ألقت بظلالها على حكومة موازية ترأسها باشاغا، ولا ينصرف هذا الوضع إلى عدم سيطرته على مقر الحكم في طرابلس فحسب، بل وأيضًا تمويل إنفاق حكومته، ففي يونيو من العام الماضي (2022)، وافق البرلمان على منح حكومة باشاغا ميزانية تقدرّ بـ89 مليار دينار، أي حوالي 18 مليار دولار، لكنها واجهت معضلة في تمويلها بسبب رفض المصرف المركزي في طرابلس تسييل هذا المبلغ. أما هذا العام، فاقترح باشاغا مشروع ميزانية عامة للدولة تقدّر بـ57.5 مليار دينار، لكن النواب رفضوا المصادقة عليه وطالبوا بتعديله، مؤكدين أن الأرقام مبالغ فيها.

مقتل «البرغثي».. نهاية «معركة ولاءات»
لم يغادر العام 2023 ليبيا دون تأكيد رسمي بشأن مصير وزير الدفاع الليبي السابق المهدي البرغثي وعدد من مرافقيه بعد اعتقالهم في بنغازي، إذ أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في 21 ديسمبر وفاة البرغثي، مطالبة السلطات بالتحقيق في ظروف الوفاة، مشيرة في الوقت نفسه إلى مزاعم مثيرة مقلقة حول «سوء المعاملة والتعذيب أثناء الاحتجاز»، مشددة على أن «أسباب الوفاة لا تزال غير واضحة».

الكشف عن مصير البرغثي جاء بعد شهرين من عودته إلى مسقط رأسه في مدينة بنغازي بعد أعوام من مغادرتها الى طرابلس، لكن الأمور لم تمض على نحو طبيعي، إذ اندلعت اشتباكات بين قوات القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر ومقاتلين بإمرة العقيد المهدي البرغثي، أحد أبرز المناهضين لحفتر، مطلع أكتوبر. وأشارت مصادر آنذاك إلى «اعتقال البرغثي ومقربين منه واقتيادهم إلى مكان مجهول».

وكان البرغثي انشق عن القيادة العامة، ليتولى حقيبة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج السابقة بالعاصمة طرابلس، وأمضى سنوات بعيدًا عن بنغازي، وفور عودته إليها مساء السادس من أكتوبر الحالي، محاطاً بمسلحين، اندلعت اشتباكات واسعة في المدينة، واختفى على أثرها.

وبعد نحو أسبوع من اختفاء البرغثي وتأكيد أسرته أنه رهن الاعتقال لدى القيادة العامة، خرج المدعي العام العسكري التابع لـ«القيادة العامة»، فرج الصوصاع ليكشف أن البرغثي، «أصيب بجروح خطيرة» إثر دخوله في مواجهات مع قوات أمنية بعد رفضه تسليم نفسه لها.

وفي خضم الانقسام السياسي والعسكري في البلاد، فإن مقتل البرغثي طرح قضية «تبدل الولاءات» في ليبيا، إذ سبق هذه الواقعة تخلي ميليشيا (الكانيات) المتهمة بارتكاب جرائم قتل جماعي في مدينة ترهونة (غرب) عن تحالفها مع حكومة «الوفاق الوطني» بطرابلس العام 2019، وانتقالها للتحالف مع قوات القيادة العامة خلال حرب العاصمة طرابلس (2019-2020).
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  جريدة «الوسط»: الشروط المسبقة تعصف بـ«طاولة باتيلي الخماسية»
■  البعثة الأممية تؤكد وفاة المهدي البرغثي وتطالب بتحقيق مستقل
■  
خبير ألماني: «نظام جديد شرير» يتشكل في ليبيا وسط حالة من الجمود
■  مجلة تابعة لـ«أفريكوم» تثير قضية صراع «الميليشيات» الليبية على السلطة
■  تقرير فرنسي: خطط أميركية لتقويض «فاغنر» في ليبيا ومالي والنيجر 
■  
لماذا ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية؟.. خبراء يجيبون
■  تسجيلات مسربة تكشف واقعة تهريب كميات ضخمة من الذهب من مطار مصراتة
■  معهد ألماني يرصد.. كيف استحوذت المجموعات المسلحة على الدولة في ليبيا؟
■  جميلة رزق الله: لوحاتي عن درنة تحاكي عزاءً كبيرًا وسقفًا مفتوحًا من الوجع
■  الدهون بريئة من التسبب في انسداد الأوعية الدموية.. فمن المسؤول؟
■  «تحقيقات»: تجار الأزمات

 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  وثائق بريطانية: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا خططوا لأبعد من السيطرة على قناة السويس في حربهم على مصر عام 56
■  ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ"بنت الأجيال"؟
■  ما الذي تقوله أعداد القتلى في غزة عن الحرب؟
■  القرية التي يعاني جميع سكانها من الخرف
■  تحليل دم "يكشف شيخوخة" أعضاء الجسم البشري
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟
■  
ما هي التمارين الرياضية الفعالة في خفض ضغط الدم؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجلس الدولة: تكالة قدم لستيفاني خوري «رؤية شاملة» بشأن الانتخابات
مجلس الدولة: تكالة قدم لستيفاني خوري «رؤية شاملة» بشأن الانتخابات
مصابان في حادث مروري بطرابلس
مصابان في حادث مروري بطرابلس
«العمليات الأمنية» تضبط مطلوبا في قضية قتل
«العمليات الأمنية» تضبط مطلوبا في قضية قتل
انهيار في طريق شرق مقر بلدية صرمان
انهيار في طريق شرق مقر بلدية صرمان
خوري تبحث مع سفير إسبانيا تنسيق الجهود لدعم استقرار ليبيا
خوري تبحث مع سفير إسبانيا تنسيق الجهود لدعم استقرار ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم