Atwasat

جريدة «الوسط»: الشروط المسبقة تعصف بـ«طاولة باتيلي الخماسية»

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 22 ديسمبر 2023, 08:17 صباحا
WTV_Frequency

إرهاق واستياء وتمطيط ولعب على عنصر الوقت تواجهه محاولات المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لكسر الحلقة المفرغة عبر دعوته إلى طاولة خماسية تجمع أطراف الأزمة الرئيسيين، هذا الشعور عبر عنه في إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، دون أن يقدم بديلا ليبياً لحل الأزمة ينتشل البلاد من فخ تكريس التقسيم بين شرق وغرب البلاد، وهو يدرك أن جمع هؤلاء الفرقاء قريبا قد لا يتحقق دون تقديم كل طرف تنازلات لصالح الشعب الليبي، وهو ما لا يتوفر الآن، مع تحكم فارضي الأمر الواقع في لعبة المراوغة والالتفاف على مقترحات الحل المطروحة.

لذلك جاءت إحاطة باتيلي في مجلس الأمن لتعكس إحساسا بأن مبادرته قد يلحقها الفشل وأن ثمة من يعمل على عرقلتها، في وقت خاطب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مساء الأربعاء، الفاعلين الليبيين الرئيسيين بدعوتهم إلى المشاركة في مبادرة مبعوثه الخاص بـ«حسن نية، وبروح التسوية لكسر الجمود السياسي الحالي، وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات شاملة وذات مصداقية وشفافية في ليبيا».

باتيلي ينتقد المسؤولين الراغبين في التشبث بمقاعدهم
وبدا على المبعوث الأممي التخبط من خلال التشديد على «ضرورة عدم السماح لمجموعة واحدة من المسؤولين غير الراغبين والمتشبثين بمقاعدهم بإحباط الشعب الليبي وتعريض المنطقة لخطر الفوضى» في إشارة إلى كل من المجلس الرئاسي، ومجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، وحكومة «الوحدة الوطنية» والـ«القيادة العامة» التي دعاها إلى اجتماع خلال الأيام المقبلة.

- للاطلاع على العدد 422 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ويشخّص المبعوث الأممي الداء الذي ينخر العملية السياسية أكثر، حين يؤكد أن هذه الجهات الفاعلة المختارة تتمتع بالقدرة إما على التوصل إلى توافق في الآراء ودفع العملية السياسية إلى الأمام، أو إطالة أمد الجمود ومنع ليبيا من إجراء الانتخابات المأمولة.

خلافات بين الأطراف الفاعلة الخمسة المدعوة لاجتماع باتيلي
وتعكس مواقف الخمسة المشمولين بمبادرة باتيلي خلافات حتى داخل الفريق الواحد، فبالنسبة لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، فقد اشترط لحضوره ضرورة التركيز على تشكيل حكومة جديدة ورفض مشاركة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة، كأولوية عن تعديل القوانين الانتخابية، وبالنسبة إلى المشير خليفة حفتر فقد ربط مشاركة حكومة الدبيبة بمشاركة الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب، أو استبعاد الحكومتين معا.

وفي الجهة الأخرى، قدم رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة أسماء ثلاثة ممثلين لحضور الاجتماع، رغم رفضه صيغة القوانين الانتخابية التي نشرها مجلس النواب، كما قدم الدبيبة أسماء ممثلي حكومته، معبرا عن استعداده لمناقشة المسائل العالقة في القوانين الانتخابية، لكنه رفض رفضا قاطعا إجراء أي مناقشات بشأن تغيير الحكومة.

وتبرز هذه المواقف تمسك كل طرف بمواقفه، وحتى المجلس الرئاسي الذي كان بعيدا عن الاصطفاف، فقد كشفت مصادر مطلعة أن عضوي المجلس الرئاسي عبدالله اللافي وموسى الكوني شاركا في اجتماع تشاوري مع تكالة والدبيبة عُقد بطرابلس بعد لقاء المنفي وعقيلة وحفتر في القاهرة، وأكد اجتماع طرابلس الذي جرى عشية إحاطة باتيلي التعاطي مع مبادرته دون شروط مسبقة، مع أنهم اعتبروا سابقا أن تنفيذ الانتخابات تعثر نتيجة وجود إشكاليات في قوانين الاستحقاقات ما يجعل موقفهم يصطدم بالبرلمان المتمسك بها.

مراجعة قوانين الانتخابات أولوية في أي اجتماع تشاوري
وعلى ذلك، سوف تشكل مطالبة مراجعة القوانين أولوية في أي اجتماع تشاوري، مقابل شرط تشكيل سلطة تنفيذية جديدة أو موحدة، إذ صرح رئيس مجلس النواب بأنه سيجري العمل على تشكيل حكومة قبل نهاية العام الجاري لتتولى الإشراف على الانتخابات.

وبسبب الهوة الواضحة بين الأطراف المعنية تأجل اللقاء التحضيري لممثلي الخماسية إلى يناير المقبل بعدما كان مقررا الشهر الجاري، لا سيما أن المقترحات المتداولة تشمل طبيعة السلطة التنفيذية المقرر لها أن تشرف على العملية الانتخابية بين توحيد الحكومتين أو إدراج تعديلات على حكومة طرابلس فقط.

- للاطلاع على العدد 422 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وعلى الصعيد الدولي كان لافتا استمرار الانقسامات بشأن الحالة الليبية داخل مجلس الأمن، حيث صرح المستشار السياسي في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة جون كيلي بأن «هناك تحدياً خاصاً يتمثل في تشكيل حكومة تصريف أعمال للإشراف على الانتخابات في ليبيا»، ومن جانبه أوضح ممثل روسيا في مجلس الأمن الدولي دميتري بوليانسكي أنه لا ينبغي إطلاقاً فرض عملية انتخابية مشروطة بإقصاء بعض الشخصيات. كما دعا ممثل الصين لدى مجلس الأمن الأطراف الليبية إلى البناء على حوار باتيلي وتبديد مخاوفها من أجل التقدم في المسار السياسي، وفق قوله.

روسيا تحذر من تحويل ليبيا إلى ساحة مواجهة مع الغرب
واحتج مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الروسية بيوتر إليتشيف في مقابلة مع وكالة نوفوستي على محاولة بعض الدول الغربية تحويل ليبيا إلى ساحة جديدة للمواجهة مع روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية، لافتا إلى أن «ليبيا باتت عمليا منقسمة إلى قسمين، وتتأرجح على شفا حرب أهلية، وتحولت في الواقع إلى مصدر للهجرة غير الشرعية».

وفي الأثناء، التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند في طرابلس، الأربعاء، رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح رفقة القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا جيريمي برنت لمناقشة التحضيرات الجارية لانتخابات المجالس البلدية التي تقوم بها المفوضية.

جولة مكثفة للمبعوث الأميركي بشأن خريطة الطريق
وأشار نورلاند إلى مناقشة «ما يلزم من أجل وضع خريطة طريق ذات مصداقية نحو انتخابات برلمانية ورئاسية». وقبلها بحث نورلاند مع قائد الجيش الوطني في بنغازي، الأربعاء، «أفضل السبل لتعزيز العمل الحيوي الذي يقوم به باتيلي لجمع الأطراف المؤسسية في ليبيا لحل المسائل السياسية التي تقف عائقاً أمام الانتخابات وحكومة وطنية موحدة».

واستعرض مع عضوي المجلس الرئاسي موسى الكوني وعبدالله اللافي في طرابلس تفاصيل اجتماع باتيلي، بالإضافة إلى ملف المصالحة الوطنية.

إقليميا، أكد منتدى التعاون العربي الروسي الذي انعقد في مدينة مراكش المغربية دعمه وحدة ليبيا وسيادتها، ورفض أي حلول عسكرية لأزمتها، ومساندة الجهود الرامية لعقد الانتخابات الليبية الرئاسية والبرلمانية بصورة متزامنة في أقرب فرصة ممكنة، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار. وسط هذه الأجواء الملبدة بالتأثيرات السلبية لتشبث كل من أطراف الأزمة بموقفه، لا تبدو مؤشرات التفاؤل ظاهرة أمام المبعوث الأممي عبدالله باتيلي لإنجاح مبادرته الجديدة وحلحلة الأزمة في البلاد، بينما تنجح تلك الأطراف حتى الآن في الالتفاف على المبادرة وعرقلة مسارها، وكسب مزيد من الوقت، وهي اللعبة التي تتقنها جيدا.
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  «شروط القادة الليبيين.. ورسالتان» من المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن
■  
تحقيق استقصائي يرصد تصاعد نفوذ «المركزي» وكيف غذى الانقسام السياسي الفساد في ليبيا؟
■  تحقيق استقصائي: «الكلبتوقراطية» تنتعش في ليبيا بالفساد والجريمة المنظمة
■  محللون: ضوء أخضر لمبادرة باتيلي من مجلس الأمن.. و«الخماسية» قد تستغرق شهورا 
■  الدبيبة يوجه ببدء تنفيذ منظومة الجوازات والبطاقات الإلكترونية
■  مصدر أمني يؤكد لـ«بوابة الوسط»: عماد بن رجب المحكوم في قضية «الوقود المغشوش» غادر ليبيا
■  بدء تنفيذ عملية «قيقب» لتعقب المطلوبين دوليًا في ليبيا
■  «ناسا» توضح أسباب «اختفاء» حلقات كوكب زحل العملاقة كل 15 عاما
■  التدمير الذاتي للرسائل الصوتية.. آخر تحديثات «واتساب»
■  عجينة العشر دقائق
■  
لا يفوتك: كيف​ تصنع «أستون مارتن» سيارة الدفع الرباعي «DBX»
 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟
■  كيف أعدّت حماس قوة لضرب إسرائيل في السابع من أكتوبر؟
■  كيف أصبح البطيخ رمزاً للتضامن مع الفلسطينيين؟
■  
كيف نقرأ استهداف السفن في البحر الأحمر؟
■  تحليل دم "يكشف شيخوخة" أعضاء الجسم البشري
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حفتر يستقبل ميلوني في بنغازي (صور)
حفتر يستقبل ميلوني في بنغازي (صور)
حكومة حماد: إغلاق أسواق بيع الأبقار لتفشي «الجلد العقدي»
حكومة حماد: إغلاق أسواق بيع الأبقار لتفشي «الجلد العقدي»
تعليق الدراسة في بلدية الجميل الأربعاء لظروف أمنية
تعليق الدراسة في بلدية الجميل الأربعاء لظروف أمنية
حبس مسؤولين اثنين بمركز الكشف عن كورونا في المنشية الجميل
حبس مسؤولين اثنين بمركز الكشف عن كورونا في المنشية الجميل
1.1 مليار دينار نفقات الجهات التشريعية والتنفيذية خلال 4 أشهر
1.1 مليار دينار نفقات الجهات التشريعية والتنفيذية خلال 4 أشهر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم