أثارت مجلة «منبر الدفاع الإفريقي»، الصادرة عن القيادة العسكرية الأميركية لقارة أفريقيا «أفريكوم»، قضية صراع المجموعات المسلحة في ليبيا، ملخصة الوضع في البلاد بمروره بـ«حالة من ثبات عدم الاستقرار».
وعادت المجلة إلى أحداث العاصمة طرابلس في منتصف أغسطس، حين وقعت اشتباكات بين ميليشيتين متناحرتين تتنافسان على السلطة؛ إذ استمرت لمدة يومين مخلفة 55 قتيلًا على الأقل.
خبير: الوضع السياسي في ليبيا لا يزال شديد الضبابية
ونقلت عن الخبير في مركز «ليبيا أناليسيز» البحثي ريانون سميث، أنه «على مدى الأشهر القليلة الماضية، شهدت ليبيا حالة من ثبات عدم الاستقرار، فالوضع السياسي لا يزال شديد الضبابية، والانقسامات كثيرة، والجماعات المسلحة تزداد قوة، ولكن لم تقع اشتباكات كبيرة» حتى أغسطس.
وغاص التقرير الأميركي في تفاصيل الصراع بين الميليشيات الليبية، معتبرًا أن طرابلس عاشت «هدوءًا نسبيًا» خلال أشهر، لكن أعمال عنف نشبت عقب اعتقال محمود حمزة قائد «اللواء 444»، في مطار معيتيقة على يد مسلحين من «قوة الردع الخاصة»، والأخيرة هي الغريم الرئيسي للواء 444 والمسيطرة على المطار.
- صراع النفوذ بين المجموعات المسلحة ينذر بـ«سيناريو أخطر».. ميدانه العاصمة
- معهد ألماني يرصد.. كيف استحوذت المجموعات المسلحة على الدولة في ليبيا؟
- راديو فرنسا الدولي: حكومة الدبيبة لم تعد تمسك بزمام الأمور.. والمنافسة أشد بين المجموعات المسلحة
تصاعد التنافس بين «اللواء 444» و«قوة الردع»
ونقلًا عن الخبيرة الليبية تهاني المغربي، فإن التنافس بين «اللواء 444» و«قوة الردع» تصاعد مع ضياع قدر من نفوذ قوة الردع، مؤكدة أن « اللواء 444» أكثر تنظيمًا، من الناحية العسكرية، ويضم جنودًا سابقين من نظام القذافي، كما أن قائدهم العقيد محمود حمزة أكثر نفوذًا.
ولفتت «منبر الدفاع» أن «اللواء 444» تابع لوزارة الدفاع الليبية، ويسيطر على الضواحي الجنوبية لطرابلس ومناطق أخرى. أما «قوة الردع»، فيقودها عبد الرؤوف كارة، وتعتبر قوة الشرطة في العاصمة، وتسيطر على وسط طرابلس وشرقها، بما في ذلك سجن ومطار مدني، وهو مطار معيتيقة الذي يستخدمه المدنيون والجيش.
وبينما سقط قتلى من الجانبين في معركة أغسطس، حسب تعبير المجلة الأميركية، سبق أن وقعت بينهما اشتباكات لساعات في طرابلس في مايو، وذلك أيضًا بعد اعتقال أحد عناصر «اللواء 444».
يذكر أن العقيد محمد حمزة كان في السابق قائدًا لـ«لفرقة 20-20» التابعة لقوة الردع، قبل أن ينفصل عنها في عام 2020، برفقة فرقته وجميع المركبات والذخيرة، وعُين قائدًا لـ«اللواء 444». وأُفرج عنه بعد يومين من احتجازه لدى «قوة الردع» وسُلم لطرف محايد، وأعلن المسؤولون وقف إطلاق النار.
ويعد الفصيلان المتناحران من أقوى المجموعات المسلحة في غرب ليبيا، وكلاهما موالٍ لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة بقيادة عبدالحميد الدبيبة، التي تدعمها الأمم المتحدة. لكن الانقسامات بينمها طويلة الأمد، وأشعلت فتيل معارك متفرقة في طرابلس خلال السنوات الأخيرة، وفق ما يقول التقرير.
صراع حكومتي الدبيبة وحماد
وأرجع التقرير تفاقم زعزعة استقرار البلاد على إثر صراع حكومة الوحدة الوطنية على السلطة مع الحكومة المكلفة من مجلس النواب، التي تتخذ من سرت مقرًا لها، وأدت القضايا العالقة بين الطرفين منذ أمد طويل إلى تأخير الانتخابات منذ عام 2021.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي، لمجلس الأمن الدولي في أواخر أغسطس، إن الانقسامات السياسية في ليبيا محفوفة بمخاطر العنف والتفكك للدول.
وتابع أنه «لا بدَّ من استعادة الاستقرار في ليبيا، للحفاظ على الأمن الإقليمي؛ ولسوف يتفاقم الوضع ويزيد من معاناة الشعب الليبي في حال عدم التوصل لاتفاق سياسي شامل يمهد الطريق لإجراء انتخابات سلمية وشاملة وشفافة في أرجاء ليبيا». في وقت حذر من أن أعمال العنف في النيجر، التي شهدت انقلابًا في يوليو، وفي السودان؛ حيث احتدم القتال بين الجيشين المتناحرين منذ أبريل، يمكن أن يمتد إلى ليبيا.
تعليقات