أفادت جريدة «لا برينسا» في نيكاراغوا بوصول ثالث رحلة طيران منطلقة من ليبيا إلى العاصمة ماناغوا خلال أقل من شهر، وذلك على الرغم من التحذيرات الأميركية حول استغلال رحلات الطيران المدنية في أنشطة تهريب المهاجرين والاتجار في البشر.

وذكرت الجريدة، الجمعة، أن رحلة تابعة لشركة «غدامس للطيران»، تحمل قرابة 400 راكب، انطلقت من مطار معيتيقة الدولي، ووصلت مطار أوغوستو سي ساندينو الدولي في ماناغوا، الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أن الرحلة ليست مسجلة في الهيئة الوطنية للطيران في نيكاراغوا.

وأظهرت منصة تتبع رحلات الطيران الجوية «فلايت وير» أن الرحلة استغرقت 13 ساعة و35 دقيقة، وانطلقت من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس.

وتعد طائرة «بوينغ 777-200» هي الأكبر حجما بين طائرات «غدامس للطيران»، وهي الثالثة التي تصل نيكاراغوا خلال أقل من شهر. ففي الثامن عشر والثالث والعشرين من مايو الماضي، انطلقت رحلتا طيران من بنغازي ووصلتا العاصمة ماناغوا، إحداهما استغرقت 14 ساعة و40 دقيقة تقريبا.

وكانت وسائل إعلام فرنسية قد كشفت في وقت سابق أن تكلفة السفر جوا بين آسيا ونيكاراغوا، عبر ليبيا، تتراوح بين 10 آلاف و20 ألف يورو، فيما يبدو أنه مسار سري جديد للمهاجرين غير النظاميين الساعين للوصول إلى الولايات المتحدة، مستغلين قرار ماناغوا إلغاء تأشيرات الدخول لعدد من دول أفريقيا وآسيا واستبدالها بضريبة وصول.

كما أفادت وسائل إعلام من أميركا الوسطى عن تنظيم رحلات جوية من شرق ليبيا باتجاه مطار ماناغوا، تحمل مهاجرون آسيويون وأفارقة.

تحذير أميركي بشأن الهجرة غير النظامية
وتأتي تلك الرحلات الجوية في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الأمن الداخلي الأميركية، في 15 مايو الماضي، إنذارا إلى شركات الطيران ومشغلي الرحلات الجوية المستأجرة، ووكلاء السفر، ومقدمي الخدمات الجوية حول كيفية استغلال شبكات تهريب المهاجرين خدمات النقل في تسهيل الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة عبر ماناغوا.

وعلى الرغم من التنبيه الأميركي، فإن الرحلات الجوية العابرة للقارات التي تحمل المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى الولايات المتحدة عبر ماناغوا تستمر في الوصول إلى نيكاراغوا.

- ما تكلفة سفر المهاجرين غير النظامين جوا من آسيا إلى نيكاراغوا عبر ليبيا؟
- من بنغازي إلى نيكاراغوا.. «لوموند» تكشف عن مسار سري جديد لتهريب المهاجرين لأميركا
- من دبي إلى ليبيا.. باكستان تحدد «مساراً جديداً» للمهاجرين غير النظاميين

ففي السنوات الماضية، انضم مهاجرون من كوبا وهايتي والصين وفيتنام وأفريقيا ودول آسيا الوسطى إلى موجة المهاجرين الذين يستخدمون نيكاراغوا طريق عبور للوصول إلى الولايات المتحدة.

ويستغل هؤلاء سياسة دانييل أورتيجا، المتمثلة في عدم طلب تأشيرات دخول للمواطنين من البلدان التي تسعى إلى دخول الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عبر حدودها الجنوبية.

استفزاز الولايات المتحدة عبر ليبيا
وتعليقا على الأمر، قال مدير مركز الهجرة والاستقرار الاقتصادي في منظمة «شركاء الإبداع الدولية»، مانويل أوروزكو: «ليبيا كانت نقطة الانطلاق هذه المرة، وليس المغرب كما كان في السابق. هذه طريقة لاستفزاز الولايات المتحدة، ورؤية إلى أي مدى يمكن أن تتغاضى عن نيكاراغوا».

وأضاف: «مغادرة ثالث رحلة طيران مدنية من ليبيا تشير إلى أن النظام في ماناغوا يواصل الترويج للهجرة غير النظامية، لزيادة الأعباء على الولايات المتحدة، ولا سيما فيما يتعلق بالأزمة على حدودها الجنوبية، بالإضافة إلى جني الأرباح».

وتابع أوروزكو: «هم يستخدمون شركة غدامس للطيران، وهي ملكية ليبية، وتملك طائرتين من طراز بوينغ تستخدمهما بشكل غير منتظم. الطريقة التي تصل بها الرحلات الجوية، ومسارها، يشيران إلى ترتيبات نقل معينة وفق مطالب الركاب الراغبين في دفع تكلفة تلك الرحلات».