قدرت تكلفة السفر جوا بين آسيا ونيكاراغوا، عبر ليبيا، بما يتراوح بين 10 آلاف و20 ألف يورو، وهي أرقام أوردها موقع «ويست فرانس» الفرنسي الذي تتبع المسار الجديد للهجرة غير النظامية بين بنغازي وأميركا الوسطى.

ففي الجزء الشرقي من ليبيا بدأت تنطلق الرحلات الجوية المستأجرة من بنغازي إلى نيكاراغوا، حيث يأمل المهاجرون من آسيا أن يصلوا منها إلى الولايات المتحدة وفق الموقع الفرنسي.

وحسب «ويست فرانس»، تعد هذه الرحلات غريبة عبر المحيط الأطلسي، اكتشفها عشاق الطيران على الفور على مواقع الويب المتخصصة، على خلفية هبوط طائرة بوينغ 777-200 تابعة لشركة طيران غدامس مرتين، يومي 18 و24 مايو في ماناغوا، عاصمة نيكاراغوا، قادمة من بنغازي، المدينة الكبيرة في شرق ليبيا.

وحملت الرحلة الأولى 367 مواطنا هنديا، والثانية 298. مستبعدا الموقع أن يكونوا سائحين، إذ من غير المرجح أن يكون لدى المسافرين تذكرة عودة في جيوبهم.

طريقة جيدة لإزعاج الولايات المتحدة
وفي حربها مع الإدارة الأميركية، وجدت نيكاراغوا بقيادة دانييل أورتيغا، الذي تولى السلطة لمدة 17 عاما، طريقة جيدة لإزعاج الولايات المتحدة، في حين يملأ خزائنه بأموال جديدة. فمنذ العام 2022، ألغت نيكاراغوا تأشيرات الدخول لمجموعة من الدول في أفريقيا وآسيا، واستبدلتها بضريبة وصول مربحة.

- الدبيبة يتابع تحضيرات المؤتمر الدولي لمكافحة الهجرة غير النظامية وأمن الحدود 
- ميلوني: التعاون مع ليبيا وتونس قلص تدفقات الهجرة غير النظامية بنسبة 60%

وعليه أصبحت العاصمة ماناغوا «مركزا» لأولئك الذين يريدون الهبوط في أقرب مكان ممكن من الحدود الجنوبية للولايات المتحدة ومحاولة عبورها، بعد عبور المكسيك. ففي العام 2023، وفقا للأرقام الرسمية، وصل 878 ألفا و900 مسافر إلى مطار ماناغوا، في حين غادر 572 ألفا و600 شخص فقط.

وحتى العام 2023 كان المهاجرون المرشحون للسفر إلى نيكاراغوا يجربون حظهم عبر المغرب أو تركيا أو إسبانيا، لكن الولايات المتحدة كان لها رد فعل حازم. ودفعت واشنطن لفرض تأشيرات العبور في هذه الدول وهددت العديد من شركات الطيران بفرض عقوبات.

وبالنسبة لشركة طيران غدامس فقد تأسست في العام 2021 وفق الموقع الفرنسي، وهي تابعة لرجل أعمال فلا تقوم طائرته بتشغيل أي رحلات جوية مجدولة، غير أنه ولحسن الحظ، قام برحلة مستأجرة حاملة الهنود من أوزبكستان إلى بنغازي، قبل الوصول إلى ماناغوا.

ويلوح ظل موسكو فوق هذه التحركات التي تزعزع استقرار إدارة جو بايدن حيث يتزايد تواجد المرتزقة الروس من الفيلق الأفريقي، الذي تولى المسؤولية من فاغنر، في شرق ليبيا. يضاف إلى ذلك الرحلات الغريبة من سوريا والخليج إلى بنغازي لشركة أجنحة الشام السورية، المملوكة لشخص مقرب من عشيرة الأسد، حليفة الكرملين. وتتخصص شركة أجنحة الشام في نقل المرتزقة والأسلحة، ويُشتبه في أنها أضافت المهاجرين.