Atwasat

تصنيف «فيفا» مفاجأة غير سارة للمنتخب الوطني.. والغياب عن كأس أمم أفريقيا يثير التساؤلات

طرابلس - بوابة الوسط: صلاح بلعيد الجمعة 28 يونيو 2024, 08:43 صباحا
WTV_Frequency

تسببت الجولة الرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى المشاركة في بطولة كأس العالم 2026، التي ستقام في ثلاث دول، هي الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، في إرباك الحسابات المرتبطة بفرص المنتخب الوطني الليبي لكرة القدم في التأهل إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخه.

يأتي ذلك بعدما ارتفع سقف الطموح لأبعد مدى في أعقاب خوض الجولات الثلاث الأولى التي تسببت في خلق قناعة لدى الجماهير الرياضية في شتى ربوع ليبيا بأن المنتخب الوطني قادر على التأهل إلى كأس العالم، وأن الحلم المونديالي صار قريب المنال وفي المتناول، حيث تمكن «فرسان المتوسط» من الفوز خارج الديار على منتخب إسواتيني، ثم التعادل في ليبيا مع منتخب الكاميرون، الذي يعد أحد أقوى الفرق وأعرقها في القارة الأفريقية. وفي الجولة الثالثة جاء الفوز على موريشيوس ليرسخ الاعتقاد بأن المدرب الصربي «ميتشو» ورجاله يسيرون على الطريق الصحيح المؤدي مباشرة إلى كأس العالم.

الهزيمة من الرأس الأخضر تربك الحسابات
إلا أن الجولة الرابعة غيرت ذلك الاعتقاد بشكل ملحوظ، بعدما خسر المنتخب الوطني أمام منتخب الرأس الأخضر، ليتقلص الأمل في التأهل للمونديال بعض الشيء. ولا يعد السبب في ذلك مجرد خسارة المباراة أمام الرأس الأخضر، بل إن السبب يعود بالأساس إلى الأداء المتواضع خلال المباراة، وعدم الظهور بالشكل المتوقع، سواء فرديا أو جماعيا، وهو ما جعل منسوب التفاؤل في إمكان التأهل لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الكرة الليبية ينخفض.

وإذا كان المنتخب الوطني فاز بمباراة الرأس الأخضر على ملعبه، لكان سيحقق نقلة كبيرة في مسيرته نحو المونديال، وينفرد بصدارة مجموعته، لكن خسارة المباراة والأداء الباهت للمنتخب وعدم تقديم شكل جيد خلال المباراة أضاع كل ذلك.

تراجع ترتيب «فرسان المتوسط» في تصنيف «فيفا»
وكان من الطبيعي أن تنعكس نتيجة تلك المباراة على مركز المنتخب الوطني في التصنيف الشهري الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لمنتخبات العالم. فعقب انتهاء منافسات الجولة الرابعة بتصفيات المونديال، جاء التصنيف ليحمل مفاجأة غير سارة لـ«ميتشو» بعدما تراجع ترتيب «فرسان المتوسط» أربعة مراكز دفعة واحدة، ليصبح في المركز الـ118 عالميا بعدما كان في المركز الـ122 عالميا في التصنيف السابق.

ووفقا لتصنيف «فيفا»، فقد انخفض رصيد نقاط المنتخب الوطني بأقل من نقطة واحدة، ليصبح رصيده 1165.73 نقطة بعدما كان رصيده في الترتيب السابق 1166.71 نقطة، أي أن رصيد «فرسان المتوسط» انخفض بمقدار 0.98 نقطة فقط، لكن هذا الانخفاض كان كافيا ليتراجع ترتيبه أربعة مراكز بين منتخبات العالم.

- للاطلاع على العدد «449» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

هل تبخر حلم المشاركة المونديالية؟
وبعيدا عن التصنيف الدولي للمنتخبات وتراجع المنتخب الوطني فيه، فلا يخفى على أحد أنه منذ أول مشاركة للمنتخب الليبي في تصفيات المونديال بستينات القرن الماضي، وبعد مرور 71 عاما على أول ظهور للمنتخب الليبي في الدورة العربية بالإسكندرية العام 1953، لا يزال التأهل لكأس العالم حلما وطموحا للجماهير الرياضية الليبية التي تريد رؤية الفريق الوطني يلعب ضمن أكبر بطولة في العالم، وينافس كبار المنتخبات العالمية، إلا أن ذاك الحلم لم يتحقق حتى الآن لأسباب عدة.

وبعد المباراة الأخيرة أمام الرأس الأخضر، ارتفعت الأصوات وكتب النقاد مطالبين بالواقعية، وعدم الحديث عن التأهل لكأس العالم، وأن نؤمن بحظوظنا ولكن من دون مبالغة، لأن المنتخب الوطني غير مهيأ للوصول لكأس العالم في الوقت الراهن.

تأتي هذه النغمة على الرغم من أن خسارة مباراة الرأس الأخضر هى الخسارة الأولى للمنتخب الوطني خلال 12 مباراة تحت قيادة المدرب الصربي «ميتشو»، الذي حقق الفوز والتعادل في المباريات الودية والرسمية التى لعبها، لذلك ينبغي التمسك بالأمل والطموح في التأهل على الأقل لبطولة لكأس أمم أفريقيا، التى غاب عنها المنتخب الليبي خلال السبع النسخ الأخيرة.

الحاجة إلى رؤية واضحة وأهداف واقعية للمنتخب الوطني
ويبدو التأهل لكأس أمم أفريقيا طموحا منطقيا وواقعيا في ضوء مستوى المنتخب الوطني والمنتخبات الأفريقية الأخرى التي لم تعد بالقوة نفسها، وفي الوقت نفسه لا ينبغي التفريط في السعي نحو التأهل لبطولة كأس العالم 2026، ولكن بواقعية وعدم الإفراط في التفاؤل، وتجنب مطالبة الفريق بتحقيق ما يفوق قدراته، حتى لا يتعرض لاعبوه للضغط، فتحدث نتائج عكسية تضر بمسيرة المنتخب، وتؤثر على نتائجه. وعلى الرغم من الشكر والثناء الذي تلقاه المدرب «ميتشو»، ومطالبة الكثيرين بمنحه الفرصة للعمل مع المنتخب الوطني فترة طويلة، فإنه تعرض للكثير من النقد بعد مباراة الرأس الأخضر بسبب مستوي المنتخب الوطني غير المقنع في تلك المباراة.

ويعد النقد عقب الخسارة من ضمن الأمور المعتادة في عالم كرة القدم، لأنه لا يوجد مدرب يتلقى الشكر والثناء باستمرار، وذلك لأنه لا يوجد فريق يحقق الفوز على طول الخط، وبالتالي فإن موجة النقد الموجهة إلى «ميتشو» طبيعية.

وقد أثار الغياب الطويل عن بطولة كأس أمم أفريقيا استفسارات وتساؤلات من الجمهور الرياضى والإعلام على حد سواء، حيث إنه من غير المعقول أو المنطقى الغياب الطويل للمنتخب الوطني عن أكبر حدث كروي أفريقي يقام كل عامين، وهو الحدث الذي تتأهل له نصف منتخبات القارة السمراء بعد أن أصبحت المنتخبات المشاركة فيه 24 منتخبا.

لذلك، فإن هناك حالة نقد مستمرة لعدم وجود رؤية واضحة للمنتخب الوطني من قِبل اتحاد الكرة، وكان هناك تخبط من غالبية مجالس الإدارات التي تولت تسيير شؤون الاتحاد، بدليل أن عدد المدربين التى تولوا تدريب المنتخب الليبي خلال السنوات العشر الأخيرة تجاوز المدربين العشرة، وهو أمر غير مقبول وغير معقول في عالم كرة القدم، والسبب هو عدم وجود أهداف أو رؤية عند التعاقد مع أي مدرب، سواء مدربا محليا أو أجنبيا، والنتيجة أن المنتخب هو من يدفع الثمن غاليا بغيابه عن المحافل الرياضية الكبرى، ويكتفي بدور المشاهد فقط.

من مباراة ليبيا والرأس الأخضر، 11 يونيو 2024. (الإنترنت)
من مباراة ليبيا والرأس الأخضر، 11 يونيو 2024. (الإنترنت)
من مباراة ليبيا والرأس الأخضر، 11 يونيو 2024. (الإنترنت)
من مباراة ليبيا والرأس الأخضر، 11 يونيو 2024. (الإنترنت)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عدسة بوابة «الوسط» ترصد فوز الأهلي طرابلس على الأهلي بنغازي بدوري كرة السلة
عدسة بوابة «الوسط» ترصد فوز الأهلي طرابلس على الأهلي بنغازي بدوري...
الأهلي طرابلس يواجه الهلال في مباراة التتويج بلقب دوري السلة.. السبت
الأهلي طرابلس يواجه الهلال في مباراة التتويج بلقب دوري السلة.. ...
للمرة الثامنة.. الأهلي طرابلس بطلًا لدوري كرة السلة 2023-2024
للمرة الثامنة.. الأهلي طرابلس بطلًا لدوري كرة السلة 2023-2024
الملاكم الليبي سعد الفلاح يفوز على البلجيكي أندريا ساجورا في بطولة «EBU» الأوروبية (فيديو)
الملاكم الليبي سعد الفلاح يفوز على البلجيكي أندريا ساجورا في ...
من يتوج ببطولة كأس ليبيا لكرة اليد.. الأولمبي أم الأهلي طرابلس؟
من يتوج ببطولة كأس ليبيا لكرة اليد.. الأولمبي أم الأهلي طرابلس؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم