Atwasat

موجات الحر تحول خيام النازحين في غزة لأفران مشتعلة

القاهرة - بوابة الوسط السبت 27 أبريل 2024, 12:17 مساء
WTV_Frequency

يعيش النازحون الفلسطينيون بغزة في ظروف معيشية مزرية مع ارتفاع درجات الحرارة التي حولت الخيام لأفران مشتعلة، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، مثل الماء والغذاء والمأوى، كما تُهدّد حياتهم مخاطر صحية جسيمة؛ مثل انتشار الحشرات، والزواحف، وأمراض الجهاز التنفسي.

هنا تسكب إيمان الترابين القليل من الماء على فوطة وتمسح على رؤوس أطفالها، علّها تخفف من حدة الأجواء الحارة داخلها خيمتها المتاخمة للحدود مع مصر، بحسب وكالة «سند» الفلسطينية للأنباء.

وأسرة الترابين، المكونة من 6 أفراد، هي أنموذج مصغر لحياة عشرات الآلاف من النازحين في الخيام المنتشرة في مدينة رفح التي يقطنها مليون ومائتا ألف فلسطيني، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

كما فاقمت درجات الحرارة المرتفعة من معاناة النازحين، حيث تُؤدّي إلى إصابة الأطفال بالإغماء، ونقصان المياه في أجسامهم.

وتقول الترابين، وهي نازحة من خان يونس إلى رفح، «في الحر لازم أمسح على رؤوس أطفالي بالماء.. لو ما عملت هيك ممكن يغمى عليهم أو يموتوا من شدة الحر».

وتضيف «موجة الحرة حولت الحياة في الخيمة إلى فرن.. هناك خيمة لأحد جيراننا اشتعلت بها النيران وربنا سلم الجميع.. الضرر كان في الملابس والأغطية وجدار الخيمة فقط».

وتشير إلى أن حياتهم أصبحت لا تطاق رغم أن فصل الصيف لم يحلّ بعد.. «شو بدنا نعمل لما يجيء الصيف والحر الشديد والرطوبة».

وهذا السؤال المشروع يتردد على ألسنة معظم النازحين قسرا عن منازلهم في قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.

«تسلل الحشرات والزواحف إلى خيام النازحين»
وقال زوج الترابين، سليمان العبيد: «مع ارتفاع درجات الحرارة تتسلل الحشرات والزواحف إلى خيام النازحين، ما فاقم أوضاعهم المعيشية».

وأوضح العبيد (33 عاما)، أنه يحرص في هذه الأيام على توفير المياه لعائلته، وشراء المبيدات لمكافحة الحشرات التي سكنت خيمته.

موجة حر شديدة
ويسكن العبيد في خيمة مساحتها 20 مترًا مربعاً، وسقفها يرتفع لمترين ونصف. ويقول: «هذه الخيمة هي مكان للنوم والطبخ واستقبال الزائرين، والآن تحولت إلى فرن مشتعل في ظل موجة الحر الشديدة».

ويواجه النازحون موجة حر شديدة هذه الأيام، وهي بمثابة مؤشر على صورة الحياة خلال فصل الصيف في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.

واضطرت آية الهرش لحمل توأمتيها البالغتين من العمر شهرين، ونقلهما من خيمتها إلى الجدار الحدودي الفاصل بين غزة ومصر للاحتماء من موجة الحر الشديدة.

«نفسي اليوم قبل بكر تنتهي الحرب»
تقول الهرش (25 عامُا)، التي نزحت من جباليا إلى رفح نهاية فبراير الماضي مع اشتداد المجاعة في شمال القطاع، «لو ظلوا في الخيمة راح يموتوا من شدة الحر. الدبان والبعوض أكل البنات».

- «إصرار إسرائيلي وبدائل أميركية».. «أكسيوس» يكشف كواليس الاجتماع الأميركي – الإسرائيلي بشأن رفح
-  الأمم المتحدة تدعو لفتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيات غزة

وتضيف بصوت يملأه الخوف «زوجي استشهد في بداية الحرب، وعشت أياما وأسابيع وأشهرا في الجوع والعطش وأنا حامل فيهم، واليوم هما يلي أطلع فيهم بالدنيا».

وتابعت «نفسي اليوم قبل بكرة تنتهي الحرب ونرجع إلى بيوتنا حتى لو مدمرة. راح أنصب خيمة هناك وأعيش فيها وأربي بناتي الأيتام».

وتنتشر آلاف الخيام قرب الجدار الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، حيث وجد النازحون في الجدار الحدودي البالغ طوله 13 كيلو مترًا مكانا للاحتماء من موج الحر التي ضربت قطاع غزة في الأيام الماضية.

أول وفاة بفعل ارتفاع درجات الحرارة
وسجلت الخميس، أول حالة وفاة بفعل ارتفاع درجات الحرارة بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب الخيام المصنوعة من النايلون، والتي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، علاوة عن شح المياه في رفح.

وقال سائد اليازجي (40 عاما)، والد الطفلة الضحية، إن طفلته ملك وعمرها أربعة أشهر توفيت متأثرة بارتفاع درجات الحرارة، وضعف شديد في نبضات القلب.

واليازجي نزح من منطقة سكنهم في بلدة بيت حانون في الأيام الأولى للعدوان الصهيوني، إلى مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، ومن ثم إلى رفح.

وذكر أنهم أقاموا داخل خيمة في رفح منذ 23 ديسمبر الماضي، بعد ثلاثة أيام من ولادة «ملك»، مضيفا أن طفلته لم تكن تشتكي من أعراض صحية قبل أن تتدهور حالتها بشدة، حيث نقلها إلى المستشفى الميداني الإماراتي ليتم إعلان وفاتها.

ومنذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023، جرى وضع 246 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل نحو 67% من مساحة قطاع غزة، تحت أوامر الإخلاء غير القانونية من جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ ويشمل ذلك جميع المناطق الواقعة شمالي وادي غزة.

ويقول مدير دائرة الإمداد والتجهيز في جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة محمد المغير، إن موجات الحر ستؤدي إلى مخاطر على صحة السكان؛ أبرزها فقدان الحياة، والاختناق، واحتراق الخيام نظرا لاعتمادهم على الحطب لطهي طعامهم.

ويضيف المغير أن «الخيام غير صالحة للإقامة لفترات طويلة، لأنها غير مؤمنة لمنع دخول الأشعة الحرارية إلى داخلها، وبالتالي زيادة الخسائر البشرية».

ويطالب المسؤول الفلسطيني بتوفير «كرفانات» للإقامة، مثل التي جرى توفيرها إبان عدوان 2014 أو «الكرفانات»، التي زودت بها دول العالم تركيا عقب الزلزال المدمر التي ضربها العام الماضي.

انتشار الحشرات بإحدى الخيام في غزة. (سند)
انتشار الحشرات بإحدى الخيام في غزة. (سند)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
قبرص: تحميل سفينة مساعدات لغزة مع اكتمال بناء الرصيف البحري الأميركي
قبرص: تحميل سفينة مساعدات لغزة مع اكتمال بناء الرصيف البحري ...
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 8600 فلسطيني بالضفة المحتلة منذ أكتوبر
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 8600 فلسطيني بالضفة المحتلة منذ أكتوبر
«الخارجية الأميركية»: نراجع شحنات أسلحة أخرى إلى «إسرائيل»
«الخارجية الأميركية»: نراجع شحنات أسلحة أخرى إلى «إسرائيل»
«حماس» تطالب بتوثيق جرائم الاحتلال في غزة بعد اكتشاف 7 مقابر جماعية
«حماس» تطالب بتوثيق جرائم الاحتلال في غزة بعد اكتشاف 7 مقابر ...
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34 ألفا و904 منذ اندلاع الحرب الإبادة
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34 ألفا و904 منذ اندلاع الحرب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم