كشف موقع «أكسيوس» الأميركي تفاصيل الاجتماع الذي عقده مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لمناقشة خطة الاحتلال لهجوم بري على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، متحدثًا عن توتر وانقسام خيم على الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف الساعة.

وذكر الموقع، اليوم الأربعاء، أن «الانقسامات العميقة» بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي بشأن مخطط الهجوم على مدينة رفح كانت واضحة في اجتماع مفترض جمع مسؤولي البلدين، الثلاثاء.

ونقلت عن مصادر مطلعة، لم تذكرها، أن «الاجتماع كان بناء، لكن خيمت الخلافات بين الطرفين. كان هناك نقاشات جدية بهدف التوصل إلى تفاهم.. تركز جانب كبير من الاجتماع على كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من مدينة رفح».

وقال مصدر أميركي: «إدارة بايدن جددت التأكيد على مخاوفها بأن تنفيذ عملية إجلاء متسرعة وغير منظمة سيؤدي إلى كارثة إنسانية»، بينما أفادت ثلاثة مصادر بأن «الجانب الإسرائيلي قدم أفكارًا عامة بشأن كيفية إجلاء المدنيين، وأوضح أن الأمر سيستغرق أربعة أسابيع على الأقل وربما أطول».

تقدير إسرائيلي غير واقعي
وأضافت المصادر: «الجانب الأميركي قال إن هذا التقدير غير واقعي، وأن الجانب الإسرائيلي يقلل من صعوبة المهمة».

وتابعت: «المسؤولون الأميركيون أبلغوا الإسرائيليين أن الأزمة الإنسانية في غزة التي تدهورت خلال الأشهر الخمسة الماضية لا تخلق الثقة في قدرة إسرائيل على إجراء إجلاء فعال ومنظم للمدنيين من رفح».

- «أكسيوس»: اجتماع أميركي – إسرائيلي لمناقشة بديل واشنطن لعملية رفح
- واشنطن تقدم للاحتلال الإسرائيلي مقترحا بديلا لعملية عسكرية في رفح

ووفقًا للمصادر، تعتقد الولايات المتحدة أن عملية إخلاء مخطط لها ومدروسة بشكل كاف قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر، وهو ما رفضه الجانب الإسرائيلي. وقال أحد المصادر: «من الواضح للجميع أنه سيتعين علينا إيجاد حل وسط هنا».

تحذير أميركي من المجاعة
وخلال الاجتماع، حذر الجانب الأميركي إسرائيل من إصدار إعلان عن وقوع مجاعة في غزة من قبل «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» في عضون الأسابيع المقبلة، وفي هذه الحالة، سيكون الإعلان هو الثالث من نوعه في القرن الحادي والعشرين.

غير أن الجانب الإسرائيلي أوضح أنه «لا يتفق مع واشنطن أن غزة على حافة المجاعة. وزعم أن جيش الدفاع الإسرائيلي لديه أفضل المعلومات حول الوضع في غزة، وأن التقديرات الأخرى تستند إلى معلومات كاذبة»، حسب المصادر.

وقال أحد المصادر إن «الجانب الأميركي أبلغ الإسرائيليين أنهم الوحيدون في العالم الذين يزعمون أن غزة ليست على وشك المجاعة. وأكد أنه لا يتفق مع التقدير الإسرائيلي خصوصًا فيما يتعلق بالوضع في شمال غزة».

بدائل أميركية للعملية في غزة
وخلال الاجتماع، قدم الجانب الأميركي بعض الأفكار الأولية لنهج بديل للعملية العسكرية في رفح.

وقالت المصادر: «البديل الأميركي، الذي جرى تقديمه بعبارات واسعة، يشمل عزل رفح عن بقية قطاع غزة، وتأمين الحدود بين مصر وغزة، والتركيز على استهداف كبار قادة حماس في المدينة، وتنفيذ غارات بناء على معلومات استخباراتية».

وانتهى الاجتماع باتفاق الطرفين على عقد اجتماعات افتراضية منفصلة في الفترة المقبلة لأربع مجموعات عمل من الخبراء خلال العشرة أيام المقبلة، ستركز على جوانب مختلفة لعملية رفح المحتملة، بينها الاستخبارات والخطط العملياتية وحلول المساعدات الإنسانية وكيفية تأمين الحدود بين مصر وغزة.

وبعد اجتماع مجموعات العمل هذه، سيجري عقد اجتماع آخر رفيع المستوى شخصيًا في واشنطن في وقت ما خلال الأسبوعين المقبلين.

وشارك في الاجتماع الافتراضي مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، إضافة إلى مسؤولين من وزارات الخارجية والدفاع من البلدين.

وأصبحت العملية الإسرائيلية المرتقبة في رفح، التي تأوي أكثر من مليون ونصف المليون نازح، مصدر توتر رئيسيًا بين واشنطن وتل أبيب، لا سيما مع مطالب إدارة جو بايدن الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من الحرب، ووضع خطة واضحة المعالم لإجلاء المدنيين من المدينة قبل أي عمل عسكري.