تشريح القنفذ ـ القذافي والنساء (20)

تشريح القنفذ ـ القذافي والنساء (20)

في الفصل الثالث من كتابه الأخضر تبرز عبقرية القذافي وثقافته الواسعة، عندما يقول "المرأة أنثى والرجل ذكر.. والمرأة طبقا لذلك يقول طبيب أمراض النساء إنها تحيض أو تمرض كل شهر، والرجل لا يحيض لكونه ذكرا، فهو لا يمرض شهريا بالعادة"، وبعد هذه الاكتشافات المذهلة ينتهي إلى استنتاج أن الأمومة هي وظيفة الأنثى وليست وظيفة الذكر، وأن المرأة مكانها البيت وليس العمل وهو تقريبا الرأي نفسه في العهد القديم، ولكن القذافي يناقض نفسه فقد فتح كلية عسكرية للبنات، واستخدم لحراسته تقريبا 400 حارسة، واشترط أن يكن جميلات وعازبات وبنيتهن الجسدية قوية، وفقا لشهادة إحدى حارساته.

كتب القذافي كتابه الأخضر ولم يعرف من النساء إلا زوجته الأولى فتحية نوري خالد، وزوجته الثانية صفية فركاش وأقام في ثكنة عسكرية بريطانية تحولت فيما بعد إلى مقر لوزارة الدفاع وهيئة الأركان، ثم استحوذ القذافي عليها بالكامل وعرفت باسم باب العزيزية. لم يستحمل السلوك المديني لفتحية إلا سنة واحدة، ربما لأنها كانت ترتدي الملابس الرياضية وتخرج إلى الساحة لتلعب كرة السلة، بينما يشاهدها عدد كبير من الحراس البدو.

خارج المؤسسة الزوجية تعرف القذافي مبكرا على بعض الإعلاميات، ووجد الطريق سالكة إلى أحضانهن. كان يمارس معهن الجنس بوحشية في المكاتب وفي مقرات اختارها لهذا الغرض، قبل أن يفتتح الكلية العسكرية للبنات، ومن بينهن اختار حارساته اللواتي كانت تشرف عليهن مبروكة الشريف، وهي طارقية كان خالها من زعماء الطوارق، ومع ذلك لم يكتف بهذا الحريم، وإنما كان يزور المدارس الثانوية للبنات ومعاهد البنات والكليات، فمن يضع يده على رأسها تنقل إلى سرداب تحت غرفة نومه في باب العزيزية، ووفقا لشهادة إحداهن لجريدة فرنسية نشرت كتابا حول ذلك، كن يجبرن على ارتداء ملابس خليعة ويشاهدن أفلام البورنو، قبل أن يقتدن إلى غرفة نومه الخالية من النوافذ، حيث يجدنه عاريا بالكامل وحيث يغتصبهن بوحشية، ثم تستلمهن أربع ممرضات أوكرانيات، ووجد بعد ثورة فبراير تحت المدرج الأخضر عيادة متكاملة تجرى فيها عمليات الإجهاض وترقيع غشاء البكارة، وكان القذافي يزور هذا المدرج بانتظام ليشرح نظريته في الديمقراطية المباشرة، ويباشر في الأسفل نظرياته العملية.

فيما بعد أصبح لديه هوس بزوجات الرؤساء الأفارقة، وليس سرا أنه حاول التحرش بزوجة ساركوزي الأولى عندما وصلت لتصطحب الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين اتهموا بقضية الأطفال الذين أصيبوا بالإيدز في بنغازي، كما حاول التحرش بكوندليزا رايس إلا أنها اشترطت ألا تصافحه عندما حضرت لإتمام صفقة التخلي عن أسلحة الدمار الشامل.
مئات الصحفيات الأجنبيات والإعلاميات العربيات مررن بسريره، وكلما رشح له مكتب الخدمات الخاصة امرأة يحضرنها إلى غرفة تشبه غرف التحقيق في الأفلام الأميركية، حيث يستطيع رؤيتها وهي لا تراه، وبعدها يقرر قبولها أو رفضها.

وذات مرة توهم القذافي أنه أصيب بمرض الإيدز، وبعد فحوصات دقيقة أكد له الأطباء أنه خال من المرض، ولكنه أصر على فحص جميع النساء اللواتي مارس معهن الجنس خلال الأشهر الستة الأخيرة، وانطلقت سيارات الحرس تجوب الشوارع لتحمل تلك النساء لفحصهن، وكانت فضيحة هزت أركان المدينة، عندما اتضح أنهن زوجات رجال مهمين، فهل فعل القذافي ذلك بدافع الهلع أم بدافع الشماتة؟

ذات مرة زار القذافي السعودية وكان في استقباله الملك فهد، حيث اصطحبه هو ومصطفى الخروبي لقاعة كبار الزوار، وترك مصور وكالة الأنباء الميكرفون مفتوحا، وبعد أن وصل الشريط إلى وكالة الأنباء والتلفزيون سمع العاملون هناك ما دار من حوار بين الملك والقذافي. سأل القذافي الملك شنو أخبار الألبومات؟ فرد عليه الملك الألبومات كانت زمان يا طويل العمر اليوم كل شيء بالفيديو. لم يفهم الخروبي الحوار فقال له القذافي جلالة الملك يقصد البنات الآن بالفيديوهات مش بالألبومات.

مع تقدمه في السن واجه القذافي مشكلات في الانتصاب، وبعد أن ارتبط بعلاقة صداقة حميمية مع برلسكوني، اشتكى لبرلسكوني المتصابي من هذه المشكلة، فأرسل له برلسكوني حقنا تحقن في الذكر مباشرة، تجعله منتصبا عدة ساعات، ويبدو أن القذافي تمادى في حقن قضيبه دون علمه بالآثار الجانبية لهذه الحقن، أو ربما كان يعلم وتجاهل التحذيرات، ومنذ ذلك الوقت بدأ الضعف يظهر عليه ويستغرق في النوم ساعات طويلة ويستيقظ ليباشر عمله بين الساعة الثانية عشرة والثانية بعد الظهر، حتى إنه تأخر عن لقاء الرئيس الصيني زيمين عندما زار ليبيا ساعة ونصف. بمثل هذا الجسد وهذه الروح واجه القذافي انتفاضة فبراير ولم تجدِ معه الحقن هذه المرة نفعا.

________________

عناوين ذات صلة