مرت الشركة العامة للكهرباء بعام مليء بالأحداث، اختتم بواقعة الإظلام التام «بلاك أوت» الذي مرت به المنطقة الشرقية، لكن قبل ذلك دار الجدل حول تسعير الفواتير وتكلفة إنتاج الطاقة، وفي القلب من كل ذلك المجهود الضخم الذي بذله أفراد الشركة خلال معالجة الأضرار التي طالت بالشبكة جراء العاصفة «دانيال».

بداية العام 2023 كانت هادئة مع إعلان الشركة نواياها من أجل الاستمرار في مخطط تشييد محطات جديدة شرق البلاد وغربها، مع استكمال جهود الصيانة الدورية في مناطق عديدة وأبرزها طرابلس وأجدابيا وزلطن والجبل الأخضر وفي الجنوب أيضا، مع استيراد معدات بشكل دوري لضمان استكمال أعمال الإصلاح، لكن الاعتداءات المجموعات الخارجة عن القانون على معدات الشركة استمرت، خصوصا على خطوط نقل الطاقة بين المناطق.

تسعير استهلاك الكهرباء 
والحدث اللافت في الربع الأول من العام 2023 هو إصدار حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، قرارًا بتحديد أسعار بيع الكهرباء بناء على تسع شرائح، بالإضافة إلى إعفاء سداد ديون قيمة تعريفة الاستهلاك لعدد من المشتركين وتحديد قيمة تعريفة الاستهلاك لكبار المستهلكين، وبمقتضى القرار جرى تحديد سعر الاستهلال المنزلي بواقع 40 درهمًا للكيلو وات في الساعة، والمنزلي (أقساط مصرفية أو مرتب) بسعر 25 درهمًا للكيلو وات في الساعة.

وشملت إعفاء ثلاث فئات وهم «المشتركون نوع منزلي المنخرطين في نظام الأقسام المصرفية والمرتبات، والمشتركون نوع منزلي حتى تاريخ الانخراط في نظام الأقساط المصرفية والمرتبات، والتوصيلات دون عداد أو عقد لفترة الاستهلاك السابقة حتى تاريخ الانخراط في نظام الأقسام المصرفية والمرتبات»، وقد حددت المادة الثالثة من القرار مدة الإعفاء بستة أشهر، على أن تتحمل الخزانة العامة قيمة سداد الديون المعفاة وتورد لصالح الشركة العامة للكهرباء وتدرج ضمن بند الدعم.

استنفار لمواجهة تداعيات «دانيال»
ومثل الشعب وباقي مؤسسات الدولة، استنفرت شركة الكهرباء قدراتها لمواجهة تداعيات العاصفة «دانيال» التي ضربت المنطقة الشرقية في العاشر من سبتمبر الماضي مخلفة دمار واسعا خصوصا في درنة والمناطق المجاورة لها، ومتسببة في أضرار بالغة بشبكة الكهرباء.

- الدبيبة: تشكيل لجنة لتحديد القيمة الفعلية للكهرباء
- تقرير دولي: خطط ليبية لتنمية قدرة شبكة الكهرباء بـ«الشمس» و«الرياح»
- خاص لـ«بوابة الوسط» وبالأرقام: بن قدارة يحمل الكهرباء مسؤولية استنزاف نصف إيرادات النفط والمشاي ينفي
- توزيعات استهلاك «الكهرباء» من الطاقة: 3 مليارات دولار تكلفة الغاز و2.84 مليار من الديزل

وسيرت الشركة عدة قوافل بمئات الفنيين من جميع مناطق التوزيع، خصوصا المنطقة الغربية، وأيضا عشرات الشاحنات المحملة بالأسلاك الكهربائية وباقي المعدات، ونجحت جهودهم في استعادة الكهرباء في الكثير من المناطق المنكوبة ومنها البيضاء وما جاورها، وفي درنة أيضا، وإن استمرت أعمال الصيانة هناك نظرا لفداحة الأضرار.

الخلاف على فاتورة الكهرباء
واطلعت «بوابة الوسط» على مراسلات من شركة الكهرباء والمؤسسة الوطنية للنفط إلى رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، أظهرت الخلاف بين الجهتين حول فاتورة الطاقة، فرئيس مجلس إدارة المؤسسة فرحات بن قدارة اتهم الشركة بـ«استنزاف» نصف إيرادات النفط وحدها بواقع 12 مليارا و930 مليون دولار، بينما تورد أربعة مليارات و200 مليون دولار فقط، ما يجعل الفاقد في الإيرادات ثمانية مليارات و730 مليون دولار.

في المقابل، ردت رئيس شركة الكهرباء محمد المشاي بأن فاتورة الكهرباء من الطاقة لا تتجاوز ستة مليارات و740 مليون دولار، أي أقل بنحو 1.99 مليار دولار من تقديرات المؤسسة لحجم الفاقد، وقد حصلت «بوابة الوسط» على بيانات تظهر توزع استهلاك الشركة بواقع 3.01 مليار للغاز الطبيعي، و2.84 مليار للديزل، و573 مليون دولار للنفط الخام، و315 مليون دولار للوقود الثقيل.

ترشيد الاستهلاك
وفي لقاءات عدة مع المشاي وأيضا بن قدارة، ناقش الدبيبة ملف فاتورة الطاقة، ودعا الدبيبة إلى دراسة حجم استهلاك شركة الكهرباء من المحروقات، وضرورة الترشيد فيها وفق الاحتياج الفعلي.

ثم أعلن تشكيل لجنة للعمل مع الشركة من أجل تحديد تعريفة للقيمة الفعلية لإنتاج الكيلو وات، وقال إن الدولة «ستتكفل بدفع هذه التكلفة سواء كانت بـ50 قرشا أقل أو أكثر حتى لو بعشرة دنانير»، مشددا على أن الأهمية تكمن في «تحديد السعر، والدولة ستعطيها للناس بالمجان»، وأضاف: «لا بد من دراسة عقد لشراء الطاقة من الشركة العامة للكهرباء، نحن كدولة سندعم الطاقة ولكن نريد أن نعرف كم تكلف شركة الكهرباء».

إظلام في المنطقة الشرقية
واختتم عام شركة الكهرباء بإظلام تام وقع في مدن المنطقة الشرقية يوم الأحد الماضي، فسرته بأنه نتج عن هزة في شبكة المنطقة الغربية تؤدي إلى فصل خطوط الربط بين الجناح الغربي والشرقي للشبكة الكهربائية، وذلك قبل أن تستعيد الشبكة في المنطقة الشرقية بقدرة 380 ميغاوات.

وقالت الحكومة المكلفة من مجلس النواب إنه جرى تشغيل الوحدات الثانية والثالثة والسادسة في محطة توليد شمال بنغازي، وتحميل محطة كوجيلكس الشمال، والشمال القديمة، وبوعطني والبريقة، والقوارشة، ما اسهم في استعادة التيار الكهربائي بشكل تدريجي في مناطق ومدن المنطقة الشرقية.
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  جريدة «الوسط»: الشروط المسبقة تعصف بـ«طاولة باتيلي الخماسية»
■  البعثة الأممية تؤكد وفاة المهدي البرغثي وتطالب بتحقيق مستقل
■  خبير ألماني: «نظام جديد شرير» يتشكل في ليبيا وسط حالة من الجمود
■  مجلة تابعة لـ«أفريكوم» تثير قضية صراع «الميليشيات» الليبية على السلطة
■  تقرير فرنسي: خطط أميركية لتقويض «فاغنر» في ليبيا ومالي والنيجر 
■  لماذا ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية؟.. خبراء يجيبون
■  مصدر أمني يؤكد لـ«بوابة الوسط»: عماد بن رجب المحكوم في قضية «الوقود المغشوش» غادر ليبيا
■  75 يومًا على احتجاز البعجة ورفيقيه في بنغازي دون تهم رسمية
■  معهد ألماني يرصد.. كيف استحوذت المجموعات المسلحة على الدولة في ليبيا؟
■  جميلة رزق الله: لوحاتي عن درنة تحاكي عزاءً كبيرًا وسقفًا مفتوحًا من الوجع
■  الدهون بريئة من التسبب في انسداد الأوعية الدموية.. فمن المسؤول؟
■  «تحقيقات»: تجار الأزمات
 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  وثائق بريطانية: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا خططوا لأبعد من السيطرة على قناة السويس في حربهم على مصر عام 56
■  ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ"بنت الأجيال"؟
■  ما الذي تقوله أعداد القتلى في غزة عن الحرب؟
■  القرية التي يعاني جميع سكانها من الخرف
■  تحليل دم "يكشف شيخوخة" أعضاء الجسم البشري
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟
■  ما هي التمارين الرياضية الفعالة في خفض ضغط الدم؟