Atwasat

البرلمان الفرنسي يستعد لإقرار قانون لإعادة بقايا بشرية إلى دولها الأصلية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 18 ديسمبر 2023, 03:45 مساء
WTV_Frequency

تأمل وزيرة الثقافة ريما عبدالملك من خلال ما يجرى الاستعداد لإقراره من قبل البرلمان الفرنسي الإثنين لقانون يعيد «بقايا بشرية» موجودة ضمن مجموعات عامة تملكها فرنسا إلى دول أجنبية، لتضميد جراح الذاكرة والمصالحة معها.

وترى عبدالملك إمكان تحقيق ذلك في ما يتعلق بالآثار «التي تدخل أحيانا إلى مجموعاتنا بعد الحصول عليها بطريقة غير قانونية أو حتى عنيفة، لا سيما خلال الفتوحات الاستعمارية» حسب وكالة «فرانس برس».

البرلمان الفرنسي يلزم شبكات التواصل الاجتماعي بموافقة الوالدين لمن تحت 15 سنة
ربطات العنق تثير انقساما داخل البرلمان الفرنسي

وقد يسهل هذا القانون الإطاري عملية الإعادة المقبلة للرفات البشرية للسكان الأصليين الأستراليين، فضلا عن الهيكل العظمي لابن زعيم من السكان الأصليين الأميركيين من مجتمع ليمبيشون، تطالب به الأرجنتين ومجتمع مابوتشي الموجود فيها.

وتطالب مدغشقر، من جانبها، بثلاث جماجم ساكلاف، وهو شعب يعيش في غرب الجزيرة. وقد جُمعت هذه الجماجم في نهاية القرن التاسع عشر، في خضم الغزو الاستعماري، وهي محفوظة في متحف الإنسان في باريس، إلى جانب مئات الرفات البشرية من مدغشقر.

ومن بين هذه البقايا البشرية الرأس المفترض للملك تويرا، الذي قُطع رأسه العام 1897 خلال هجوم شنته القوات الاستعمارية الفرنسية لإنهاء تمرد. ولكن لا تزال هناك شكوك حول أصالة هذه الجمجمة.

إزالة الرفات البشرية لمن ماتوا بعد 1500
وأشار النائب كريستوف ماريون، وهو مقرر النص في الجمعية الوطنية وعضو حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى أن «لجنة ثنائية لا تزال قيد التشكيل في هذا الموضوع، وقد تبدأ عملها قريبا».

وأطلق مشروع القانون التوافقي هذا من قبل عضو مجلس الشيوخ الوسطية كاترين موران دوسايي، والشيوعي بيار أوزولياس، واليميني ماكس بريسون.

ويوجِدُ مشروع القانون استثناء على مبدأ عدم التصرف في المجموعات، مع إجراء إداري يسمح بإزالة الرفات البشرية من المجموعات، بموجب مرسوم صادر عن مجلس شورى الدولة، لأشخاص ماتوا بعد العام 1500 (تاريخ جرى اختياره خصوصا للتمكن من تحديد هويتهم)، من أجل إعادتهم إلى سلطات إقليمهم الأصلي.

ويتعين درس الطلب من دولة لدولة، على أساس عمل علمي شفاف وجماعي، وتعاد الرفات لأغراض جنائزية. وأراد النواب إضافة مبدأ الأغراض التذكارية أيضا، لكنهم لم ينجحوا في تمرير هذا المطلب أمام مجلس الشيوخ.

قانونين استثنائيين للاسترداد حتى الآن
وتضم مئات المؤسسات العامة في فرنسا - من متاحف ومعالم وخدمات آثار وجامعات، بقايا بشرية في مجموعاتها، وحتى الآن، لم يسمح سوى قانونين استثنائيين بإكمال عملية الاسترداد مع جنوب إفريقيا (هوتنتوت فينوس) ونيوزيلندا (رؤوس الماوري).

وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن القانون المقترح يسد ثغرة، مذكرة بأن البرلمان اعتمد بشكل نهائي في منتصف يوليو قانونا إطاريا آخر يتعلق بإعادة الممتلكات الثقافية التي سلبها اليهود من جانب ألمانيا النازية.

ويأمل النائب كريستوف ماريون، وهو مؤرخ في الأساس، أن يوفر هذا القانون أيضا المزيد من الموارد للباحثين الذين جعلوا من الممكن، على سبيل المثال، التعرف أخيرا، في محميات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، على رفات بشري لمدغشقريين وموزمبيقيين استُعبدوا في بوربون، وهو الاسم السابق لجزيرة ريونيون.

نص أصعب في 2024
وقد حظي النص بتأييد كبير لامس الإجماع في الجمعية الوطنية الفرنسية.

ولم يمتنع عن التصويت سوى نواب حزب «فرنسا الأبية» (يسار راديكالي) وحزب «الجمهوريين» (يمين). وأبدى حزب «فرنسا الأبية» أسفه لإقرار آلية إعادة بموجب مرسوم، من دون المرور بتصويت البرلمان في كل مرة. أما اليمين، فقد أعرب عن القلق" بشأن مشروع قانون آخر مخطط له في العام 2024 وأكثر حساسية بكثير، بشأن الممتلكات الثقافية التي ربما جرى انتزاعها خلال الاستعمار.

ويتوقع كريستوف ماريون أن يكون النص الأكبر والأكثر صعوبة، وخلال المناقشات، دعا العديد من المسؤولين المنتخبين إلى إنشاء نظام لإعادة الرفات البشرية في الخارج، من أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، المحفوظة في البر الرئيسي الفرنسي.

وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن «الحكومة ستكلف بداية 2024 بمهمة برلمانية حول هذا الموضوع».

 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  تحقيق استقصائي: «الكلبتوقراطية» تنتعش في ليبيا بالفساد والجريمة المنظمة
■  «القيادة العامة»: حفتر والمنفي وعقيلة يرحبون بالمشاركة في مبادرة باتيلي شريطة عدم الإقصاء ومراعاة التحفظات
■  الخارجية الروسية: ليبيا باتت عمليًا منقسمة.. والغرب يسعى لتحويلها إلى ساحة مواجهة
■  بعد سنوات من خطفه في ليبيا.. إطلاق رهينة جنوب أفريقي على الحدود بين مالي والجزائر
■  مصدر أمني يؤكد لـ«بوابة الوسط»: عماد بن رجب المحكوم في قضية «الوقود المغشوش» غادر ليبيا
■  «حكومة الوحدة»: 20 ألف موقوف بالسجون الليبية كافة
■  حبس مسؤولين بمؤسسة النفط و«البريقة» لتوريدهما وقودا غير مطابق للمواصفات
■  «ZARA» تعتذر.. ونشطاء التواصل الاجتماعي: «تبريرات كاذبة»
■  التدمير الذاتي للرسائل الصوتية.. آخر تحديثات «واتساب»
■  ماسك: «البشر سيختفون» لهذا السبب
■ حملة تحت هاشتاج «راكم تنسوا درنة» للتذكير بأن درنة لم تُشف بعد

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة الاستعمار
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة ...
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم