حروب صامته وصراع دائم على المصالح ومناطق النفوذ حول العالم كانت الملمح الرئيسي الذي هيمن على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين خلال العام 2023 وظلت حالة الغليان بين القوتين مستمرة، على الرغم من انحسارها بداية العام، إلا أن الخلافات استمرت بين الدولتين بسبب تايوان والقيود الأميركية المفروضة على الصناعات الصينية، وكذلك الحرب بشأن صناعة الرقائق الإلكترونية.

كما لم تفلح مساعي التهدئة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم في منع واشنطن من فرض قيود إضافية على التجارة مع الصين أو إقناع بكين بتخفيف مضايقاتها لتايوان أو الفلبين أو القوات العسكرية الأميركية المتمركزة في آسيا، حسب مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة فكرية أميركية

والتقى الرئيسان، جو بايدن وشي جين بينغ، نوفمبر الماضي، على هامش منتدى قادة «أبيك 2023» في سان فرانسيسكو، وبالرغم من اتفاقهما على الرغبة في وقف تدهور العلاقات بين الدولتين، إلا أن المباحثات بينهما لم تسفر المباحثات سوى عن عدد قليل من الاتفاقات البسيطة، دون تحقيق اختراقات كبيرة. ولا يزال الاتفاق على تسوية مؤقتة بعيد المنال بين أقوى دولتين في العالم.

وتسبب ظهور بالون مراقبة صيني فوق الولايات المتحدة في تأجيج التوترات بين الدولتين، في حين أصرت بكين أن البالون انحرف عن مساره أثناء مراقبة الطقس، وهو تفسير رفضته واشنطن. كما رفض المسؤولون الصينيون تلقي مكالمة هاتفية من وزير الدفاع لويد أوستن بعد إسقاط المنطاد، ما يسلط الضوء على عدم وجود قناة اتصال بين القوتين.

الانتخابات الرئاسية في تايوان والولايات المتحدة
ومع تفاقم حدة التوترات بين البلدين، يخشى مراقبون أن يجلب العام 2024 اضطرابات جديدة، وسط ترقب بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وتايوان، المقررة في 2024، واستمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، حسب «رويترز».

وسيحدد موقف الصين من الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تايوان، المقررة في يناير، مستوى التحسن في العلاقة مع الولايات المتحدة. ويعتقد محللون أن الرئيس الصيني، على أمل تجنب الصراع، سيخفف من الرد العسكري إذا فاز لاي تشينغ تي. لكن تايوان في حالة تأهب قصوى تحسبا للأنشطة الصينية، العسكرية والسياسية، قبل الانتخابات.

كما أن احتمالات فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة للعام 2024 سيمثل «كابوسا حقيقيا» بالنسبة إلى الصين، كما قال يون صن، مدير مركز «ستيمسون» في واشنطن. بينما يرى مراقبون آخرون أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض سيصب في مصلحة بكين، بفضل ميوله الانعزالية ورغبته في الخروج من التحالفات الدولية.

- واشنطن وبكين تتفقان على عقد مشاورات تجارية عام 2024
- الصين ترى التوافق بين بكين وواشنطن حاسما لـ«مستقبل البشرية»
- يلين: واشنطن وبكين يجب أن تتحاورا بشكل مباشر حول القضايا الاقتصادية

حرب الرقائق الإلكترونية
من المرجح أن يجري تكثيف ضوابط التصدير الأميركية التي تهدف إلى إبقاء أشباه الموصلات الأكثر تقدما بعيدا عن أيدي الصين في العام المقبل، حسب «رويترز».

وخلال العام 2023، شددت الولايات المتحدة القيود المفروضة على صناعة الرقائق الإلكترونية في الصين، وأوقفت إنتاج المزيد من الرقائق المتطورة. ومن المحتمل إجراء تحديث آخر في العام 2024.

وعلى الرغم من الجدل حول مدى نجاح ضوابط التصدير في منع هذه التكنولوجيا من الوصول إلى الصين، فقد كافحت بكين للرد، خصوصا أن الانتقام من الشركات الأميركية يمكن أن يؤدي إلى إبعاد رأس المال الأجنبي الذي تحتاجه بكين مع تباطؤ النمو الاقتصادي بها.

وأمام العقوبات الأميركية، تعول الصين على موقعها المهيمن كمورد للمعادن الأرضية النادرة اللازمة لإنتاج الرقائق. وفي يوليو، كشفت بكين النقاب عن قيود على صادرات بعض منتجات الغاليوم والغرمانيوم، وقد انخفضت الصادرات بشكل حاد منذ ذلك الحين.

ومن المرجح أن يتفاقم التوتر الذي ولدته السياسة الأميركية مع إطلاق إدارة بايدن فريق عمل لمواجهة الجهود المبذولة للحصول بشكل غير قانوني على التكنولوجيا الأميركية الحساسة.

تراجع حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة
وأثرت التوترات بين الدولتين على حجم التجارة بينهما، وتراجعت بكين من كونها الشريك التجاري الأكبر بالنسبة إلى الولايات المتحدة إلى المرتبة الثالثة، حسب بيانات نشرتها شبكة «سي إن إن» الأميركية.

ففي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، تفوقت المكسيك وكندا على الصين كأكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة، حيث شكلتا 15.7% و15.3% على التوالي من إجمالي التجارة الأميركية، مقارنة بـ11.1% للصين.

كما تشير البيانات الصينية إلى توجه متنامٍ بين الشركات الأجنبية لنقل أموالها إلى خارج الصين. وفي الربع الثالث من 2023، أصبح مقياس الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين سلبيا للمرة الأولى منذ 25 عاما.
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  جريدة «الوسط»: الشروط المسبقة تعصف بـ«طاولة باتيلي الخماسية»
■  البعثة الأممية تؤكد وفاة المهدي البرغثي وتطالب بتحقيق مستقل
■  خبير ألماني: «نظام جديد شرير» يتشكل في ليبيا وسط حالة من الجمود
■  مجلة تابعة لـ«أفريكوم» تثير قضية صراع «الميليشيات» الليبية على السلطة
■  تقرير فرنسي: خطط أميركية لتقويض «فاغنر» في ليبيا ومالي والنيجر 
■  لماذا ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية؟.. خبراء يجيبون
■  مصدر أمني يؤكد لـ«بوابة الوسط»: عماد بن رجب المحكوم في قضية «الوقود المغشوش» غادر ليبيا
■  75 يومًا على احتجاز البعجة ورفيقيه في بنغازي دون تهم رسمية
■  معهد ألماني يرصد.. كيف استحوذت المجموعات المسلحة على الدولة في ليبيا؟
■  جميلة رزق الله: لوحاتي عن درنة تحاكي عزاءً كبيرًا وسقفًا مفتوحًا من الوجع
■  الدهون بريئة من التسبب في انسداد الأوعية الدموية.. فمن المسؤول؟
■  «تحقيقات»: تجار الأزمات
 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  وثائق بريطانية: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا خططوا لأبعد من السيطرة على قناة السويس في حربهم على مصر عام 56
■  ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ"بنت الأجيال"؟
■  ما الذي تقوله أعداد القتلى في غزة عن الحرب؟
■  القرية التي يعاني جميع سكانها من الخرف
■  تحليل دم "يكشف شيخوخة" أعضاء الجسم البشري
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟
■  ما هي التمارين الرياضية الفعالة في خفض ضغط الدم؟