أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من 1.1 مليون طفل مهددون جراء اشتداد النزاع وسوء التغذية والأمراض في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الأوضاع «تخلق حالة مميتة»، حيث سجلت «ارتفاع حالات الإسهال لدى الأطفال بـ50% في أسبوع واحد فقط، مع تعرض 90% من الأطفال دون سن الثانية الآن إلى الفقر الغذائي الحاد».

وأضافت المنظمة في بيان، اليوم الجمعة، أن الأطفال في قطاع غزة يواجهون «تهديدًا ثلاثيًا مميتًا مع ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية، واقتراب تصعيد الأعمال العدائية من أسبوعه الرابع عشر»، مذكرة بمقتل آلاف الأطفال بسبب العنف واستمرار التدهور السريع في ظروفهم المعيشية، مع تزايد حالات الإسهال وارتفاع الفقر الغذائي بين الأطفال.

وحذرت المنظمة الأممية من أن هذه الأوضاع «تزيد من خطر تصاعد وفيات الأطفال». وقالت: «الأطفال في غزة عالقون في كابوس يزداد سوءاً مع مرور كل يوم».

وأوضحت المديرة التنفيذية لـ«يونيسف» كاثرين راسل: «لا يزال الأطفال والعائلات في قطاع غزة يتعرضون للقتل والإصابة في القتال. كما أن حياتهم معرضة للخطر المتزايد بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ونقص الغذاء والماء»، مشددة على ضرورة «حماية جميع الأطفال والمدنيين من العنف، وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات والإمدادات الأساسية».

71 ألف حالة إسهال بين أطفال غزة خلال أسبوع
ونوهت «يونيسف» إلى «ارتفاع حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة من 48 ألفاً إلى 71 ألفاً خلال أسبوع واحد فقط بدءاً من 17 ديسمبر 2023، أي ما يعادل 3.200 حالة إسهال جديدة يومياً»، معتبرة الزيادة الكبيرة في الحالات بمثل هذا الإطار الزمني القصير «مؤشرا قويا على أن صحة الأطفال في قطاع غزة تتدهور بسرعة».

وأعلنت المنظمة الأممية أنه قبل تصاعد الأعمال القتالية جرى «تسجيل ما متوسطه 2.000 حالة إسهال شهريا بين الأطفال دون سن الخامسة»، مبينة أن «هذا الصعود الأخير يمثل زيادة صادمة تبلغ نحو 2000%».

- «الأورومتوسطي» يطالب الاحتلال بتسليم أطفال فلسطينيين نقلهم قسرًا من غزة
- 86 يوما من العدوان.. دماء الأطفال والنساء مازالت هدفا غير مشروع للاحتلال في غزة
- بلدية غزة لـ«يونيسف»: أطفالنا يموتون ولا نستطيع إعطاءهم رشفة ماء
- «يونيسيف»: 80% من أطفال قطاع غزة يعانون من فقر غذائي حاد
- «يونيسف»: 80% من أطفال غزة يعانون فقرا غذائيا حادا.. والوفاة بانتظارهم حال استمرار الحصار

وذكرت بأنه «منذ أن حذر التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي من خطر المجاعة في قطاع غزة في أواخر ديسمبر، وجدت «يونيسف» أن عدداً متزايداً من الأطفال لا يحصلون على احتياجاتهم الغذائية الأساسية، حيث يستهلك نحو 90% من الأطفال دون سن الثانية مجموعتين غذائيتين أو أقل»، وفقا لمسح أجرته «يونيسف» في 26 ديسمبر.

وقالت المنظمة الأممية: «هذا ارتفاع من 80% من الأطفال مقارنة بالمسح نفسه الذي أجري قبل أسبوعين»، مشيرة إلى أن «معظم الأسر قالت إن أطفالها يحصلون فقط على الحبوب - بما في ذلك الخبز - أو الحليب، وهو ما يلبي تعريف (الفقر الغذائي الشديد)».

ونبهت «يونيسف» كذلك إلى أن «التنوع الغذائي للنساء الحوامل والمرضعات معرض للخطر بشدة، حيث إن 25% استهلكن نوعاً واحداً فقط من الطعام في اليوم السابق للمسح، ونحو 65% استهلكن نوعين فقط».

مخاوف من ارتفاع الوفيات بشكل يتجاوز عتبات المجاعة في غزة
وأكدت «يونيسف» أن استمرار الوضع المتدهور في غزة «يثير مخاوف بشأن سوء التغذية الحاد والوفيات بشكل يتجاوز عتبات المجاعة»، معربة عن «شعورها بالقلق بشكل خاص بشأن تغذية أكثر من 155 ألف امرأة حامل وأم مرضعة، فضلاً عن أكثر من 135 ألف طفل دون سن الثانية، نظراً لاحتياجاتهم الغذائية الخاصة وضعفهم».

كما حذرت من أنه «عندما يُترك سوء التغذية والأمراض دون علاج، فإنهما يخلقان حلقة مميتة»، مؤكدة أن «الأدلة أظهرت أن الأطفال الذين يعانون سوء الحالة الصحية والتغذية هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة مثل الإسهال الحاد والمطول الذي يؤدى إلى تفاقم خطير لتدهور الحالة الصحية وسوء التغذية لدى الأطفال، ما يعرضهم لخطر الوفاة بشكل كبير».

وقد أدى النزاع إلى تضرر أو تدمير أنظمة المياه والصرف الصحي والصحة الأساسية في قطاع غزة. كما حد من القدرة على علاج سوء التغذية الحاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال النازحين وأسرهم غير قادرين على الحفاظ على مستويات النظافة اللازمة للوقاية من الأمراض، نظراً للنقص المقلق في المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي، مع لجوء العديد منهم إلى التغوط في العراء. في الوقت نفسه، تركز المستشفيات القليلة جدًا العاملة على الاستجابة للعدد الكبير من المرضى المصابين في النزاع.

مستشفيات غزة غير قادرة على علاج تفشي الأمراض بشكل مناسب
وأكدت «يونيسف» أن المستشفيات القليلة العاملة في غزة باتت «غير قادرة على علاج تفشي الأمراض بشكل مناسب»، مشيرة إلى توصيلها الإمدادات الحيوية إلى القطاع منذ بداية النزاع، بما في ذلك اللقاحات والإمدادات الطبية ومستلزمات النظافة وحليب الأطفال الجاهز للاستخدام والأغذية التكميلية المتخصصة والمكملات الغذائية والأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، للوقاية والعلاج المبكر من سوء التغذية الحاد، وإيصال الوقود والمياه وخزانات المياه والجراكن والمراحيض المتنقلة والقماش المشمع والخيام والملابس الشتوية والبطانيات.

ودعت «يونيسف» إلى استئناف الحركة التجارية، لتمكين إعادة ملء المتاجر، وإلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية من أجل المساعدة في إنقاذ أرواح المدنيين وتخفيف المعاناة. وقالت إنها «تعمل على توفير المساعدات المنقذة للحياة لأطفال غزة الذين هم بأمس الحاجة إليها. لكننا بحاجة ماسة إلى وصول أفضل وأكثر أمانًا لإنقاذ حياة الأطفال».

وقالت كاثرين راسل: «مستقبل آلاف الأطفال الآخرين في غزة على المحك»، منوهة إلى أنه «لا يمكن للعالم أن يقف متفرجاً. العنف ومعاناة الأطفال يجب أن يتوقفا».