Atwasat

«يورو نيوز»: وقوع ليبيا في فلك التأثير الروسي يهدد أمن «ناتو»

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الثلاثاء 30 أبريل 2024, 03:13 مساء
WTV_Frequency

حذر مقال، نشرته شبكة «يورو نيوز» الأوروبية، من التهديد الذي سيمثله وجود روسيا العسكري في ليبيا على أمن الاتحاد الأوروبي وأمن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرا إلى أهمية استعادة دور الولايات المتحدة في ليبيا وإجراء عملية تقييم شاملة للنهج الأميركي بهذا الخصوص.

ولفت الباحث الليبي، حافظ الغويل، في مقاله، المنشور أمس الإثنين، إلى «أهمية انخراط دولي أكثر فعالية في البلاد، لدفع جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة، وإعادة هيكلة المؤسسات الليبية، وضمان المساءلة وإدارة شفافة للثروات والموارد، بحيث لا تقع البلاد فريسة للنفوذ الروسي أو الجماعات المتشددة».

وأشار إلى إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم ليبيا الآن نقطة لنشر غواصات في وسط البحر المتوسط، ونشر أسلحة نووية على أعتاب الجناح الجنوبي لأوروبا وحلف ناتو».

تحذير إيطالي من اهتمام موسكو بميناء طبرق
وانعكست المخاوف بشأن التوغل الروسي بليبيا في تصريحات سابقة لعضو لجنة الاستخبارات بالبرلمان الإيطالي، إنريكو بورغي، الذي حذر فيها من «الاهتمام الروسي بميناء طبرق في شرق ليبيا، مؤكدا أنه سيكون مقدمة لإرسال غواصاتها النووية إلى هناك، مثلما أرسل الاتحاد السوفيتي صواريخه إلى كوبا في العام 1962».

وقال الغويل: «من الواضح أن وجود غواصات عسكرية على بُعد مئات الكيلومترات فقط من حدود الناتو ليس جيدا بالنسبة إلى الوضع الأمني».

في ضوء ذلك، أكد المقال أهمية تحرك الولايات المتحدة لإعادة فتح سفارتها في ليبيا، بعد عقد كامل من إغلاق مجمعها الدبلوماسي، وقال: «وجود روسي في ليبيا لا يشكّل فحسب تهديدا أمنيا لناتو وأوروبا، بل إن موقع ليبيا الجغرافي، الرابط بين النيجر وتشاد والسودان وشمال أفريقيا وأوروبا، يجعله ذا أهمية استراتيجية كبيرة».

حشد روسي ممنهج في شرق ليبيا
وأضاف المقال: «البصمة الروسية في ليبيا نمت بشكل كبير، بالإضافة إلى الوجود العسكري الذي تجلى في وصول معدات عسكرية روسية إلى ميناء طبرق أخيرا، بينها شاحنات مدرعة وأسلحة وعتاد عسكري، وهي الشحنة الخامسة تقريبا في فترة زمنية وجيزة، مما يدل على حشد ممنهج في شرق البلاد».

وتابع: «العتاد العسكري، وصل من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس بسورية على متن سفن تابعة للأسطول الشمالي، مما يعكس التزاما لا يتزعزع للمغامرة في المتوسط، وهي المنطقة التي نجت بشكل ما من تداعيات الحرب في أوكرانيا».

وأكد المقال أن «شحنات الأسلحة الروسية وما تحمله ليس حدثا منفصلا، بل هي جزء من نهج روسي أوسع لإيجاد وجود عسكري دائم، يشبه إلى حد كبير موقفها في سورية، ويشكل هذا التوسع تحديا مباشرة للجناح الجنوبي لناتو».

تغيير ميزان القوى الإقليمية
وقال الباحث في جامعة جونز هوبكنز الأميركية: « إن تقديم أنظمة دفاع جوي متطورة من قِبل المشغلين الروس في ليبيا يهدد العمليات الغربية في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، ويمثّل تغيرا في الميزان الإقليمي للسيطرة في الجو. كما أنه يهدد حرية الملاحة، ويتحدى وصول ناتو العملياتي إلى باحته الجنوبية».

كما أن وجود موطئ قدم لروسيا في ليبيا يعمل بمنزلة بوابة للتغلغل بشكل أعمق في أفريقيا، حيث تستغل موسكو بذكاء الفراغ في الشراكات بين البلدان الأفريقية والقوى الغربية بعرضها على دول أفريقيا شراكة عسكرية واقتصادية خالية من الارتباطات المشروطة التي تقدمها القوى الغربية.

والأكثر من ذلك، حسب المقال، من الممكن أن يتوج السعي الروسي لوجود بحري في شرق ليبيا بإنشاء قاعدة للغواصات النووية، وهو ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد للحسابات الأمنية لـ«ناتو» التي تزن المكاسب الروسية في أوكرانيا، وكذلك التداعيات الطويلة الأجل لانسحاب الولايات المتحدة من النيجر، وتشاد على الأرجح.

موسكو تغير قواعد لعبتها في ليبيا
وفي ضوء المعطيات الأخيرة، يرى الباحث أن «موسكو تعمل على تغيير قواعد لعبتها في ليبيا بالدمج بين الانخراط العسكري المعتاد والنفوذ السياسي، الذي جرى تسهيله جزئيا من خلال التحالف مع حفتر».  

- «ميليتري أفريكا»: أسلحة وجنود روس تصل إلى قاعدة براك الشاطئ وميناء طبرق
- «ديفينس نيوز»: واشنطن فشلت في التعامل مع حفتر.. والنهج الأميركي منح موسكو الفرصة
- الإدارة الأميركية تخصص 57 مليون دولار لتعزيز وجودها الدبلوماسي في ليبيا
- مخطط «الأمن مقابل الموارد» لـ«فاغنر».. هل يقوض التحول الديمقراطي في ليبيا؟

وأوضح: «من خلال استبدال النفوذ الغربي، ساعدت الانتهازية الروسية والاستفادة من خطوط الصدع الجيوسياسية في تعزيز مكانتها حتى في ذروة حرب أوكرانيا، وتثير التداعيات المتتالية للمناورة الروسية تساؤلات جدية بشأن مدى استعداد الغرب لليبيا غير مستقرة وغير آمنة».

إعادة تقييم للنهج الأميركي في ليبيا
لهذا يرى الكاتب أن عودة واشنطن إلى ليبيا تعكس «إعادة تقييم للنهج الذي تتبعه في الملف الليبي، وتجسد حسابات استراتيجية تتجاوز الدبلوماسية التقليدية من أجل إعادة مشاركة يمكن أن تتصدى بشكل فعال للتوغل الروسي الآخذ في النمو في أفريقيا».

وقال: «من خلال إعادة ترسيخ بصمة دبلوماسية مادية في ليبيا، تتخذ الولايات المتحدة موقفا استباقيا نادرا يحمل عواقب عميقة على صعود روسيا. ومن شأن المنشأة الأميركية قيد التحضير في طرابلس أن تُسهل المراقبة عن كثب، والقدرة على تحدي النفوذ الروسي».

وأضاف الغويل: «إعادة الدبلوماسيين الأميركيين إلى ليبيا ليست مجرد عمل رمزي، بل ستسمح بالمشاركة المستمرة مع الجهات الفاعلة الليبية في الحفاظ على العلاقات الرئيسية، وتطوير فهم قوي للديناميكيات المحلية التي غالبا ما تستعصي على الدبلوماسية البعيدة».

وتابع: «كما يعكس ذلك التزاما قويا بدعم جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة لتمهيد الطريق أمام إجراء الانتخابات، حيث إن إرساء الاستقرار في ليبيا يتشابك بعمق مع مصالح أوسع، التي عند إدارتها بشكل جيد ستساعد في تحصين ليبيا من موجة انعدام الاستقرار التي قد تقوض انتقالها إلى المرحلة المقبلة».

فراغ السلطة يمثّل بيئة خصبة للجماعات المتشددة
وانتقل المقال للحديث عن المساعي الأوروبية لوقف تدفقات الهجرة غير النظامية من شمال أفريقيا، لافتا إلى أن الانقسام المطول في ليبيا يمثّل تحديا لمساعي بروكسل لمواجهة أزمة الهجرة، فالاضطرابات في منطقة جنوب الصحراء والمغرب تمثّل الحافز لموجات الهجرة صوب أوروبا، وما يصاحبها من تداعيات على الأمن والتماسك السياسي.

كما أن فراغ السلطة في ليبيا يمثّل بيئة خصبة للجماعات المتشددة التي سيكون من الصعب القضاء عليها في ضوء الوجود القوي للقوات المرتزقة والمقاتلين الأجانب، إلى جانب التشكيلات المسلحة الراسخة في أنحاء البلاد، في مشهد أمني معقد للغاية.

ولتحقيق سلام مستدام، يؤكد المقال أنه سيتعين على الولايات المتحدة وأوروبا الاستفادة من الضغوط الدبلوماسية، وتطوير استراتيجيات فعّالة، للقضاء على النماذج الاقتصادية للجهات الفاعلة التي تشكل مفتاحا لاستمرارها.

بالإضافة إلى ذلك، تعد المشاركة الغربية أمرا بالغ الأهمية لدعم التسوية السياسية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة من خلال توفير بيئة مواتية لعمليات انتخابية شفافة، وتوزيع عادل للموارد.

وتشمل المشاركة الاستراتيجية الاعتراف بالسيادة الليبية، وتسهيل المصالحة، وإنشاء آليات وطنية شاملة لإدارة شفافة وعادلة للثروة والموارد بالتوازي مع جهود الوساطة السياسية، بالإضافة إلى تركيز الجهود على التكامل الاقتصادي والمحاسبة، وإعادة تأهيل النسيج الاجتماعي الممزق.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد في «وسط الخبر»: هل أجبر حفتر أميركا على الاعتراف بقيادته؟
شاهد في «وسط الخبر»: هل أجبر حفتر أميركا على الاعتراف بقيادته؟
استمرار فتح مسار الدائري الثالث من طريق الشط إلى الغرارات
استمرار فتح مسار الدائري الثالث من طريق الشط إلى الغرارات
شاهد في «اقتصاد بلس»: «الكهرباء» ترفع درجة الاستعداد للذروة الصيفية
شاهد في «اقتصاد بلس»: «الكهرباء» ترفع درجة الاستعداد للذروة ...
خوري تحدد مهامها بعد توليها رئاسة البعثة الأممية بالإنابة
خوري تحدد مهامها بعد توليها رئاسة البعثة الأممية بالإنابة
حبس 3 ضباط في «جوازات مصراتة» بتهمة تزوير مستندات
حبس 3 ضباط في «جوازات مصراتة» بتهمة تزوير مستندات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم