Atwasat

الإدارة الأميركية تخصص 57 مليون دولار لتعزيز وجودها الدبلوماسي في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام السبت 30 مارس 2024, 09:04 مساء
WTV_Frequency

تستعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاستعادة التواجد الدبلوماسي في ليبيا، بعد سنوات من مغادرة البلاد، رغبة في دفع المساعي التي ترعاها الأمم المتحدة لإرساء الاستقرار وإجراء انتخابات وطنية من ناحية، ولمواجهة النفوذ الروسي المتنامي في ليبيا وأفريقيا من ناحية أخرى.

ونقل موقع «المونيتور»، ومقره الولايات المتحدة، عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن أخطرت الكونغرس الشهر الماضي بشأن خطتها لاستئناف التواجد الدبلوماسي في ليبيا، وهي عملية قد تستغرق من عام إلى عامين تقريبا لتخصيص منشأة دبلوماسية موقتة في العاصمة طرابلس.

وطلبت إدارة بايدن تخصيص مبلغ 57.2 مليون دولار من موازنة العام 2025 لتمويل وجود دبلوماسي أكبر في ليبيا، بما يشكل تكاليف الممتلكات والسفر والأمن للمنشأة المتواجدة في ضواحي العاصمة طرابلس.

منشأة أميركية غير رسمية في طرابلس
غير أن المصدر أوضح أن تلك المنشأة لن تكون السفارة الرسمية للولايات المتحدة، على الأقل في المستقبل المنظور، لكن سيستخدمها الدبلوماسيون الأميركيون المعنيون بليبيا، والمتواجدون في تونس، لإجراء رحلاتهم الأطول والأكثر تواترا إلى ليبيا.

وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه: «لا بديل عن التواصل المستمر على الأرض مع الجهات الفاعلة في ليبيا. لقد استغرقنا الوقت الكافي للقيام بالتخطيط الدقيق لهذا الحدث المهم. إنها مهمة معقدة للغاية لاستئناف العمليات».

ولا تملك الولايات المتحدة سفارة في ليبيا منذ إجلاء موظفيها في العام 2014 تحت حراسة عسكرية مشددة في أعقاب اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين الأطراف المتنافسة. وتم نقل الدبلوماسيين الأميركيين إلى مالطا، ولاحقا إلى تونس، حيث يشكلون ما بات يعرف بـ«المكتب الخارجي لليبيا».

وجعل هذا النهج من الدبلوماسية عن بعد من الصعب للمسؤولين الأميركيين مراقبة الأحداث على الأرض، وبناء العلاقات الضرورية مع الأطراف المحلية. وبصفته مبعوثا خاصا إلى ليبيا، يسافر السفير السابق ريتشارد نورلاند في زيارات بشكل منتظم بين طرابلس وواشنطن.

- الخارجية الأميركية تطلب من الكونغرس 12.7 مليون دولار لفتح سفارتها في ليبيا
- لماذا يغيب الوجود الدبلوماسي الدائم لواشنطن في ليبيا؟.. «فريدريك ويري» يجيب

خلاف داخلي في واشنطن بشأن ليبيا
في حين أشار موقع «المونيتور» إلى أن مسألة العودة إلى ليبيا مجددا تخاطر بأن تكون قضية خلافية بين الحزبين في الولايات المتحدة، فالهجوم على المجمع الدبلوماسي في بنغازي بالعام 2012، والذي أسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين، زاد من التدقيق في العمليات الدبلوماسية بالخارج، وأطلق أحد التحقيقات الأكثر تكلفة وحزبية في تاريخ الكونغرس.

واليوم، بالرغم من خروج عديد من أعضاء اللجنة المختارة في مجلس النواب بشأن بنغازي، مثل مايك بومبيو وتري غودي، من مناصبهم، إلا أن أحداث بنغازي لا تزال مؤثرة على وجهات نظر عديد من الجمهوريين في مجلس النواب.

وقال مسؤول في الخارجية الأميركية: «تعامل هؤلاء بشأن ليبيا دائما ما يكون عدائيا ومعارضا»، لكنه أكد كذلك أن الخارجية الأميركية حددت في خطتها لتشغيل السفارة، التي استغرق إعدادها عامين تقريبا، ضمانات واضحة لضمان سير العمل الدبلوماسي بأمان وفاعلية.

تواجد أميركي في مجمع «بالم سيتي»
وأضاف أن الخارجية الأميركية نسقت عن قرب وأخطرت اللجان ذات الصلة في الكونغرس بشأن الترتيبات الأمنية واللوجيستية في مجمع «بالم سيتي» الفاخر في حي جنزور بطرابلس حيث تستأجر الولايات المتحدة حاليا عددا من العقارات.

ويستضيف المجمع كذلك مزيجًا من شركات النفط والغاز والمنظمات غير الحكومية والبعثات الأجنبية الأخرى، بما في ذلك بعثات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية ومصر.

ويسمح قرب هذا الموقع من ساحل البحر المتوسط بالإخلاء السريع في حالات الطوارئ عبر البحر.

وحددت وزارة الخارجية الأميركية عددا من «المصالح الأساسية» التي تتطلب استعادة التواجد الدبلوماسي الأميركي في ليبيا، أولها دعم الجهود الأممية لإجراء الانتخابات في البلاد، وتعزيز الفرص التجارية والاستثمارية الأميركية، ومنع ليبيا من التأثر بسبب موجة انعدام الاستقرار الآخذة في النمو في منطقة الساحل.

مواجهة النفوذ الروسي
ومن بين الأسباب الرئيسية لعودة الولايات المتحدة، حسب الموقع، النفوذ الروسي المتزايد في ليبيا وأفريقيا، وهي المنطقة التي تعرف بـ«الجناح الجنوبي» لحلف شمال الأطلسي. ففي الوقت الذي لعبت فيه واشنطن دورا دبلوماسيا على الهامش، عمل مرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية خلال السنوات الماضية على تعزيز النفوذ الروسي في ليبيا.

ودأبت الحكومة الروسية، منذ الوفاة الغامضة لمؤسس «فاغنر»، يفغيني بريغوزين، أغسطس الماضي، على جلب بقايا المجموعة المرتزقة تحت إشرافها الكامل.

وفي هذا الشأن، قال المسؤول في الخارجية الأميركية: «في هذه اللحظة بعد وفاة بريغوزين، هناك نوع من التطور المستمر في كيفية قيام روسيا بأنشطتها عبر القارة الأفريقية. من المنطقي أنه بينما تقيم معظم الدول الأخرى، بما في ذلك القوى الكبرى، وجودها الدبلوماسي في طرابلس، يجب على الولايات المتحدة أن تفعل الشيء نفسه».

وسعت موسكو إلى ملء الفراغ الدبلوماسي الذي خلفته واشنطن. ويوصف سفيرها لدى ليبيا، حيدر أغانين، الذي يتحدث العربية بطلاقة بأنه «نشط للغاية».

ونقل «المونيتور» عن مسؤول ليبي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله: «الروس يائسون لفرض الشرعية على تواجدهم داخل ليبيا. إنه يستخدم عبارة نحن هنا والأميركيون ليسوا كذلك كنوع من العروض الترويجية».

من جهتها، قالت ستيفاني ويليامز، المبعوثة الأممية السابقة في ليبيا: «يبدو أن الروس يعززون وجودهم. لم تكن ليبيا قط على رأس قائمة أولويات واشنطن. ولم تكن الولايات المتحدة موجودة هناك منذ سنوات عديدة، ولكن عليك أن تبدأ من نقطة ما. وأفضل مكان للبدء هو سفارة على الأرض».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عبر مدينة نيجرية.. نحو 10 آلاف مهاجر غير قانوني يتدفقون إلى ليبيا شهريًّا
عبر مدينة نيجرية.. نحو 10 آلاف مهاجر غير قانوني يتدفقون إلى ليبيا...
%40 مواد بناء.. ليبيا المستورد الأول عربيًّا للمنتجات التونسية
%40 مواد بناء.. ليبيا المستورد الأول عربيًّا للمنتجات التونسية
الباعور يشارك باجتماع وزراء خارجية أفريقيا وشمال أوروبا
الباعور يشارك باجتماع وزراء خارجية أفريقيا وشمال أوروبا
وزراء داخلية ليبيا وتونس والجزائر وإيطاليا يناقشون مقاربة شاملة لمكافحة الهجرة
وزراء داخلية ليبيا وتونس والجزائر وإيطاليا يناقشون مقاربة شاملة ...
«اقتصاد بلس» ترصد: الشركات المتعثرة في دائرة الضوء مجددًا
«اقتصاد بلس» ترصد: الشركات المتعثرة في دائرة الضوء مجددًا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم