Atwasat

«إكسبرس» البريطانية تحذر: التعامل الغربي مع حفتر يعرقل مساعي كبح النفوذ الروسي في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الإثنين 20 مايو 2024, 11:30 صباحا
WTV_Frequency

حذرت جريدة «ديلي إكسبرس» البريطانية من أن التعامل الغربي المستمر مع قائد قوات «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر يهدد بعرقلة المساعي الأوروبية الهادفة لكبح النفوذ الروسي المتنامي في ليبيا.

كما نبهت في تقرير أمس الأحد، إلى «التكلفة الضخمة التي ستتكبدها أوروبا إذا اختارت موسكو استغلال موجات الهجرة غير النظامية المنطلقة من ليبيا لتهديد وحدة أوروبا وبنيتها التحتية».

وتأتي تلك التحذيرات بعد أيام من حضور السفير البريطاني لدى ليبيا عرضا عسكريا لقوات «القيادة العامة» في مدينة بنغازي بحضور المشير حفتر.

علاقات قوية تربط حفتر وموسكو
وذكّرت الجريدة البريطانية بالتعاون المستمر بين حفتر وروسيا، وقالت إنه مرتبط بشكل كبير بالدولة الروسية «لدرجة أن كل قرار يُتخذ» يجب أن «تعتبره موسكو مقبولا».

واعتبرت أن «حفتر بات يعتمد بشكل كبير على قوة الجيش الروسي للحفاظ على سلطته»، مشيرة إلى وجود ألفي من قوات «فاغنر» الروسية في ليبيا، إضافة إلى 1500 من القوات الروسية النظامية وصلوا شرق ليبيا في الآونة الأخيرة.

استخدام موجات الهجرة كسلاح
ويخلق الوجود الروسي الراسخ في ليبيا، حسب تعبير الجريدة البريطانية، تهديدات عدة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، في ضوء مبيعات النفط الروسي والسيطرة على ميناء طبرق، وتهريب الذهب والألماس، وجميعها أنشطة تدر مليارات الدولارات إلى موسكو، وتهدد حلف شمال الأطلسي «ناتو».

ولعل أبرز تلك التهديدات هو احتمال استغلال «الكرملين لموجات الهجرة غير النظامية من ليبيا واستخدامها كسلاح، وهي وسيلة جديدة للكرملين لممارسة الضغوط على الغرب».

وقالت «إكسبرس»: «يمكن للرئيس فلاديمير بوتين استخدام حفتر لتهديد أوروبا، إذا أراد الضغط من أجل التصويت في مجلس الأمن بخصوص قرار ما، أو في حال واجه انتكاسات عسكرية في أوكرانيا».

- تفسير مالطي لمآلات اجتماعين أوروبيين مع حفتر.. هل تبنت بروكسل السياسة الواقعية؟
- مصادر إيطالية: ميلوني ستطلب من المشير حفتر خفض الوجود الروسي

وسبق وحذرت وكالة الحدود الأوروبية «فرونتكس» من أن «توجه بوتين لنقل المهاجرين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في أفريقيا، يشكل تهديدا كبيرا للأمن في العام 2024».

وعمدت موسكو في العام 2023 إلى استخدام سلاح المهاجرين غير النظاميين، حينها ارتفعت نسبة العبور بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي بنسبة 62% على الأقل.

محاولات غربية لاستمالة حفتر
وأمام النفوذ الروسي المتنامي، حاولت الولايات المتحدة وأوروبا في العامين الماضيين استمالة المشيرة حفتر، وهو ما دفع رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى زيارة بنغازي مرتين في الآونة الأخيرة، محملة بعقود وصفقات اقتصادية وأمنية مقابل تعهد حفتر بالتعاون في وقف تدفق المهاجرين صوب أوروبا.

غير أن تدفقات الهجرة من مدينة برقة قفزت بنسبة 600% تقريبا منذ الاجتماع الأول بين ميلوني وحفتر، في حين لم يظهر القادة الغربيون أي نوع من الردع.

والأسبوع الماضي، التقى السفير البريطاني لدى ليبيا، مارتن أندرو، مع حفتر في بنغازي «لنقل وجهة النظر القائلة بأنه يجب على جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية للأمم المتحدة».

إضفاء الشرعية على حفتر
وفي هذا الشأن، قال الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، جلال حرشاوي: «أرسلت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا دبلوماسييها للاحتفال بعرض حفتر في بنغازي، الخميس، بعد أسابيع قليلة من إرسال القوات المسلحة الروسية عشرات الآلاف من الأطنان من المعدات العسكرية».

وأضاف: «وفي الوقت نفسه، تتعهد الديمقراطية الغربية نفسها بمكافحة الفساد والتوسع الروسي. حينما تقوم دول مثل إيطاليا بإضفاء الشرعية على حفتر ومنحه مزيد من الحوافز، فإن ذلك سيكون له تأثير غير مباشر».

وتابع: «بمجرد أن تنخرط إيطاليا في مشاريع إعادة الإعمار، فلن يكون بإمكانها دعم الدعوة البريطانية لفرض عقوبات على المفسدين، على سبيل المثال.. حينما يتواصل الغرب مع حفتر، فإنه يتواصل مع شخص مرتبط بشكل كبير بالدولة الروسية».

والآن، تفرض موسكو سيطرتها بشكل متنامٍ على الحدود المحيطة بليبيا الواقعة تحت سيطرة حفتر، بما في ذلك تشاد والنيجر والسودان ومصر.

أزمة أمنية وإنسانية
من جهتها، انتقدت الباحثة في المجلس الأطلسي عليا براهيمي التوجه الأوروبي لإبرام صفقات مع من وصفتهم بـ«منتهكي حقوق الإنسان في ليبيا»، متحدثة عن أزمة إنسانية وأمنية تنشأ عن هذا التوجه.

وقالت: «الأمر لا يقتصر على أزمة أمنية فحسب، بل هي أزمة إنسانية. الصفقات قصيرة الأجل مع منتهكي حقوق الإنسان يلغي من الصورة آلاف الأشخاص المحاصرين في دورة من العنف والعبودية والعمل القسري والانتهاكات في ليبيا».

وأضافت: «تتحول ليبيا بشكل سريع إلى دولة مافيا، حيث يسيطر عدد قليل من الأفراد على كل الأنشطة الإجرامية. نفس الوكلاء الروس الذين يديرون حلقات الاتجار بالبشر يتاجرون أيضا بالمخدرات من سورية، بالإضافة إلى كميات هائلة من الوقود المسروق، وعلى مرأى الجميع في ليبيا».

واستبعدت الباحثة أن يقرر حفتر التخلي عن علاقته القوية بالكرملين، «لأن ذلك يعني المخاطرة بخسارة إمبراطوريته بأكملها، لذا فإن أزمة الهجرة من ليبيا هي سلاح مفتوح يمكن لروسيا استغلاله».

وأكدت أن أزمة الهجرة غير النظامية من ليبيا تهدد بإرهاق البنية التحتية ووحدة الكتلة الأوروبية، وهو أمر تدركه روسيا جيدا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شركة الكهرباء تنتهي من تركيب معدات محطة المعهد الصناعي في البيضاء
شركة الكهرباء تنتهي من تركيب معدات محطة المعهد الصناعي في البيضاء
في «هنا ليبيا»: نقص فصائل دم وارتفاع معدلات الحوادث المرورية في البيضاء
في «هنا ليبيا»: نقص فصائل دم وارتفاع معدلات الحوادث المرورية في ...
«أفريكا إنتليجنس»: مصرف ليبيا المركزي يترقب تقييما دوليا عن دوره في مكافحة غسل الأموال
«أفريكا إنتليجنس»: مصرف ليبيا المركزي يترقب تقييما دوليا عن دوره ...
مقتل طفلة عمرها 6 سنوات في طبرق جراء تعرضها للتعذيب
مقتل طفلة عمرها 6 سنوات في طبرق جراء تعرضها للتعذيب
البنك الأفريقي يرصد تناقضات الاقتصاد الليبي: تضخم منخفض.. وعملة منهارة.. وميزانية للرواتب وبلا استثمار
البنك الأفريقي يرصد تناقضات الاقتصاد الليبي: تضخم منخفض.. وعملة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم