Atwasat

سموم الحيوانات البحرية في أستراليا لإنقاذ أرواح المصابين بلدغاتها

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 08 مايو 2024, 05:14 مساء
WTV_Frequency

يمكن لقنديل البحر الصغير إيروكاندجي المستوطن في شمال أستراليا أن يكون شديد الإيذاء، إذ أن لدغة بسيطة منه كفيلة التسبُّب بألم لا يطاق، لكن المفارقة تتمثل في أن سمّه يمكن أن ينقذ الأرواح. 

سبق لجيمي سيمور أن تعرّض لاحدى عشرة لسعة. ويجري هذا الأستاذ في علم السموم في جامعة جيمس كوك بكوينزلاند، شمال شرق أستراليا، دراسات عن أخطر الحيوانات البحرية في العالم لفهم كيف تساهم سمومها في تصنيع مضادات سموم، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وتطفو في أحواض داخل مستودعه، عشرات من قناديل البحر إيروكاندجي، لا يزيد حجم بعضها عن حبة سمسم.

وتسبح في حوض آخر سمكة صخرية مرجانية، وهي أكثر نوع سام من الأسماك في العالم، إذ تخترق أشواكها الصلبة الجلد متسببةً بآلام حادة لدرجة فقدان وعي الشخص أو موته حتى. وقد نجا سيمور من إحدى لسعاتها.

-دواء مستخلص من سم العنكبوت لعلاج القاتل الأول في العالم
جنوب أفريقيا: لدغات الأفاعي تقتل الكلاب بسبب نقص مضادات السموم
شاهد في «صباح الوسط»: كيف تقاوم البكتيريا المضادات الحيوية في أجسامنا

ويشير عالم الأحياء من مستودعه إلى أنواع قاتلة أخرى، بينها قناديل البحر المكعبة القادرة على قتل مَن تلسعه في 10 دقائق.

أكثر قارة تضم حيوانات سامة في العالم
ويقول سيمور لوكالة فرانس برس «إن أستراليا هي بلا شك أكثر قارة تضم حيوانات سامة في العالم»، مع العلم أن الوفيات الناجمة عن لسعات هذه الكائنات نادرة.

وتشير أحدث بيانات متاحة، إلى أن 32 حالة وفاة مرتبطة بالحيوانات سُجّلت سنوياً في أستراليا بين عامي 2001 و2017، وتُعزى معظمها إلى هجمات خيول أو أبقار، ومنذ العام 1883، تسبّبت قناديل البحر الصغيرة إيروكاندجي بوفاة شخصين، بينما قتلت قناديل البحر المكعبة 69 شخصاً.

ويلفت سيمور إلى تسجيل «ما بين 3000 إلى 5000 حالة وفاة سنوياً في أستراليا مرتبطة بالمخدرات أو الكحول أو حوادث سيارات»، موضحاً أن «احتمال التعرّض للدغة أو عضة من حيوان في أستراليا، يأتي بنسب معقولة».

ومستودعه هو الوحيد الذي يستخرج السموم من هذه الحيوانات البحرية القاتلة ويحوّلها إلى مضاد للسمّ، مع العلم أن هذه العملية تتسم بصعوبة.

ويزيل الباحثون اللوامس أو المجسات الحسية لقناديل البحر المكعبة ثم يخضعونها للتجميد قبل سحب السمّ منها.

ولا يوجد مضاد سم لقناديل البحر الصغيرة إيروكاندجي.

أما بالنسبة إلى الأسماك الصخرية المرجانية، فتتمثل إحدى طرق سحب سمّها بإدخال حقنة في غدد السم لديها وسحب بضعة ملليملترات من السائل القاتل. وبمجرد أن يجمع الباحثون ما يكفي من السم، يرسلونه إلى المختبر الذي يحوّله بدوره إلى مضاد للسم.

ثم يُحقَن حيوان ينتج أجساماً مضادة طبيعية كالحصان مثلاً، بكمية صغيرة من هذا السم على مدى ستة أشهر.

ويُجمَع بعد ذلك بلازما الحيوان ويجري استخلاص الأجسام المضادة منه ثم تنقيتها وتحويلها إلى مضاد سموم للبشر.

وتُنقَل بعدها هذه المواد إلى المستشفيات في أستراليا وبعض جزر المحيط الهادئ، حيث يمكن إعطاؤها في حال التعرّض للدغة أو عضة.

ويقول سيمور «لدينا بعض من أفضل مضادات السموم في العالم، لا شك في ذلك»، مضيفاً «إن الوقت والجهد المبذولين في إنتاجها يجعلنا نتميز عن معظم البلدان الأخرى».

تأثير التغير المناخي
ويرى العلماء أن التغيّر المناخي قد يزيد من خطر التعرّض للدغات، وقبل نحو ستين عاما، كانت الفترة التي تزداد خلالها لدغات قناديل البحر الصغيرة إيروكاندجي تمتد من نوفمبر إلى كانون ديسمبر، أما راهناً، وبسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات، فتمتد هذه الفترة حتى مارس، مما يدفع قناديل البحر القاتلة هذه للتوجه بشكل أكبر نحو الجنوب.

واكتشف طلاب سيمور أن التغيرات في درجات الحرارة تغيّر من درجة السمّ لدى الحيوانات.

ويقول الأستاذ «على سبيل المثال، إذا صنّعت مضاد سم لحيوان عند درجة حرارة 20 درجة وتعرّضت للسعة من حيوان يعيش في البرية في ظل درجة حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية، فلن يكون المضاد فعّالاً».

ويمكن استخدام سمّ الحيوانات اللاذعة لعلاج عدد كبير من الحالات الصحية الأخرى، كالتهاب المفاصل الروماتويدي.

ولا يزال هذا المجال من البحوث يواجه نقصاً كبيراً في التمويل.

ويقول سيمور «إن السمّ مشابه لطبق راتاتوي، فهو يحتوي على مجموعة كاملة من المكونات المختلفة»، مضيفاً «ما نحاول القيام به هو فصل هذه المكوّنات ومعرفة عمل كل منها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
دراسة: الذكاء الصناعي قد يساعد على تعزيز انتشار أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي
دراسة: الذكاء الصناعي قد يساعد على تعزيز انتشار أجهزة التصوير ...
«زيت الزيتون» وراء صحة سكان حوض المتوسط (دراسة)
«زيت الزيتون» وراء صحة سكان حوض المتوسط (دراسة)
تراجع الاهتمام بدراسة التمريض في بلدان منظمة التعاون والتنمية
تراجع الاهتمام بدراسة التمريض في بلدان منظمة التعاون والتنمية
المجلس الوطنى للمرأة يشارك في أعمال المؤتمر العلمي الأول لطب العيون
المجلس الوطنى للمرأة يشارك في أعمال المؤتمر العلمي الأول لطب ...
وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدل وراثيًا
وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدل وراثيًا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم