Atwasat

كيف وظف الاحتلال الإسرائيلي الذكاء الصناعي لمضاعفة حجم الدمار في غزة؟

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الإثنين 04 ديسمبر 2023, 03:35 مساء
WTV_Frequency

كشف تحقيق أجرته مجلة «972+» الإسرائيلية كيف وظف الاحتلال الإسرائيلي تقنيات الذكاء الصناعي لاستهداف المناطق السكنية والمدنية في قطاع غزة وإنزال أكبر قدر من الضرر على المدنيين، لافتا إلى أنه قام بتمديد تفويض أهداف القصف لتشمل أهدافا غير عسكرية، مع تخفيف القيود المفروضة على الخسائر المدنية المتوقعة.

وأشارت المجلة إلى توظيف قوات الاحتلال أنظمة الذكاء الصناعي خلال عدوانها على قطاع غزة لتخليق مزيد الأهداف المحتملة بوتيرة أكبر من أي وقت مضى، وهو ما أسهم في الطبيعة المدمرة للعدوان الذي يعد الأكثر دموية ضد الفلسطينيين منذ العام 1948.

ويعتمد التحقيق على نقاشات مع سبعة أعضاء حاليين وسابقين من المخابرات الإسرائيلية والمخابرات العسكرية، إلى جانب شهادات فلسطينيين وبيانات القمر الصناعي والتوثيق من داخل قطاع غزة.

التوسع في القصف ليشمل أهدافا مدنية
ويشهد العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة توسعا كبيرا في قصف الأهداف غير العسكرية في طبيعتها، بما في ذلك المنازل الخاصة والمباني العامة والبنية التحتية والمربعات شديدة الكثافة السكانية.

ويهدف نهج القصف هذا، حسب أحد المصادر التي تحدثت إليها المجلة، إلى «إنزال الضرر بالمجتمع المدني الفلسطيني وخلق صدمة يتردد صداها بقوة، وتدفع الفلسطينيين إلى ممارسة الضغوط على حركة حماس».

وأكدت مصادر أن «الجيش الإسرائيلي لديه ملفات حول الأهداف المحتملة في غزة، تقدر أعداد الضحايا المحتملة من المدنيين في أي هجوم. هذه الأرقام محسوبة ومعلومة جيدا لدى المخابرات العسكرية».

رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر من غزة: معاناة سكان القطاع لا تطاق
«دعم غير مشروط لقتل الأطفال».. إردوغان: نتنياهو سيُحاكم كمجرم حرب
الأورومتوسطي: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر وحشية بخطط القتل الجماعي في غزة

الاحتلال يسمح بقتل المدنيين
وقال مصدر: «في إحدى الحالات، سمح الجيش الإسرائيلي بقتل مئات المدنيين الفلسطينيين في محاولة لاغتيال قيادي واحد من حركة حماس. وارتفع رقم الضحايا المسموح به من المدنيين، باعتبارهم أضرارا جانبية، من عشرات في الحروب السابقة إلى مئات في الحرب الراهنة».

وأضاف: «لا يوجد شيء مصادفة.. حينما يجرى قتل طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات هذا لأن أحدهم في الجيش الإسرائيلي قرر أن موتها ليس بالأمر المهم، وأنه ثمن ينبغي دفعه مقابل اغتيال أحد الأهداف. هذه ليست صواريخ عشوائية، كل شيء محسوب ومتعمد».

الاعتماد المتزايد على الذكاء الصناعي
السبب الآخر لارتفاع القتلى بين المدنيين في غزة، حسب التحقيق، هو الاعتماد على نظام يحمل اسم «الحسبورة» وهو يعتمد على تقنيات الذكاء الصناعي لتوليد أهداف تلقائية بشكل أكبر بكثير من السابق ليجرى قصفها. ووصف أحد ضباط المخابرات السابقين النظام بـ«مصنع للاغتيالات الجماعية».

وتؤكد المصادر أن الاستخدام المتزايد للأنظمة المعتمدة على الذكاء الصناعي، مثل «الحبسورة»، يسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية تستهدف المنازل السكنية، حيث يمكن أن يقيم قيادي واحد من حركة «حماس»، على نطاق موسع.

وتشير شهادات فلسطينيين في غزة إلى أنه منذ السابع من أكتوبر، هاجم جيش الاحتلال آلافا من المساكن الخاصة حيث لم يكن هناك أي عضو معروف تابع لـ«حماس» أو أي جماعة مسلحة أخرى، وهي ضربات قتلت عائلات بأكملها عمدًا.

والسبب في ذلك يرجع، وفق تأكيدات المصادر المخابراتية، إلى الاعتماد المتزايد على أنظمة الذكاء الصناعي التي تستخدم أدوات تقنية لتخليق الأهداف بوتيرة سريعة من خلال تحسين البيانات الاستخباراتية الدقيقة عالية الجودة وفقًا للاحتياجات التشغيلية.

وفقا للمصادر الاستخباراتية، فإن نظام «الحبسورة» يولد توصيات تلقائية لمهاجمة المساكن الخاصة، وتمكين الاحتلال من تنفيذ عمليات اغتيال واسعة النطاق من خلال القصف العنيف لهذه المنازل. كما يقوم بمعالجة كميات هائلة من البيانات التي لم يتمكن عشرات الآلاف من ضباط المخابرات من معالجتها، وتوصي بقصف المواقع في الوقت الفعلي.

ويسمح نظام «الحبسورة» لجيش الاحتلال بإدارة ما وُصف بـ«مصنع للاغتيالات الجماعية»، حيث يجرى التركيز على عدد الأهداف وليس جودتها.

4 آلاف طن قنابل خلال 5 أيام
وأسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي، حسب البيانات الصادرة عنه، ستة آلاف قنبلة على غزة خلال الأيام الخمسة الأولى من العدوان، ما يعادل أربعة آلاف طن من المتفجرات، وهو ما قضى على أحياء بأكملها في غزة.

وخلال الـ35 يوما من الحرب، قصف  الاحتلال الإسرائيلي 15 ألف هدف في غزة، وهو رقم كبير مقارنة بالحروب السابقة. ففي حرب العام 2021، قصف الاحتلال 1500 هدف، وفي حرب العام 2014، التي استمرت 51 يوما، قصف الاحتلال 6231 هدفا.

الأسلحة والذخائر التي زودت بها أميركا الاحتلال الإسرائيلي في العدوان على غزة.. أرقام وتفاصيل
«إسرائيل» أسقطت قنابل تزن 1800 كغم على مخيم جباليا.. وواشنطن تطلب تفسيرا
مسؤول عسكري أميركي: 90% من القنابل الإسرائيلية على قطاع غزة «موجهة بالأقمار الصناعية»

وعلى الرغم من مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه يقدم تحذيرات قبل قصف منطقة سكنية معنية، وجد تحقيق المجلة أن هناك حوادث عدة قصف فيها الاحتلال مباني سكنية وأحياء شديدة الكثافة من دون إنذار مسبق، وتهدمت تلك المباني فوق رؤوس ساكنيها.

أبرز مثال على ذلك قصف مباني التاج السكنية، في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، في مدينة غزة، ما تسبب في مقتل 120 شخصا على الأقل. وكذلك مبنى المهندسين الذين يتكون من ثمانية طوابق، جرى قصفه في الواحد والثلاثين من أكتوبر بدون إنذار، ما تسبب في مقتل 150 شخصا على الأقل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
يفاقم الكارثة الإنسانية.. الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم لليوم الـ13
يفاقم الكارثة الإنسانية.. الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو...
ارتفاع ضحايا القصف الصهيوني العنيف على مخيم النصيرات إلى 31 شهيدًا و20 إصابة
ارتفاع ضحايا القصف الصهيوني العنيف على مخيم النصيرات إلى 31 ...
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ألفا و456 شهيدا
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ...
تظاهرة لدعم الرئيس التونسي ورفض «التدخل الخارجي» بالعاصمة
تظاهرة لدعم الرئيس التونسي ورفض «التدخل الخارجي» بالعاصمة
العاهل السعودي يجري فحوصًا طبية بسبب ارتفاع في درجة الحرارة
العاهل السعودي يجري فحوصًا طبية بسبب ارتفاع في درجة الحرارة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم