كشفت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الاحتلال الإسرائيلي أسقط قنبلتين، تزن كل منهما أكثر من 900 كغم، خلال غارته الجوية على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، مما أحدث أضرارا فادحة، وأسقط عشرات القتلى ومئات المصابين من سكان المخيم.

وتظهر الأدلة والتحليلات، حسب تقرير نشرته الجريدة السبت، أن الجيش الإسرائيلي أسقط قنبلتين، زنة كل منهما ألفي رطل على الأقل، ما يعادل 907 كغم، على الموقع، متسببة في حفرتين بعرض نحو 40 قدمًا، أو 12.7 متر، وهي أبعاد تتفق مع الانفجارات تحت الأرض التي قد ينتجها هذا النوع من الأسلحة في التربة الرملية الخفيفة.

من بين الأكبر في الترسانة الإسرائيلية
وذكرت الجريدة أنها استخدمت صور القمر الصناعي ومقاطع مصورة وآراء محللين في تقييم الأضرار في المخيم، لافتة إلى أن القنابل المستخدمة في الغارة الجوية على مخيم جباليا، الثلاثاء الماضي، هي ثاني أكبر نوع من القنابل في الترسانة الإسرائيلية، وهي الأكبر الذي تستخدمه الجيوش عادة.

ويمكن استخدام هذا النوع من القنابل في استهداف البنية التحتية تحت الأرض، لكن «نيويورك تايمز» لفتت إلى أن استخدامها في منطقة شديدة الكثافة السكانية مثل مخيم جباليا يثير تساؤلات حول التناسب، والمقصود ما إذا كانت أهداف «إسرائيل» تبرر عدد القتلى المدنيين والدمار الذي تسببه ضرباتها.

باريس تطالب تل أبيب بتوضيحات بعد قصف الاحتلال المعهد الفرنسي في غزة
الأمم المتحدة: القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا «قد يرقى إلى جرائم حرب»

وقال المستشار العسكري لمنظمة «باكس» الهولندية، مارك جارلاسكو: «من الصعب تحديد من خلال الصور وحدها ما إذا كانت القنابل مجهزة برؤوس حربية خارقة للتحصينات، مصممة لاختراق الهياكل العسكرية المعززة».

ووقعت 83 دولة، بما فيها الولايات المتحدة، ولكن ليس «إسرائيل»، على التزام بالامتناع «حسب الاقتضاء، عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان بسبب احتمال إلحاق الأذى بالمدنيين».

واشنطن تطلب تفسيرا
على صعيد آخر، كشفت جريدة «بوليتيكو» الأميركية، السبت، أن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت توضيحا من الجيش الإسرائيلي، لتفسير الغارة الجوية على مخيم جباليا للاجئين ذي الكثافة السكانية المرتفعة، الثلاثاء الماضي.

ونقلت عن مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن إدارة بايدن طلبت من إسرائيل تقديم تفاصيل عن عملية التخطيط للضربة الأخيرة على مخيم جباليا للاجئين، مضيفا أن واشنطن طالبت تل أبيب بتنفيذ «استهداف دقيق»، لتفادي سقوط ضحايا بين المدنيين.

وقال المسؤول الأميركي: «الولايات المتحدة طلبت تفسيرا للهجوم الأول على مخيم جباليا، وطلبت من إسرائيل بذل مزيد من الجهد، لتفادي الإصابات المدنية».

بينما أوضح نائب ديمقراطي بمجلس النواب مطلع على المحادثات الأميركية – الإسرائيلية: «ناقش نواب ديمقراطيون تطبيق بعض التدابير، لمعاقبة إسرائيل إذا لم تغير مسارها، بما في ذلك استخدام قانون ليهي الذي يمنع مساعدة الدول التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان».

صور للأقمار الصناعية تكشف آثار الدمار الذي تركته القنابل الإسرائيلية في مخيم جباليا. (نيويورك تايمز)

صور للأقمار الصناعية تكشف آثار الدمار الذي تركته القنابل الإسرائيلية في مخيم جباليا. (نيويورك تايمز)