كشفت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد النازحين إلى ليبيا بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي اندلعت قبل نحو ثلاثة أشهر، يقدر بأقل من ثلاثة آلاف نازح، وهي الأرقام التي جرى الإبلاغ عنها وسط تحذير نائب برلماني مما سماه «مؤامرة اختلاق نزوح من السودان إلى ليبيا».

بيانات مصفوفة تتبع النازحين
وتشير أحدث الأرقام التي جرى نشرها، أمس الثلاثاء، من قبل مصفوفة تتبع النزوح بليبيا التابعة للمنظمة الأممية، إلى 2.805 وافدين إلى السودان (2305 في الكفرة و500 في أم الأرانب) يشمل هذا العدد المواطنين السودانيين ومواطني الدول الثالثة نتيجة النزاع المتواصل.

ويشمل ذلك 1334 مواطناً سودانياً وصلوا بشكل غير مباشر من تشاد (834 في الكفرة و500 في أم الأرانب). 688 سودانيًا قدموا من السودان مباشرة (عبر دارفور)، و600 ليبي عاد من السودان بعد 15 أبريل بداية النزاع المسلح، و183 من مواطني الدول الثالثة (بما في ذلك 155 تشاديًا وتسعة نيجيريين وستة إثيوبيين، وستة مصريين وثلاثة صوماليين وثلاثة نيجيريين) وصلوا من السودان مباشرة.

نزوح 3 ملايين شخص داخليًا وعبر الحدود بسبب الصراع في السودان
وعمومًا نزح حوالي ثلاثة ملايين شخص داخليًا وعبر الحدود بسبب الصراع في السودان، في أقل من ثلاثة أشهر. بالإضافة إلى أكثر من 2.2 مليون نازح داخليًا، فر ما يقرب من 700000 آخرين إلى البلدان المجاورة، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.

- «بلدي الكفرة»: تدخل «كتيبة سبل السلام» في صراع السودان «أكاذيب»
- عميد بلدية الكفرة يشكل غرفة طوارئ لمتابعة الأوضاع الحدودية مع السودان
- تكتيف الدوريات الأمنية على الحدود مع السودان ودعم التمركز الأمني بمنفذ العوينات البري
- عشرات الآلاف يفرون من الحرب في السودان إلى دول مجاورة من بينها ليبيا

ولاحظت المنظمة الدولية للهجرة تحركات نزوح عبر الحدود إلى مصر (40%) وتشاد (28%) وجنوب السودان (21%) وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وأدى التصعيد المستمر للعنف إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي في البلاد والمنطقة. فما لا يقل عن 24.7 مليون شخص، أي حوالي نصف سكان السودان، بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، ثلثهم في دارفور، حيث يتدهور الوضع بشكل كبير.

المنظمة الدولية للهجرة تستعد لتوزيع مساعدات في الكفرة
وفي ليبيا، تستعد المنظمة الدولية للهجرة لتوزيع المواد غير الغذائية ومستلزمات النظافة الموضوعة مسبقًا في الكفرة للوافدين الجدد.

وتأتي تدفقات الهجرة في وقت حذّر عضو مجلس النواب عن الكفرة جبريل أوحيدة من «مؤامرة اختلاق نزوح من السودان إلى ليبيا، والآن بدأ تنفيذ هذه المؤامرة رغم صعوبتها وتكاليفها العالية» وفق تعبيره.

النائب جبريل أوحيدة يحذر من «مؤامرة» نزوح من السودان إلى ليبيا
وتساءل أوحيدة في تدوينة عبر حسابه الخاص على «فيسبوك»، أمس الثلاثاء، «مَن وراء هذه المؤامرة وما الهدف منها ومن يدفع تكاليف نقل من يسمون بالنازحين وبعضهم من مناطق لم تشهد أي توترات أمنية في السودان مثل ولاية دنقلة».

وأضاف قائلًا «أكدنا سابقًا أن لا إمكانية لنزوح عائلات من السودان إلى ليبيا لصعوبة الوصول عبر صحراء قاحلة تفوق مسافتها 1000 كم لا حياة فيها، عندما توقعت أطراف خارجية تناغمت معها أطراف داخلية عملية نزوح من السودان إلى ليبيا؟».

وكشف أوحيدة عن توصله إلى «معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة أن أشخاص يتبعون مؤسسة تتبع الأمم المتحدة تتواصل مع سائقين ومكاتب نقل في مدينة الكفرة يقدمون عروض مغرية لنقل عائلات من الحدود الليبية السودانية إلى مدينة الكفرة مقابل 2000 دينار للفرد الواحد ومنها عائلات قادمة من ولاية دنقله الآمنة» على حد تعبيره.

وختم بقوله «هل يعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا، كما هو الحال بالنسبة لتهريب الهجرة غير القانونية من أفريقيا إلى شمال ليبيا على ضفاف المتوسط، تصل تكلفة الفرد فيها إلى عشرين ألف دولار أميركي؟ هل المهاجر أو النازح البائس يمتلك أجرة النقل الباهظة هذه».