في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة من ارتكاب جرائم حرب محتملة في قطاع غزة جراء حملة القصف العنيفة للاحتلال الإسرائيلي، تأمل الشركات الأميركية المصنعة للأسلحة أن تحقق «انفجارا في الأرباح».

ولاحظ محللون في بنكي «مورغان ستانلي» و«تي دي بنك» بالولايات المتحدة احتمالات تحقيق شركات الأسلحة الأميركية أرباحا ضخمة جراء الحرب في غزة، مما أثار على نحو غير عادي تساؤلات بشأن ما وُصف بـ«المنفعة المالية للحرب التي تشنها إسرائيل»، كما نقلت جريدة «ذا غارديان» البريطانية.

ومع احتمالات تحقيق أرباح خيالية، قالت الجريدة: «لم تكن محصلة الضحايا، التي تخطت تسعة آلاف من الفلسطينيين و1400 من الإسرائيليين، على قمة أولويات المدير الإداري لـ(تي دي بنك)، كاي فون رومور، وهو المحلل المالي المتخصص في صناعة الطيران».

وأضافت: «التساؤل الرئيسي كان يتمحور حول الاستفادة بالنسبة إلى شركة (جنرال داينامكس)، المتخصصة في صناعة الأسلحة والطيران، حيث يملك (تي دي بنك) أسهم فيها بـ16 مليون دولار».

أسهم شركات الأسلحة الأميركية ترتفع 7% مع الحرب
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وعلى الرغم من النداءات الدولية لوقف إطلاق النار، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس مساعدات عسكرية وإنسانية إضافية بـ106 مليارات دولار إلى أوكرانيا و«إسرائيل».

واعتبر المحلل المالي في «تي دي بنك»، فون رومور، أن «هذا الطلب الذي قدمه بايدن إلى الكونغرس بمثابة نعمة لقطاع الأسلحة والطيران»، مشيرا إلى ارتفاع قيمة أسهم شركات الأسلحة الأميركية 7% في أعقاب انطلاق عملية «طوفان الأقصى» لحركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، وما تبعها من عدوان إسرائيلي على غزة.

وقال رومور، خلال جلسة لمناقشة الأرباح مع المستثمرين في «جنرال داينماكس»: «الحرب خلقت طلبا إضافيا، ولدينا هنا هذا الطلب بـ106 مليارات دولار من الرئيس».

وزير إسرائيلي: إلقاء قنبلة نووية على غزة «حل ممكن»
أبوعبيدة: نلتحم من المسافة صفر مع قوات الاحتلال ودمرنا 24 آلية عسكرية خلال 48 ساعة (شاهد)

«إسرائيل في موقف صعب»
من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيات المدير المالي في «جنرال داينماكس»، جيسون أيكن: «من الواضح أن إسرائيل في موقف صعب للغاية بصراحة، والموقف آخذ في التطور. لكن اعتقد إذا نظرت إلى إمكانات الطلب المتزايدة الناجمة عن الحرب، فإن أكبر ما يجب تسليط الضوء عليه، والأمر الذي يبرز حقا، هو الطلب على المدفعية».

الموقف نفسه تحدثت عنه رئيسة أبحاث أسهم الطيران والدفاع في «مورغان ستانلي»، كريستين ليواغ، خلال مكالمة إبلاغ المستثمرين بأرباح شركة «رايثون» للأسلحة في الـ25 من أكتوبر الماضي.

وقالت: «بالنظر إلى طلب التمويل الإضافي الذي قدمه البيت الأبيض بـ106 مليارات دولار، فلديك معدات لأوكرانيا، ودفاع جوي وصاروخي لإسرائيل، وتجديد المخزونات لكلتيهما. يبدو أن هذا يتناسب بشكل جيد مع محفظة (رايثون)». ويملك «مورغان ستانلي» أسهم بثلاثة مليارات دولار في «رايثون» للأسلحة، وهي تعادل حصة ملكية نسبتها 2.1%.

وتتناقض تلك المواقف، حسب «ذا غارديان»، مع «البيانات التي تصدرها شركات الأسلحة الأميركية بشأن حقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة بشأن الأعمال وحقوق الإنسان».
 
ساسة وأعضاء كونغرس يشترون أسهما قبيل اندلاع العدوان
وفي تقرير نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية، تظهر البيانات ارتفاع قيمة أسهم كل من «بوينغ» و«لوكهيد مارتن» و«نورثروب غرومان» و«رايثون»، لتضيف مجمعة 23 مليار دولار من القيمة السوقية منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة.

لكن شركات الأسلحة ليست هي المستفيد الوحيد من الحرب، بل هناك السياسيون وأعضاء الكونغرس أيضا، إذ لفتت المجلة الإخبارية إلى أن بعض أعضاء الكونغرس الأميركي، بينهم كيفين هيرن وبيل كيتنغ وماركواين مولين وجوش جوتهايمر، اشتروا أسهما في شركات الأسلحة والدفاع قبل وقت قصير للغاية من انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة.

وذكرت «نيوزويك»: «تداول السياسيين الأسهم، بما في ذلك أسهم الدفاع، في خضم الصراعات العالمية ليس جديدا، ولكنه بات تحت أضواء المساءلة العامة خلال السنوات القليلة الماضية».

ونتيجة ذلك، قدمت السيناتور الديمقراطية كيرستن جيليبراند، ونظيرها الجمهوري جوش هاولي، قانون حظر تداول الأسهم للمسؤولين الحكوميين، الذي يسعى إلى فرض حظر صارم على تداول الأسهم وملكيتها من قِبل أعضاء الكونغرس وكبار مسؤولي السلطة التنفيذية وعائلاتهم.

تداعيات سلبية للحرب على الأسواق العالمية
على صعيد آخر، ركز تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية على التداعيات السلبية للحرب في قطاع غزة على أسواق الطاقة والغذاء العالمية، ونقل تصريحات الرئيس التنفيذي لـ«جي بي مورغان تشيس»، جيمي ديمون، التي حذر فيها من «أن الأوقات الراهنة هي الأكثر خطورة منذ عقود مع الحرب في غزة وفي أوكرانيا، وستكون لذلك تداعيات طويلة الأجل على أسواق الطاقة والغذاء، والتجارة العالمية والعلاقات الجيوسياسية».

وتتمتع «إسرائيل» بنفوذ كبير في أسواق الأسهم الأميركية عبر إدراج أكثر من 100 شركة إسرائيلية في البورصات بالولايات المتحدة بقيمة مجتمعة تزيد على 150 مليار دولار. كما أنها تحتل المركز الرابع من حيث عدد الشركات المدرجة في بورصة «ناسداك».

وقال المحلل المالي في مجموعة «إكس إم»، رافي بويادجيان: «ما سيأتي بعد ذلك يعتمد على كيفية تطور الحرب في الشرق الأوسط. إذا ظلت الحرب محصورة بين إسرائيل والفلسطينيين، فمن المرجح أن تتخطاها الأسواق بعد بضعة أيام».

مؤتمر صحفي مشترك: بلينكن يدعم «هدنات إنسانية» في غزة.. وشكري يطالب بوقف إطلاق النار دون شرط.. والصفدي: الاحتلال يرتكب جرائم حرب
فرنسا ستستضيف الدورة المقبلة من القمة الدولية للذكاء الصناعي

جرائم حرب في غزة
وقد حذر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة، من «وجود دلائل واضحة على ارتكاب جرائم حرب في غزة وإسرائيل»، داعيا إلى محاسبة كل من ينتهك القوانين الدولية، ويستهدف المدنيين عن عمد.

وقال مجلس حقوق الإنسان في تقييمات شاركتها منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش»: «اللجنة تجمع وتحفظ الأدلة على جرائم الحرب المرتكبة منذ 7 أكتوبر 2023 عندما شنت حماس هجوما على إسرائيل، وردت القوات الإسرائيلية بغارات جوية في غزة».

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 9488 شهيدا، بينهم 3900 طفل و2505 سيدات، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 24 ألف إصابة.