Atwasat

القضايا المناخية أصبحت في صلب ألعاب الفيديو

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 27 يونيو 2024, 09:41 مساء
WTV_Frequency

تعرض لعبة «تيرا نيل» التي طُرحت على أجهزة الكمبيوتر في مارس 2023، على مستخدميها إمكانية إعادة بناء بيئة متدهورة لدرجة محو كل الآثار البشرية، في مهمة تسير عكس الألعاب التي عادة ما تركّز على التنمية الاقتصادية لمدينة أو إمبراطورية ما.

 يقول سام ألفريد (30 عاماً)، أحد مبتكري اللعبة التي يستخدمها أكثر من 300 ألف شخص بحسب شركة «ديفولفر ديجيتال» التي نشرتها، إن «الهدف هو أن نظهر للاعبين والمطورين الآخرين إمكانية إنشاء لعبة استراتيجية من دون استغلال البيئة»، في حديث إلى وكالة «فرانس برس».

تأتي اللعبة في إطار السعي إلى اختيار مواضيع تتناول المشاكل المناخية، وتتمثل مهمة مستخدميها في إيجاد حلول لهذه الأزمات، كإعادة تأهيل منطقة منكوبة بيئياً، وبناء مدن أنظف، فتساهم بذلك في التوعية بهذه المسائل، مع أن القطاع نفسه لا يشكل نموذجاً يُحتذى في مجال مراعاة معايير الاستدامة.

ويقول سام ألفريد «تحاول آليات لعبتنا ترجمة عمليات فعلية أو طبيعية أو صناعية، بطريقة ممتعة، وهذا يعني تبسيطها وأخذ بعض الحريات الإبداعية».

السعودية تسعى لأن تصبح «محوراً عالمياً» في قطاع ألعاب الفيديو
طرح جزء جديد من سلسلة ألعاب الفيديو اليابانية «ياكوزا/لايك إيه دراغون»
شركة «يوبيسوفت» الفرنسية لألعاب الفيديو تتعرض لمحاولة قرصنة

ومنذ 2017، تقدم الشركة المبتكرة للعبة «سيتيز: سكايلاينز» للمدن الافتراضية، إمكانية إدارة التلوث والبيئة ضمن لعبة «غرين سيتيز». والعام 2019، أدخل التغير المناخي ضمن أقسام لعبة «سيفيليزيشن 5» الإستراتيجية، لكنّ هذه التغييرات في الألعاب قد تثير سخط اللاعبين.

وتقول مارينا هاليكاينن، المديرة العامة لشركة «كولوسال اوردر» الفنلندية التي ابتكرت «غرين سيتيز»، «لقد اتُّهمنا بتخريب اللعبة عندما أدخلنا إليها تحديثات تنطوي على مسائل سياسية».

وبينما ينفي الفريق سعيه إلى هدف مماثل، يسلّط الضوء على «الخيار» المعروض لتجربة نماذج مختلفة للمدن، أكانت بيئية أم لا، واستخلاص استنتاجات خاصة بكل لاعب.

إصرار على التوعية
يرى المتخصص في المسائل البيئية في مجال ألعاب الفيديو بنجامين أبراهام، أن من الصعب جداً على الشركات المطورة تضمين الخيارات التي لا يمكن للبشر التنبؤ بها أحياناً، كالقرارات السياسية مثلاً، حتى لو كانت الألعاب الحالية تتطرق بشكل أفضل إلى قضايا كالطقس أو الاحترار المناخي. 

وأطلق في العام 2019، عدد كبير من الشركات التي تظهر إصراراً على التوعية بطريقتها الخاصة، فرعاً متخصصاً بالمناخ للرابطة الدولية لمطوري الألعاب «آي جي دي آيه» التي تضم من بين أعضائها أرنود فايول، المدير الفني لـ«وبيسوفت».

وفي مارس 2023، قال فايول لزملائه خلال مؤتمر «غايم ديفيلوبرز كونفيرنس» في سان فرانسيسكو «أيها المطورون، لديكم قوة خارقة لأنكم تتوجهون إلى ثلاثة مليارات لاعب، وتستطيعون جعل المشاكل المعقدة ممتعة ومرحة».

وتضم المجموعة راهناً نحو 1500 من المتخصصين في القطاع والأساتذة الجامعيين وخبراء البيئة والمناخ، يتشاركون خبراتهم لدمج قضايا المناخ في ألعاب الفيديو وتوعية اللاعبين في شأنها.

ويقول فايول إن «الفكرة تتمثل في إحداث تأثير ثقافي إيجابي في الجانب الجمالي والمضمون وآليات اللعبة والتكنولوجيا».

يضاف إلى ذلك إلى السعي لدفع الجمهور إلى المشاركة بصورة أكبر في القضايا المناخي، علنياً كعرض التبرع لجمعية ما، أو ضمنياً كالقيام بأعمال إيجابية من أجل البيئة في اللعبة.

أنماط لعب «صديقة للبيئة»  
وتثير القضايا المناخية قلق الناس أمام الشاشات، وبحسب دراسة نشرها العام 2022 مركز «يال بروغرام» للأبحاث بشأن التواصل المتعلق بالتغير المناخي، يقول 70% من اللاعبين الأميركيين الذين شملتهم الدراسة إنهم قلقون بشأن ظاهرة الاحترار المناخي.

ومن الناحية التقنية، ثمة حلول لخفض البصمة الكربونية لقطاع يستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

وتقدم بعض الألعاب أنماط لعب «صديقة للبيئة»، مما يقلل من استهلاك أجهزة التشغيل وأجهزة الكمبيوتر للكهرباء.

وأدخل مبتكرو «فورتنايت»، إحدى الألعاب الأكثر شعبية في العالم، تحديثاً يخفض من جودة الرسوم المعروضة للاعبين غير النشطين.

وتوفر هذه الخطوة نحو «73 غيغاوات في الساعة سنوياً»، بحسب شركة «إبيك غيمز» المُبتكرة للعبة، وهو ما يعادل استهلاك الكهرباء السنوي لمدينة فرنسية يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة.

لكن أبراهام يعيد التذكير بأن «الوضع ليس مذهلاً» للقطاع، على الرغم من الالتزامات التي تعهدت بها كبرى الشركات العام 2019 من خلال مبادرة «اللعب من أجل الكوكب».

وبحسب أرقام جمعها مؤسس «أفتر كلايمت»، تسببت أكبر 35 شركة متخصصة بألعاب الفيديو بينها «ميكروسوفت» و«سوني»، بإطلاق أكثر من 81 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون العام 2022، أي ما يعادل الانبعاثات الخاصة بدولة كبلجيكا مثلاً. وهذا الرقم لا يشمل عموماً استهلاك اللاعبين للكهرباء.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«آي سي كيو» الرائدة في مجال المراسلة الفورية تُغلق نهائياً
«آي سي كيو» الرائدة في مجال المراسلة الفورية تُغلق نهائياً
علماء يابانيون ينجحون في جعل روبوت يُظهر «ابتسامة طبيعية»
علماء يابانيون ينجحون في جعل روبوت يُظهر «ابتسامة طبيعية»
«ناسا» تختار «سبايس إكس» لتصنيع مركبة تساعد في تدمير محطة الفضاء الدولية بعد عام 2030
«ناسا» تختار «سبايس إكس» لتصنيع مركبة تساعد في تدمير محطة الفضاء ...
القضايا المناخية أصبحت في صلب ألعاب الفيديو
القضايا المناخية أصبحت في صلب ألعاب الفيديو
اكتشاف أول حالة لمتلازمة داون لدى إنسان نياندرتال
اكتشاف أول حالة لمتلازمة داون لدى إنسان نياندرتال
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم