وجدت دراسة جديدة أن السوريين القدماء قبل 4000 عام، كانوا يأكلون بنظام مشابه لما نسميه الآن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، والذي يوصف اليوم بفوائده الصحية العديدة.

قال بنجامين فولر، عالم الكيمياء الأثرية بجامعة لوفين: «إن العبارة القديمة: أنت ما تأكله صحيحة هنا حقًا إن تقنية تحليل نسبة النظائر المستقرة تسمح بالتحديد المباشر لنوع المجموعات الغذائية التي جرى استهلاكها بالفعل»، وفقا لـ«ساينس أليرت»

استخدم الباحثون هذه التقنية على مجموعات كبيرة من قياسات النظائر الأثرية لدراسة تاريخ استيطان تل تويني في سورية خلال العصرين البرونزي والحديدي، وكان هذا الموقع ميناءً رئيسيًا للمملكة الأوغاريتية.

وتضمنت مجموعة البيانات قياسات النظائر من 410 بذور نباتية بالإضافة إلى 16 عظمة بشرية و210 عظمات حيوانية أخرى، تمتد من 2600 إلى 333 قبل الميلاد.

- دراسة: نظام البحر المتوسط الغذائي يحدّ من وفيات النساء 23%
- حمية البحر المتوسط مفيدة للذاكرة
- دراسة: أكل البحر المتوسط يخفف أمراض القلب والعقل

تشير المستويات المنخفضة نسبيًا من نظائر النيتروجين 15 التي جرى قياسها في بقايا السكان إلى استهلاكهم للحوم في بعض الأحيان، ما يشير إلى أن سكان تل تويني اعتمدوا في الغالب على حيواناتهم الأليفة في العمل والحليب والصوف. بين عامي 2000 و1600 قبل الميلاد على وجه الخصوص، يبدو أن نظامهم الغذائي كان يتكون إلى حد كبير من الحبوب والفواكه والخضروات، بما في ذلك الزيتون والعنب.

انخفاض في استهلاك البروتين الحيواني والأسماك
وكان النظام الغذائي البشري منخفضا نسبيا في البروتين الحيواني ويبدو مشابها لما يعتبر اليوم نظاما غذائيا متوسطيا نموذجيا يتكون من الخبز المصنوع من القمح أو الشعير والزيتون والعنب والبقول ومنتجات الألبان وكميات صغيرة من اللحوم.

وفي حين أن اعتمادهم على استهلاك النباتات ربما يكون قد نشأ بدافع الضرورة، ما أدى إلى تحرير حيواناتهم لاستخدامات أخرى، فإن نسبة اللحوم إلى الفاكهة والحبوب والخضروات لا تزال الخيار الأكثر صحة اليوم، سواء لرفاهيتنا أو للبيئة.

وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسماك التي يجرى انتشالها في تل تويني، إلا أن الناس في العصر البرونزي الأوسط لم يتناولوا الكثير من الطعام من البحر.

ولا بد أن أفراد المجتمع القديم كانوا قادرين على إنتاج ما يكفي من الغذاء من محاصيلهم، مما يشير إلى أن أراضيهم كانت خصبة. ويرتبط هذا بإنتاج زيت الزيتون المعروف في المنطقة.

بعد وقت قصير من العام 1200 قبل الميلاد، انهارت أوغاريت، ويُعزى العلماء سقوط المملكة إلى فشل المحاصيل، والاضطرابات الاجتماعية، والمجاعة في جميع أنحاء المنطقة، ويقول الباحثون: «قد نستنتج أن سكان تل تويني تعاملوا مع الجفاف المتزايد خلال هذه الفترة بشكل جيد للغاية، وفي معظم الحالات أفضل من المستوطنات المعاصرة الأخرى».

ويشير فولر وزملاؤه إلى أن «أوغاريت شهدت عمليات إعادة توطين ضئيلة في أعقاب الدمار الذي تعرضت له في أواخر العصر البرونزي».