يقول المحاضر في أساليب البحث الرقمي في جامعة أمستردام، أليكس جيكر، إنه أُطلق على الحرب في أوكرانيا اسم «حرب تيك توك الأولى»، ومن الواضح أن العدوان الإسرائيلي على غزة سيكون «أول حرب للذكاء الصناعي»، حيث تغير جيوش الـ«روبوتات» قواعد اللعبة.
ويؤكد أن تراجع «إكس» (تويتر سابقا) كمصدر معلوماتي موثوق، وصعود الذكاء الصناعي الذي تستخدمه كل من المنصات التابعة لـ«ميتا» أثر كثيراً في حقيقة الصورة خلال عملية «طوفان الأقصى» ومن بعدها العدوان الإسرائيلي على غزة، وفقا لموقع التكنولوجيا «سي تك».
ويوضح جيكر أن جيوش الروبوتات التي يمكن لأي شخص تفعيلها على «واتساب»، وأدوات «فبركة» الصور بسهولة، وروبوتات الدردشة التي تولّد أخباراً لم تحدث، أدوات إسرائيل في تغيير حقيقة الصورة، قائلا: «فجأة، أصبحت هناك قدرة سهلة للغاية، ويمكن الوصول إليها لإنتاج وتوزيع المحتوى المرئي والنصي من خلال مجموعات واتساب مخصصة تعمل بالروبوتات».
- غوتيريس كلّف لجنة خبراء وضع توصيات في مجال الذكاء الصناعي بحلول نهاية 2023
- دراسة: تقنية «التزييف العميق» قوضت الثقة في الصور والفيديوهات الخاصة بالحروب
- مسؤول أوروبي يبدأ تحقيقًا حول 3 منصات إلكترونية من بينها «إكس»
ويتابع «يكفي إرسال منشورات من (فيسبوك) و(إكس) إلى مجموعات في (واتساب)، وتحديد ما إذا كنت مع فلسطين أو العكس، فإذا كانت لصالح إسرائيل، فإن جيشاً من الروبوتات سيولّد لها ردود فعل إيجابية وإعجابات ومشاركات، وإذا كانت ضدها فستبلغ الروبوتات عنها».
شهامة إسرائلية «مفبركة»
ويدلل على مقدرة الذكاء الصناعي بالصورة التي انتشرت وتبادلتها حسابات الآف على الإنترنت، لجندي من جيش الاحتلال ينقذ طفلين اختطفتهما حماس، وأخفتهما في خزانة في غزة، بينما هي مجرد «فبركة»، لم تحدث مطلقا.
ويوضح أن «هذه ظاهرة معروفة جداً في علم النفس، أن الألفة تشبه إلى حد كبير المصداقية في أذهاننا، وعندما يكون هناك شيء مألوف نشعر وكأنه حقيقي، حتى لو لم يكن له ما يبرره».
يتساءل جيكر «من سيكون لديه الوقت للتعمق ومحاولة فهم ما يحدث بالفعل في العالم؟» بعد هذا الصعود القوي في الأكاذيب التي تدعمها الروبوتات، ويرجح أن الناس سيرفضون جميع المعلومات التي تطفو على الشبكة حولها باعتبارها دعاية.
ويؤكد دور مشاهير الذين يتبعهم ملايين قائلا: «الأشخاص الأشهر، الذين لديهم بالفعل متابعون راسخون، عليهم أن يبدأوا في تحميل محتوى أكثر ارتباطاً بالحرب».
وكمثال على ذلك، يقول «لقد رأينا ذلك عندما غزا الروس أوكرانيا، وبدأت المؤثرات الأوكرانيات في مجال التجميل أو اللياقة البدنية فجأة يتحدثن عن الحرب».
تعليقات