Atwasat

ماذا يحمل 2024 للمشهد السياسي الليبي؟

القاهرة - بوابة الوسط: علاء حموده الأحد 31 ديسمبر 2023, 08:34 مساء
WTV_Frequency

تباينت آراء سياسيين ومحللين ليبيين بشأن مستقبل العملية السياسية في العام 2024، بعدما سجل العام الماضي جمودًا في المشهد السياسي الليبي، لم تنجح مبادرة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في حله، وأورثته للعام الجديد.

وحتى الساعات الأولى من العام 2024، ترث ليبيا انقسامًا سياسيًا وأمنيًا حادًا منذ سنوات، وتتقاسم فيه اليوم السلطة حكومتان إحداهما في غرب البلاد، وُلِدت من رحم الأمم المتحدة، ويترأسها عبدالحميد الدبيبة، وأخرى مكلفة من مجلس النواب في شرق البلاد برئاسة أسامة حماد.

ومع إطلالة عام جديد على ليبيا، تجد البلاد نفسها في مربع المبادرات الأممية مع المبعوث الدولي عبدالله باتيلي، الذي تخلى عن فكرة لجنة رفيعة المستوى تدير العملية السياسية في ليبيا، وطرح في نوفمبر الماضي مبادرة تقود إلى انخراط الأطراف الخمسة الرئيسية في حوار.

الطاولة الخماسية المقترحة، والمؤجلة لعام مقبل، من المأمول (أمميًا) أن تشمل رئيسي مجلسي النواب عقيلة صالح والدولة محمد تكالة، وقائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر، ورئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي، لكن باتيلي نبه في وقت مبكر إلى أن مساعيه تواجه «الكثير من المقاومة».

- حصاد 2023..«المراوحة» كلمة سر مهندسي القوانين الانتخابية
- ما موقف الخمسة الكبار في مجلس الأمن من مبادرة باتيلي؟
- مقتل البرغثي وتطبيع المنقوش وإقالة باشاغا ومبادرة باتيلي والاختفاء القسري.. محطات ليبية لافتة في 2023

المريمي: انتخابات رئاسية وبرلمانية
لكن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي المريمي يقول في تصريح إلى «بوابة الوسط» إن «العملية السياسية في ليبيا للعام الجديد ستشهد تقدمًا كبيرًا في إرساء قواعد الأمن والاستقرار والتفاهم بين الأطراف الليبية في الاتجاه نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد تشكيل حكومة ليبية واحدة جديدة تشرف على الانتخابات وتدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بما يلزم لإجرائها».

وبشأن العوائق الموجودة وما إذا كانت الأطراف السياسية ستتمكن حلها، قال المريمي: «نتوقع أن تحدث حلول».

وفي آخر إحاطة أمام مجلس الأمن في العام 2023، حرص المبعوث الأممي عبدالله باتيلي على إلقاء الكرة في ملعب الأطراف، إذ انتقد ما سماه بـ«عدم الالتزام القاطع من قبل القادة السياسيين بإنهاء حالة الانسداد السياسي في البلاد». بينما يقول النائب الليبي زايد هداية، في حديث إلى «بوابة الوسط» إن «إحاطة باتيلي لا تلبي مطالب الليبيين ولن يحدث أي تغيير في الوضع الراهن بالطريقة التي يديرها المبعوث الأممي»، حسب تعبيره.

وفي خضم جدل يرثه العام الجديد، يتساءل مراقبون حول فرص الوصول إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ليبية هذا العام، خصوصًا في ظل مطالبات إقليمية ودولية تدفع بقوة على هذا المسار.

قزيط: انتخابات رئاسية قبل منتصف 2024
يستبعد عضو المجلس الأعلى للدولة أبوالقاسم قزيط «إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية هذا العام» ويتوقع في تصريح إلى «بوابة الوسط» «تشكيل حكومة موحدة من رحم الأمم المتحدة وليس البرلمان، وتقود البلاد قبل منتصف العام 2024»، ويرجح قزيط أن «يعقد اللقاء الخماسي بين الأطراف السياسية الليبية هذا العام، وقد يكون اجتماعًا سداسيًا».

ويفصل عضو المجلس الأعلى للدولة رؤيته للمشهد الليبي في العام الجديد، قائلًا إن «ليبيا في مفترق طرق بين الوصول إلى هذه الحكومة الموحدة أو الانزلاق إلى مخاطر صراع مسلح ومزيد من تقسيم مؤسسات البلاد، وهو ما لا يتمناه أي عاقل»، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن «دور باتيلي قد ينتهي هذا العام إذ ما بقي المسار دون فعل سياسي واضح».

مآلات الانسداد السياسي في ليبيا 2024
قد يكون من الصعب توقع روزنامة ليبيا في العام 2024 فيما توصف بـ«رمال السياسة المتحركة»، وهي رؤية يتفق معها المحلل السياسي الليبي محمد محفوظ الذي يقول لـ«بوابة الوسط» «من العسير توقع الأحداث، فهي تتغير بين ساعة أخرى»، ويقول: «طالما استمر النهج نفسه في إدارة الأزمة وليس حلها، لا أعتقد أن هناك انتخابات ستعقد في العام 2024»، مضيفًا أن «التعويل على الطاولة الخماسية محفوف بالمخاطر وليس فاشلًا».

ويتابع محفوظ «قد تنجح الطاولة الخماسية العام المقبل في إنتاج حكومة جديدة، لكن لن ننجح في الذهاب للانتخابات.. وهذا فشل لأن الهدف الذي يريده الليبيون الانتخابات قبل كل شيء»، لكنه يقول «يبقى الأمر الذي يشكل هاجسًا بالنسبة للكثير من المراقبين، هو أن هذه الحالة من الانسداد قد تنذر بتصعيد مسلح في العام 2024 لا يمكن تحديد أطرافه، لكن الثمن يدفعه الليبيون»، ومع ذلك يعتقد أن «المبعوث الأممي سيستمر حتى انتهاء ولايته، حتى وإن فشل في مهمته».
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  محطات ليبية لافتة في 2023
■  رفع الدعوى الجنائية ضد 16 مسؤولا عن حادثة الفيضانات في درنة
■  جريدة «الوسط»: ليبيا تدخل عاماً جديداً مثقلة بالانقسام وتغول الفساد

■  «مكافحة الأمراض» يتوقع ازدياد إصابات «كورونا» في ليبيا
■  بين حرب «الجنرالين» وقرارات الانقلابيين.. «قوس النار» يضع ليبيا في عين الإعصار
■  لماذا ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية؟.. خبراء يجيبون

■  «مئوية ليبيا».. الحلقة الأولى
■  معهد ألماني يرصد.. كيف استحوذت المجموعات المسلحة على الدولة في ليبيا؟
■  شاهد على قناة «الوسط».. «الذاكرة الوطنية: محطات من تاريخ ليبيا»
■  «مخاطر محدقة».. هل يغير «الفيلق الأفريقي» مسار المعادلة الليبية؟
■  «تحقيقات»:القاتل الصامت

 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  وثائق بريطانية: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا خططوا لأبعد من السيطرة على قناة السويس في حربهم على مصر عام 56
■  ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ"بنت الأجيال"؟
■  ما الذي تقوله أعداد القتلى في غزة عن الحرب؟
■  القرية التي يعاني جميع سكانها من الخرف
■  تحليل دم "يكشف شيخوخة" أعضاء الجسم البشري
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟
■  
ما هي التمارين الرياضية الفعالة في خفض ضغط الدم؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السفير ألبريني يزور مسجدًا أثريًّا بطرابلس رممه إيطاليون
السفير ألبريني يزور مسجدًا أثريًّا بطرابلس رممه إيطاليون
6 بنود في مشاورات اليوم الثاني بين «المركزي» وصندوق النقد
6 بنود في مشاورات اليوم الثاني بين «المركزي» وصندوق النقد
دعم أميركي - كندي لجهود الأمم المتحدة في ليبيا
دعم أميركي - كندي لجهود الأمم المتحدة في ليبيا
جريدة «الوسط»: عودة قريبة لـ«ترويكا» المنفي وعقيلة وتكالة إلى القاهرة
جريدة «الوسط»: عودة قريبة لـ«ترويكا» المنفي وعقيلة وتكالة إلى ...
توصية بدعم طبي عاجل للكفرة خلال ندوة في بنغازي
توصية بدعم طبي عاجل للكفرة خلال ندوة في بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم