Atwasat

درنة تستيقظ على رائحة الموت.. «فزعة» عربية ودولية لمواجهة آثار «دانيال»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 12:15 مساء
WTV_Frequency

استيقظت درنة على مشاهد الموت والدمار الذي لحق بأحيائها، خصوصا وسط المدينة، جراء أمطار وسيول العاصفة «دانيال»، وانهيار سدي المدينة، وسط تزايد الدعوات إلى طلب المساعدة في «الإنقاذ البحري»، الأمر الذي قوبل بـ«فزعة» عربية ودولية، لإرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث لإنقاذ السكان العالقين.

وذكر شهود عيان إلى «بوابة الوسط» أن جهود الإغاثة تتواصل لانتشال جثث ضحايا السيول بواسطة الهلال الأحمر الليبي. وإلى حين صدور إحصائيات دقيقة بشأن الضحايا والمصابين، فإن تقديرات الحكومة المكلفة من مجلس النواب تشير إلى أن عدد الضحايا جراء الفيضانات تجاوز 2000 متوفي ومئات المفقودين.

300 جثة بمقبرة في درنة
وتمكن مواطنون ونشطاء ومتطوعون من جمعية الهلال الأحمر بفرع درنة من جمع مئات الجثامين في شوارع المدينة المنكوبة. وجرى دفن أكثر من 300 جثة بمقبرة «مرتوبة» من ضحايا السيول، حسب وكالة الأنباء الليبية، التي لفتت إلى أن العدد مرشح للزيادة، وأن متطوعين من الهلال الأحمر لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم إنقاذ العالقين وسط السيول والفيضانات التي اجتاحت درنة، وهم: حمدي بلعيد وخالد ادوال وعبادي الخرم.

وبدت مظاهر الدمار واضحة في مدينة درنة، إذ اختفت أحياء كاملة بسكانها تحت المياه، بعدما تسبب انهيار أحد السدين الرئيسيين بالمدينة في تدفق كميات ضخمة من المياه عبر الوادي، دمرت وسط المدينة تماما، ومسحت أحياء وعمارات سكنية.

السيول دمرت جسور درنة
ودمرت السيول الجارفة جميع الجسور الرابطة بين ضفتي المدينة، وغالبية العمارات والمباني والبيوت التي تقع على ضفتي مجرى الوادي. كما قطعت معظم الطرق المؤدية إلى داخل المدينة. وأظهر تسجيل مصور، بثته وكالة الأنباء الليبية، مشاهد لبقايا أحد سدي درنة اللذين دمرتهما مياه السيول الناجمة عن العاصفة المتوسطية «دانيال» المدمرة التي اجتاحت مدن الشرق الليبي.

أسامة حماد إلى قناة «الوسط»: الوضع في درنة كارثي وعدد الضحايا تجاوز الألفين
الصحافة الأجنبية: العاصفة «دانيال» تضاعف أزمات ليبيا وتكشف تهالك البنية التحتية
شاهد.. أطلال سد درنة بعد العاصفة «دانيال»
عبدالجليل: نحتاج إلى فرق إنقاذ للوصول إلى المحاصرين تحت الأنقاض في درنة
مصدر رسمي إلى قناة «الوسط»: درنة تستقبل خمس مروحيات تحمل فرق إنقاذ ومساعدات إغاثية
«وال»: دفن 300 جثة بمقبرة مرتوبة من ضحايا السيول في درنة
جمع مئات الجثامين في شوارع درنة (صور)

وعلى الرغم من نجاح الشركة العامة للكهرباء و«المدار الجديد» في إعادة خدمتي الكهرباء والإنترنت المنقطعتين عن المدنية منذ الأحد الماضي، فإن نداءات الاستغاثة تتواصل لإنقاذ المدينة التي بدا الوضع فيها خارج السيطرة وفق المجلس التسييري لبلدية درنة، بل دفعت وزير الصحة في حكومة حماد إلى دعوة «الدول الشقيقة والصديقة» إلى مد يد العون وإراسال فرق إنقاذ.

نداءات عاجلة للتدخل في درنة
وأطلق مواطنون، تمكنوا من مغادرة درنة وتواصلت معهم «بوابة الوسط»، نداءات، للتدخل العاجل بسبب الوضع الكارثي الذي تشهده المدينة جراء «دانيال»، وسط أنباء عن أعداد ضخمة للقتلى والمفقودين، مع انقطاع الكهرباء والاتصالات وانهيار غالبية الطرق.

وقال المهندس محمد عبدالعاطي إلى «بوابة الوسط»: «الكارثة أكبر مما يتخيل العقل جراء انهيار السد الكبير، وانهيار مئات البيوت والعمارات على جانبي الوادي، وتفرّع السيول إلى داخل البلاد والجبيلة والمغار على ارتفاع طابق وطابقين».

وعلى نحو رسمي، جاء إعلان رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، مناطق برقة شرق ليبيا «منكوبة»، مطالبا «الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم الدعم للمناطق المنكوبة، وجهود الإنقاذ البحري من أجل انتشال الضحايا والمساعدة في إنقاذ الناجين، وتأمين الإمدادات الضرورية».

فزعة دولية وإقليمية بعد فيضانات ليبيا
ولقي هذا النداء فزعة واستجابة من أطراف دولية وإقليمية، إذ أكدت واشنطن استعدادها للتنسيق مع شركائها في الأمم المتحدة والسلطات المحلية في ليبيا بشأن كيفية تقديم جهود الإغاثة للمتضررين والناجين، وفق تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر. كما أعلن رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، استعداد الاتحاد لمساعدة المناطق الليبية المتضررة من «دانيال».

وبينما قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعبئة الموارد لتقديم المساعدة الطارئة للشعب الليبي، لمواجهة آثار السيول التي ضربت مناطق شرق ليبيا، وفق تغريدة عبر حسابه على موقع «إكس»، عبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، في تغريدة، عن استعداد بلاده للتدخل من خلال هياكل المساعدة الإنسانية، لمواجهة عواقب الفيضانات في ليبيا.

عربيا، وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، «الجيش المصري بتقديم كل أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية»، ووجَّه رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا. بينما قالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان، إن الرئيس التونسي قيس سعيد وجه بالتنسيق العاجل مع السلطات الليبية، لتقديم يد العون من أجل تجاوز هذه المحنة من خلال «تسخير الإمكانات البشرية والمادية المناسبة، ووضعها على ذمة الأشقاء في ليبيا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حماد: نكثف الجهود للعثور على الدرسي ومعرفة ملابسات اختفائه
حماد: نكثف الجهود للعثور على الدرسي ومعرفة ملابسات اختفائه
وزير إيطالي سابق: لا يمكن اعتبار ليبيا ملاذا آمنا للمهاجرين
وزير إيطالي سابق: لا يمكن اعتبار ليبيا ملاذا آمنا للمهاجرين
«الكهرباء»: عودة التيار تدريجيا إلى بنغازي بعد شحن محطة الجلاء
«الكهرباء»: عودة التيار تدريجيا إلى بنغازي بعد شحن محطة الجلاء
حالة الطقس في ليبيا (السبت 18 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (السبت 18 مايو 2024)
رحيل الصحفي المؤرخ الرياضي فيصل فخري السنوسي
رحيل الصحفي المؤرخ الرياضي فيصل فخري السنوسي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم