Atwasat

بسبب انقلاب النيجر.. 3 مشاريع كبرى مع ليبيا مهددة بالتوقف

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الإثنين 14 أغسطس 2023, 02:35 مساء
WTV_Frequency

بعيداً عن التداعيات الأمنية للانقلاب العسكري في النيجر على دول جوارها، قد يهدد تعاونها الاقتصادي مع ليبيا، خصوصا 3 مشاريع كبرى على الأقل، كانت ستخلق حركة تجارية عبر المناطق الحدودية المشتركة بين دول المنطقة، في مقابل ارتفاع متوقع لمستوى التهريب خاصة عبر ما يسمى ممر «السلفادور».

ويلقي الانقلاب الذي أطاح برئيس النيجر المنتخب محمد بازوم، بظلاله السلبية على ليبيا بحكم موقع الدولة «الحبيسة» بغرب أفريقيا التي تفتقر إلى منفذ بحري وحدودهما المشتركة الممتدة إلى 354 كيلومتراً. وبسبب الوضع الاقتصادي الهش بها فقد استقطب الصراع المسلح بين الأطراف الليبية مجموعات مسلحة من النيجر قاتلوا لصالح أحد الجانبين والتورط في تجنيدهم كمرتزقة لحماية حقول النفط والمراكز الحيوية في الجنوب.

واليوم أمام انكشاف منطقة الجنوب الليبي تهدد التطورات الأخيرة في النيجر بتجميد خطط ومشاريع اقتصادية كبرى كان يجري التحضير لها، آخرها قبل أيام من الانقلاب العسكري إذ اتخذت الدولتان بالشراكة مع تشاد خطوات عملية لإنشاء مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدان الثلاثة المتجاورة.

خطوات عملية لإنشاء مشروع ربط السكك الحديدية
وفي طرابلس، اتفق رئيس جهاز تنفيذ وإدارة مشروع الطرق الحديدية سعيد الكيلاني وسفيرا النيجر وتشاد لدى ليبيا إسياد أغ كاتو ومحمد المدني على تشكيل لجنة بين الدول الثلاث لدراسة مشروع الطرق الحديدية من كل الجوانب بشكل أعمق من خلال لقاءات فنية تجمعهم.

المشروع الرابط بين غرب ليبيا بشرقها مروراً بالمدن الساحلية يتعلق بخطٍ مزدوجٍ للركاب والبضائع بسرعة 250 كلم/س، حيث كان سيجري ربط خط الجنوب الممتد من الهيشة شمالاً إلى سبها جنوباً بالدول المعنية عبر الممر الليبي الدولي لتجارة العبور.

- قلق أوروبي من انتعاش ممر الهجرة بين النيجر وليبيا 
- قلق منذ «متلازمة ليبيا».. الفرنسيون يرصدون أسباب مخاوف الجزائر من أزمة النيجر
- الكوني يؤكد لرئيس تشاد أهمية استعادة الشرعية في النيجر دون دفع الأوضاع إلى نزاع مسلح

وجرى الرهان على خط السكك الحديدية في دعم الاقتصاد الليبي والأفريقي، كون ليبيا بموقعها الاستراتيجي كانت لتكون خط نقل يربط سواحل الأبيض المتوسط بالرمال الذهبية وسط أفريقيا.
وعلى غرار هذا المشروع حاولت جهود بين حكومة الوحدة الموقتة ونيامي إحياء الطريق الصحراوي وبعث تجارة العبور، حيث دخل مجلس الأعمال التونسي- الليبي على الخط لإتمام الطريق الإسفلتي الذي يربط تمنهنت وسبها وأغاديس، شمال النيجر لما يشكله من تأمين الحدود الليبية.

الطريق الصحراوي بين تونس إلى تمنهنت وسبها وأغاديس
والطريق الصحراوي مشروع طريق سيار يربط تونس ومنطقة مصراتة وسبها الليبيتين وصولاً إلى مدينة أغاديس شمال النيجر. ويقدر مجلس الأعمال التونسي- الأفريقي وغرفة التجارة والصناعة والزراعة بمصراتة حجم المبادلات التجارية التي سيخلقها تنشيط هذا الخط بملايين الدولارات، مشيراً إلى أنه سيعود بالنفع على أكثر من 500 مليون نسمة. وإلى غاية اليوم تمر الشاحنات التونسية عبر المعبر الحدودي رأس اجدير إلى ليبيا، ويعول المشروع على تسهيل مرورها إلى مصراتة، ثم إلى سبها وصولاً إلى أغاديس في النيجر.

ووفق معطيات أعلنها رئيس مجلس الأعمال التونسي- الأفريقي، أنيس الجزيري، ستعمل البلدان الثلاثة على استكمال الجزء الرابط بين سبها وأغاديس في غضون السنوات المقبلة. وهذا الخط الذي كان نشيطاً قبل ثورة فبراير 2011، يواجه تحديات أمنية أيضاً في ظل وجود عصابات تهريب تنشط في الجنوب الليبي، لكن الجزيري أكد وجود تنسيق بين الدول الثلاثة لتجاوزها. أضاف في كلمة نشرها موقع المجلس «الطريق الصحراوي أو طريق العبور أو تجارة العبور ليس بحلم، بل حقيقة تاريخية ثابتة، نحن نعمل معاً على إحيائه وخلق طريق اقتصادي متكامل، من تجارة وسياحة وصناعة ومناطق لوجستية وترفيهية، ستمكن من إحياء الجنوب التونسي وإحياء الجنوب الليبي».

نقل غاز نيجيريا إلى أوروبا عبر النيجر والأراضي الليبية
ثالث مشروع استراتيجي على المدى المتوسط يتعلق بقرار حكومة الوحدة الوطنية الموقتة العام الماضي الدخول في معترك المنافسة لنقل غاز نيجيريا إلى أوروبا عبر النيجر ثم الأراضي الليبية حيث تتنافس الجزائر والمغرب على الفوز بهذا المشروع. ورغم الأوضاع الأمنية الهشة التي تعاني منها ليبيا، فإنها تراهن على ميزة أفضلية مرور أنبوب نقل غاز نيجيريا عبرها نحو أوروبا.

وتقول أن الأفضلية تتمثل في أن المسافة بين آبار الغاز في نيجيريا نحو الأسواق الأوروبية تقل بألف كلم على الأقل، بحسب وزير النفط محمد عون، مقارنة بمشروعي أنبوبي الغاز المارين عبر الأراضي الجزائرية أو المغربية، دون أن يذكر طوله، ولكن من المرجح أنه في حدود 3 آلاف كلم. ويبلغ طول الخط المار عبر الجزائر 4 آلاف و181 كلم، بينما يبلغ طول الخط المار عبر المغرب 5 آلاف و660 كلم. وقِصر المسافة بألف كلم على الأقل، تقلل تكلفة المشروع، ومدة الإنجاز وسعر الغاز النهائي؛ وتجعله أكثر جدوى. ومع ذلك فإن ما يعوق المشروع التحديات الأمنية والجوانب المالية والتكنولوجية والسوق، إلى جانب عامل الوقت المرتبط بتحول الدول الأوروبية نحو الطاقات المتجددة والوصول إلى الحياد الكربوني في آفاق 2050، وهذا ينطبق على الجميع.

النيجر.. ممر «السلفادور» ينتعش
في المقابل، وسعيًا لتعزيز التجارة بين البلدين احتضنت نيامي في مارس الماضي معرض «صنع في ليبيا» بعنوان «النيجر أرض الفرص الواعدة وتجارة العبور»، بمشاركة شركات صناعية وغذائية. في حين وقع البلدان في ديسمبر 2021 مذكرة تفاهم لتنظيم هجرة الأيادي العاملة بهدف حماية العمال المهاجرين عبر إصدار تأشيرة عمل فعالة قبل التوظيف والاستجابة لاحتياجات سوق العمل الليبية، حيث يشكل مواطنو النيجر نحو 20 بالمئة من المهاجرين في ليبيا الذين يتجاوز عددهم 600 ألف، وفق تقديرات أممية.

لكن تراخي الحراسة الأمنية على الحدود ووعورة التضاريس الحدودية سينعش عمليات التهريب والهجرة غير النظامية وتجارة البشر حيث تشهد نشاطاً ملحوظاً منذ 2011، عبر ممرات التجارة القديمة، أو عبر ما يطلق عليه «ممر السلفادور»، الذي تستخدمه تنظيمات إجرامية كبيرة لتهريب الأسلحة والمخدرات والسلع والوقود، مستغلين عدم قدرة قوات أمن النيجر أو ليبيا على الوصول إلى المنطقة وتأمينها، الأمر الذي يوفر لهم ممراً مثالياً للأنشطة غير المشروعة.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الإثنين 20 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الإثنين 20 مايو ...
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى طرابلس
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى طرابلس
ما حقيقة إنشاء مصفاة نفط روسية في ليبيا؟ (فيديو)
ما حقيقة إنشاء مصفاة نفط روسية في ليبيا؟ (فيديو)
«هنا ليبيا» يتابع: انطلاق الامتحانات وارتفاع أسعار مواد البناء
«هنا ليبيا» يتابع: انطلاق الامتحانات وارتفاع أسعار مواد البناء
«إكسبرس» البريطانية تحذر: التعامل الغربي مع حفتر يعرقل مساعي كبح النفوذ الروسي في ليبيا
«إكسبرس» البريطانية تحذر: التعامل الغربي مع حفتر يعرقل مساعي كبح ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم