كشفت الشرطة الإسبانية عن تفكيك شبكة دولية لتهريب مهاجرين سوريين، تعبر ثلاث قارات، وتتخذ الأراضي الليبية معبرًا لها، مقابل 3500 يورو للشخص الواحد.

وأفادت الشرطة، في بيان اليوم الأحد، إنها تمكنت بالتعاون مع «يوروبول» والشرطة الفيدرالية الألمانية، من تفكيك «البنية اللوجستية لمنظمة إجرامية متخصصة بتهريب المهاجرين السوريين».

وأوقفت الشرطة الإسبانية 19 شخصًا في إسبانيا للاشتباه في «انتمائهم إلى منظمة إجرامية والضلوع في الهجرة غير الشرعية»، ووضع 6 منهم في الحبس الاحتياطي.

طريق السوريين إلى إسبانيا عبر الأراضي الليبية
وأظهرت التحقيقات الأولية أن المهاجرين كانوا ينطلقون من لبنان، حيث يمرون من مطار بيروت إلى مصر مقابل 4000 يورو، ثمَّ يسافر السوريون برًا إلى ليبيا وتونس والجزائر مقابل 3500 يورو. ومن هناك يصلون إسبانيا ويعبرون بالسيارة إلى مدريد وكوينكا وتوليدو، حيث يظلون مختبئين مقابل 250 يورو في الأسبوع حتى حصولهم على أوراق.

تقول الشرطة الإسبانية إن «طريق الهجرة مرّ عبر ثلاث قارات، آسيا وإفريقيا وأوروبا، وعن طريق الجو والبحر والبر»، ودفع كل مهاجر للمهربين مبلغ 20 ألف يورو، موضحة أن الشبكة تعاونت مع منظمات إجرامية في دول أخرى، وكانت تتلقى أموالاً من خلال حوالات مكّنتها من جني نحو 2.5 مليون يورو.

- بالصور.. ترحيل مهاجرين من صبراتة إلى مركز إيواء في طرابلس
- «فرونتكس»: 3 قوارب صيد كبيرة على متنها ألفا مهاجر غادرت ليبيا في 24 مايو

وفي 29 يوليو المنقضي، مديرية أمن صبراتة نقل عدد من المهاجرين غير النظاميين، من الجنسية السورية، إلى مركز الإيواء التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالعاصمه طرابلس.

وكشف تحقيق استقصائي، صدر في 23 يوليو، عن مصاعب تعترض طريق اللاجئين السوريين الراغبين في العبور إلى أوروبا عبر ليبيا، حيث يتعرض بعضهم للابتزاز والسجن وسوء المعاملة.

وسلط التحقيق الذي عملت عليه الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية «سراج» مع «لايتهاوس ريبورتس» و«ريبورترز يونايتد» و«دير شبيغل» و«إل باييس» ضمن فريق صحفي عابر للحدود، الضوء على شبكات التهريب الإقليمية، كما أجرى مقابلات مع مهاجرين مروا على مراكز الاحتجاز الليبية وآخرين لا يزالون يقبعون داخلها ينتظرون ركوب البحر.

وتطرق التحقيق إلى قصة وجد أحمد (32 عاماً) حيث وصل إلى مدينة طبرق في شرق ليبيا، وجرى نقله إلى مستودع يُستخدم كمركز لتجميع المهاجرين واللاجئين في المدينة. ووصل الشاب إلى مطار بنينا في مدينة بنغازي بمساعدة وسيط سوري من محافظة درعا جنوب سورية، يدعى «أبو يوسف»، حين وصل مع 62 شخصاً إلى ليبيا في نهاية 2022.