Atwasat

تحقيق أميركي: قواعد «فاغنر» في ليبيا دعمت حميدتي بالأسلحة قبل حرب السودان

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 18 يونيو 2023, 04:11 مساء
WTV_Frequency

كانت ليبيا إحدى النقاط الرئيسية لنقل مجموعة «فاغنر» الروسية الأسلحة إلى السودان لدعم قوات الدعم السريع قبل اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي وفق تحقيق أميركي والذي كشف عن تكتيكات استخدمتها المجموعة ما فاقم من أعمال العنف.

وكشفت شبكة «سي إن إن» الأميركية في تحقيق لها قالت إنه استغرق شهورًا، نُشِر الأحد، حصولها على شهادات ومقاطع مصورة ومعلومات استخبارية تبين ارتكاب قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي المدعومة من مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية فظائع بحق المدنيين في السودان، وخاصة في دارفور، بينها عمليات قتل واغتصاب جماعي.

قوات الدعم السريع أحيت تكتيكات استخدمت بدارفور
وتؤكد الشبكة أن مجموعة متزايدة من الأدلة، تشير إلى أن قوات الدعم السريع أعادت إحياء التكتيكات التي استخدمتها سابقًا في دارفور وأدت لعمليات قتل ممنهجة، وكذلك صدَّرتها إلى أجزاء أخرى من السودان.

وتوضح الشبكة حسب مسؤولي مخابرات وشهود عيان في نقاط العبور الرئيسية وتحليلات مفتوحة المصدر، أن مجموعة «فاغنر» تقوم بتسليح قوات الدعم السريع باستخدام طرق الإمداد التي تمر عبر منطقة دارفور.

وقال مسؤول استخباراتي غربي إن «ما لا شك فيه هو دور فاغنر في ذلك، فقد كانت تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة والإمدادات عبر دارفور». فيما قال مصدر استخباراتي آخر نشط في المنطقة إن «قوات الدعم السريع تتبع طريقة عمل فاغنر المتمثلة بخلق الفوضى والاستيلاء على السلطة».

- حميدتي: «فاغنر» أحضرها البشير وتربطها علاقة وثيقة بالجيش السوداني
- مجلة لـ«أفريكوم»: «فريقان» في ليبيا يدعمان حميدتي
- مركز أميركي يستطلع مآلات الصراع الليبي حال انتصر حميدتي في السودان

وكشف أن الأسلحة نُقلت إلى السودان عبر نقاط عبور رئيسية، منها القاعدة الجوية والبحرية الروسية في منطقة اللاذقية الساحلية السورية وقواعد «فاغنر» في ليبيا ومطار بانغي في جمهورية أفريقيا الوسطى وكذلك عبر طرق برية.

وكشف تحقيق «سي إن إن» زيادة في الإمدادات التي تقدمها مجموعة «فاغنر» لقوات الدعم السريع وبدأت في الفترة التي سبقت اندلاع الصراع في السودان. كما نقل التحقيق أن التقارير حول الفظائع التي ارتكبها مقاتلو قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهم والتي جرى تحديدها بوضوح من خلال زيهم الرسمي، تتطابق عبر عشرات الشهادات. وتشمل هذه الفظائع، عمليات القتل التعسفي والتدمير الشامل للبنية التحتية المدنية الحيوية ونهب المنازل والمستشفيات وحتى الاغتصاب الجماعي.

مشروع تطهير عرقي
ووفق شهادة حسين حران وهو ناشط حقوقي كان في مدينة الفاشر بدارفور عندما اندلع القتال قبل أن يلوذ بالفرار إلى الجنينة ومن ثم إلى تشاد قال «رأيت آثار إحراق مراكز النازحين وشاهدت قوات الدعم السريع تداهم المساكن والمستشفيات كذلك تعرضت للنهب».

ويضيف أن «الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها شرح ذلك هي أنهم لا يريدون ترك قطرة دم للأفارقة من أصل أفريقي يتلقون العلاج في المستشفى». وختم يقول «هذا مشروع تطهير عرقي».

وقُتِل أكثر من 300 ألف شخص في حملة التطهير العرقي التي شنها الجنجويد والميليشيات المتحالفة معها في أوائل العقد الأول من القرن الحالي. ويكاد يكون من المستحيل إحصاء عدد القتلى بدقة، حيث جرى إلقاء العديد من القتلى في مقابر جماعية. واتهمت المحكمة الجنائية الدولية الرئيس السابق عمر البشير آنذاك بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية فيما يتعلق بنزاع دارفور. لكن لم تسلمه السلطات السودانية حتى الآن إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته.

واتهم الجيش السوداني الخميس الماضي، قوات الدعم السريع بخطف وإعدام محافظ غرب دارفور خميس أبكر. لكن قوات الدعم السريع نفت مسؤوليتها عن القتل وألقت باللوم على «الخارجين على القانون».

وأحرق ما لا يقل عن ثلاث مدن و10 بلدات وقرى في دارفور جزئيًا وسويت بالأرض في الشهر الماضي وحده. ووفقًا لصور الأقمار الصناعية التي نشرتها «سي إن إن» فقد احترق سوق أغذية واحدة على الأقل في الجنينة، التي تستضيف أكثر من 100 ألف نازح داخليًا بسبب أعمال العنف على مدى العقدين الماضيين.

وتؤكد «سي إن إن» أن العديد من الأشخاص الذين جرت مقابلتهم أكدوا أن قوات الدعم السريع باتت أكثر جرأة وأفضل تسليحًا مقارنة بالسابق. كما أشار التحقيق إلى توسيع قوات الدعم السريع نفوذها خارج حدود السودان وتحديدًا إلى ليبيا، وإلى اليمن حيث ساعدت الجماعة في جهد عسكري سعودي وإماراتي لسحق المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

حميدتي ابتز الغرب بورقة المهاجرين من السودان إلى ليبيا
ووصلت سلطة حميدتي إلى آفاق جديدة بعد أن ساعد في الإطاحة بالبشير في العام 2019 وأصبح نائب زعيم المجلس العسكري. ويبدو أن علاقاته مع الإمارات العربية المتحدة وروسيا عززت سلطته السياسية وساعدت في تحويله إلى واحد من أغنى رجال السودان.

ففي السنوات الأخيرة، جرت دعوة حميدتي إلى زيارة عواصم حول العالم، بما في ذلك موسكو والقاهرة وأبوظبي. ورفع مستوى قواته بعد أن اتخذ إجراءات صارمة ضد طرق تهريب الأشخاص من السودان إلى ليبيا، كجزء من رحلات إلى أوروبا. وأرسل الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن 200 مليون دولار إلى الحكومة السودانية خلال العقد الماضي لوقف الهجرة.

وتفاخر حميدتي بهذا في مقابلات مع وسائل الإعلام الدولية. وقال لقناة «الجزيرة» في العام 2017: «يخسر الاتحاد الأوروبي الملايين في محاربة الهجرة، ولهذا السبب عليه أن يدعمنا». وعلقت «سي إن إن»، قائلة: «لقد خلق المجتمع الدولي هذا الوحش».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حالة الطقس في ليبيا (الإثنين 20 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الإثنين 20 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الإثنين 20 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الإثنين 20 مايو ...
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى طرابلس
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى طرابلس
ما حقيقة إنشاء مصفاة نفط روسية في ليبيا؟ (فيديو)
ما حقيقة إنشاء مصفاة نفط روسية في ليبيا؟ (فيديو)
«هنا ليبيا» يتابع: انطلاق الامتحانات وارتفاع أسعار مواد البناء
«هنا ليبيا» يتابع: انطلاق الامتحانات وارتفاع أسعار مواد البناء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم