Atwasat

مجلة لـ«أفريكوم»: «فريقان» في ليبيا يدعمان حميدتي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 28 مايو 2023, 05:00 مساء
WTV_Frequency

قالت مجلة تتبع القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» إن هناك «فريقين» في ليبيا يدعمان قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، محذرة من «حريق إقليمي».

وأكدت مجلة منبر الدفاع الأفريقي «ADF»، أن السودانيين ليسوا فحسب هم الذين يخشون على مستقبلهم في ظل استمرار القتال في السودان، فالمنطقة بأسرها تراقب التطورات بقلوب وجلة، فالهجرة الجماعية للاجئين والخوف من امتداد الصراع عبر الحدود يجعل منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر تمر بفترة عصيبة ومحفوفة بالمخاطر.

وحسب الصحفية ميريام بيرغر في مقالها بجريدة «واشنطن بوست»: «تكثر مخاطر حدوث تداعيات إقليمية بالنظر إلى أهمية السودان الجيوستراتيجية في ملتقى المحيط الهندي والقرن الأفريقي والوطن العربي، فجيران السودان يراقبون من سبع جهات».

داعمو حميدتي في ليبيا
وزعمت المجلة الأميركية أن شرق ليبيا تعد قاعدة عمليات المشير خليفة حفتر ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، وتابعت «ورد أن الفريقين يدعمان الفريق أول محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، قائد قوات الدعم السريع».

ونقلت عن تقارير المجلس الأطلسي أن هذا الدعم يشمل توصيل الذخيرة والصواريخ إلى قوات الدعم فضلًا عن تبادل المعلومات الاستخبارية. وتحدثت المجلة عن إشراف صدام، نجل حفتر، على عملية إمداد قوات الدعم بآلاف من براميل النفط يوميًا.

ويقول محللون إن ليبيا يمكن أن تكون بمثابة قاعدة خلفية لمقاتلي قوات الدعم، مما يهدد بتدويل الصراع.

جر ليبيا إلى حريق إقليمي
وكتبت الزميلة البارزة في برامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي علياء الإبراهيمي، تقول «باتت ليبيا مركز إمداد وتموين رئيسي في السوق السوداء للأسلحة والمواد الغذائية والوقود والمقاتلين والدولارات، وتعتبر بالتالي قاعدة مثالية لشن الهجمات»؛ مبينة أنه «إذا انسحب حميدتي من الخرطوم إلى دارفور، فإن القتال القَبَلي داخل منطقة دارفور وانهيار اتفاق السلام بها يهددان بجر ليبيا إلى حريق إقليمي».

تداعيات الصراع في السودان على مصر
دولة أخرى هي مصر تتأثر بالصراع، حيث تربط دولتا نهر النيل علاقات ثقافية واقتصادية ودبلوماسية وطيدة، وكان ما يُقدَّر بنحو 5 ملايين سوداني يعيشون بالفعل في مصر قبل نشوب الصراع، وزاد عددهم مع تدفق نحو 87 ألف لاجئ عبر الحدود منذ نشوب القتال يوم 15 أبريل.

- مركز أميركي يستطلع مآلات الصراع الليبي حال انتصر حميدتي في السودان
- مهراج: نأمل أن تتفادى ليبيا تأثيرات الصراع في السودان.. و«فاغنر» مصدر قلق
- مسؤول بمجلس السيادة الانتقالي بالسودان: «فاغنر» موجودة في مناطق استخراج الذهب على الحدود مع ليبيا
- تحذير بريطاني من تأثير اضطرابات السودان السلبي على المستقبل السياسي والاقتصادي لليبيا

وتوحدت كلمة مصر والسودان في معارضة سد النهضة الإثيوبي، وهو مشروع ضخم مقام على نهر النيل لتوليد الطاقة الكهرومائية، ووصفه قادة مصر بأنه تهديد وجودي بسبب تأثيره المحتمل على مواردها المائية، ولا تريد مصر أن تخسر السودان كحليف في الدفاع عن حقوقها المائية.

وكتبت الزميلة البارزة بمؤسسة المجلس الأطلسي الفكرية شهيرة أمين، تقول: «تتزايد مخاوف مصر من أن عدم استقرار السودان قد يطغى على المفاوضات مع إثيوبيا أو حتى يعرقلها».

وتتمتع الحكومة المصرية بعلاقات وطيدة مع قائد القوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ويُقال إنها تعتقد أن قيادته تعد القيادة الأمثل لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل. وعرض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التوسط في الصراع لكنه لم يُدلِ بتصريحات كثيرة سوى إدانة ما قامت به قوات الدعم السريع السودانية من اعتقال 27 من أفراد القوات الجوية المصرية، لكنها أطلقت الجنود الذين قال السيسي إنهم ليسوا طرفاً في الصراع.

وتقول أمين: «في حين أصرت القيادة المصرية على أنها لا تنحاز لأي طرف من طرفي الصراع، فإن القاهرة تراقب التطورات في السودان بقلق، إذ قد يكون للأزمة التي تتكشف تداعيات بعيدة المدى على جارته في الشمال».

موقف إثيوبيا من الصراع في السودان
أما إثيوبيا فتعد أكبر دولة في المنطقة من حيث عدد السكان، وتحاول الحفاظ على سلام هش بعد حربها الأهلية التي دامت عامين، وتستضيف 900 ألف لاجئ وما يُقدَّر بنحو 3 ملايين مهجَّر، وتعاني من انعدام أمن غذائي حاد في شمالها ويخشى كوادر المساعدات من حدوث أي توقف في إمدادات الإغاثة.

واشتبكت إثيوبيا مع السودان في السنوات الأخيرة بشأن سد النهضة فضلاً عن منطقة حدودية متنازع عليها تعرف باسم الفشقة. وثمة مخاوف من أن ميليشيات الأمهرة الإثيوبية التي تجمعها رابطة العرق يمكن أن تغتنم الفرصة لمحاولة استعادة أرض من السودان، فينشب صراع بين البلدين.

وقال المحلل جوناس هورنر لقناة الجزيرة: «ستكون القوات المسلحة السودانية، بصفتها الجيش الوطني بالسودان، ملزمة بالرد على التهديدات لوحدة أراضي البلاد».

التأثير على إريتريا
في المقابل، تعتبر إريتريا واحدة من أشد الدول قمعًا في القارة، وتفيد الأنباء أنها استغلت الصراع لإعادة بعض مواطنيها الذين عاشوا عبر الحدود في السودان بالقوة، إذ يعيش ما يُقدَّر بنحو 186 ألف لاجئ إريتري في السودان، والكثير منهم منشقون سياسيون. وأفاد نشطاء حقوقيون إريتريون أن عناصر تابعة للحكومة الإريترية دخلت السودان وأجبرت بعض اللاجئين على ركوب الحافلات والعودة إلى إريتريا حيث يواجهون خطر السجن.

وقال ناشط إريتري لجريدة «الغارديان»: «النظام الإريتري وحشي، وأخشى ما أخشاه أن بعضهم سيختفي إلى الأبد».

الدور الروسي في السودان
في موضوع ذي صلة، سلطت المجلة الأميركية التابعة لـ«البنتاغون» الضوء على الدور الروسي، بينما يتقاتل الجنرالان المتناحران في السودان للاستئثار بالقوة العسكرية، فقد توددت روسيا ووكيلتها، مجموعة فاغنر، إلى طرفي الصراع للتمتع بعلاقة طيبة مع المنتصر منهما أيًا كان.

ونوهت المحللة كاترينا دوكسى، الباحثة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن جذور الصراع على السلطة ترجع إلى السياسات الداخلية في السودان، وكتبت تقول: «ومع ذلك، فإنه يخلق فرصًا للجهات الأجنبية مثل روسيا، من خلال فاغنر للتدخل لتشكيل مستقبل سياسي يخدم مصالحها الخاصة».

وأظهر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خطة روسيا للعب على الحبلين خلال زيارته للسودان في فبراير، إذ التقى خلالها بالفريق أول عبدالفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية والزعيم الفعلي للبلاد بعد انقلاب العام 2021، كما التقى بالفريق أول محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، قائد ميليشيا قوات الدعم السريع المتمركزة في دارفور، وهو نائب البرهان وغريمه منذ فترة طويلة.

ووفق المجلة، للروس مصلحتان أساسيتان في السودان: الحفاظ على استخراج الذهب من مناجم البلاد لتمويل غزوها لأوكرانيا، وإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان، ومن شأن هذه القاعدة أن تمنح روسيا وجودًا على البحر الأحمر الذي يعتبر من أبرز ممرات التجارة العالمية.

وتقول دوكسى: «ستؤثر نتيجة الصراع الدائر على السلطة في السودان على مستقبل هاتين المصلحتين الرئيسيتين، وعلى إثر ذلك، فمن المحتمل أن تحاول فاغنر تشكيل النتيجة لصالحها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار العملات أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية (الثلاثاء 18 مارس 2024)
أسعار العملات أمام الدينار الليبي في السوق الرسمية (الثلاثاء 18 ...
«الأرصاد»: ضباب على الساحل من طرابلس إلى مصراتة ليلا
«الأرصاد»: ضباب على الساحل من طرابلس إلى مصراتة ليلا
100 حالة في 2023.. تحذير من الاحتيال في ليبيا باستخدام الذكاء الصناعي
100 حالة في 2023.. تحذير من الاحتيال في ليبيا باستخدام الذكاء ...
ضبط 3 متهمين بالاتجار بالحشيش في بنغازي والجنوب الليبي
ضبط 3 متهمين بالاتجار بالحشيش في بنغازي والجنوب الليبي
إيقاف متورط في الاعتداء على رجال أمن بطرابلس
إيقاف متورط في الاعتداء على رجال أمن بطرابلس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم