وقّع المشاركون في منتدى سانت بطرسبرغ الثقافي الدولي التاسع (منتدى الثقافات المتحدة)، من رؤساء وأعضاء الوفود الرسمية الأجنبية، وممثلي المنظمات الدولية، والمجتمع المهني في مجال الثقافة، بيانا يهدف إلى تشكيل بنية تحتية دولية مشتركة ضرورية لدعم قطاعات الثقافة والفنون الوطنية للدول المشاركة في المنتدى، فضلاً عن ضمان تطوير تعاونها الثقافي المتعدد الأوجه.

وجاء البيان نتيجة أعمال المنتدى الثقافي، الذي أقيمت فعالياته في مدينةسانت بطرسبرغ من 16 إلى 18 نوفمبر 2023.

ونص البيان كما أورده موقع «ثقافة موحدة» الروسي:
«استنادا إلى تعريف الثقافة كمفهوم لا يشمل الفن والأدب فحسب، بل يشمل أيضا أساليب الحياة وحقوق الإنسان الأساسية ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات.

 وإذ نشدد على ضرورة الاعتراف بالثقافة باعتبارها منفعة عامة عالمية، وإذ نؤكد أن الثقافة هي أهم عامل في التنمية الوطنية، وتشكل إرادة الشعوب في الحرية والاستقلال والاختيار السيادي لنموذج التنمية.

وإذ نرى أن النظام العالمي الحديث المتعدد الأقطاب، الذي تشارك بلداننا وشعوبنا في عملية تشكيله، يقوم على التنوع الثقافي والحضاري، واحترام التقاليد، والحفاظ على الهوية الثقافية.

 وإذ نسعى إلى الحفاظ على التراث الثقافي العالمي وتعزيزه، وهو أمر لا يمكن تصوره دون احترام ورعاية الإسهام الثقافي لكل شعب يسكن كوكبنا.

 وإذ نؤكد من جديد الطابع العالمي الدائم والإمكانات الإبداعية لوثائق الأمم المتحدة الأساسية في مجال الثقافة، بما في ذلك أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ورغبة في مضاعفة الجهود الوطنية والمتعددة الأطراف، لتطوير التعاون المتعدد الأوجه في مجال الثقافة والفن.

 نؤكد أن شعوب الدول المشاركة في المنتدى تشهد بشكل كبير: عواقب عدم المساواة في الوصول إلى السلع والخدمات الثقافية في ظل النظام العالمي الحالي للتجارة في السلع والخدمات الثقافية، وتأثير إفقار التنوع اللغوي، ولا سيما على شبكة الإنترنت، والعواقب الأخرى للفجوة الرقمية، وزيادة تسييس مجال الثقافة والفن، سواء داخل عدد من البلدان أو على الساحة الدولية، والتأثير السلبي للعقوبات التي تؤثر على المجال الثقافي، وتؤدي إلى محدودية الوصول إلى أعمال التراث الثقافي العالمي، وحظر الأنشطة الثقافية والإبداعية باللغة الأصلية، ومقاطعة الشخصيات الثقافية على أسس عرقية ولغوية. ودعماً لحقوق المواطنين والشعوب في التمتع بالفنون والمشاركة في الحياة الثقافية والوصول إلى التراث الثقافي العالمي، فإننا ندعو إلى:

تطوير التعاون في مجال الثقافة والفنون بروح من الانفتاح على أساس التقاليد الثقافية الوطنية، واحترام تنوع أنظمة القيم للدول والشعوب.

معارضة فرض القيم الزائفة للثقافة الجماهيرية، التي تخلق مخاطر ذات تأثير مدمر على الحفاظ على السيادة الثقافية للبلدان والتنمية التدريجية للثقافات الوطنية.

مقاومة استخدام الأساليب الأحادية غير القانونية في مجال الثقافة والفن في شكل عقوبات ومقاطعات وحظر وإلغاءات، لأسباب عرقية وإثنية ولغوية.

استغلال الفرص الوطنية والمتعددة الأطراف في إدانة ومنع المقاربات في مجال الثقافة والفن القائمة على العنصرية وكراهية الأجانب والهيمنة الثقافية، فضلاً عن أي نظريات وممارسات أخرى تعلن تفوق أو حصرية الشعوب الفردية.

- وزيرة الثقافة الروسية: تخصيص منح دراسية في مجال الثقافة والفنون للطلاب الليبيين
- وزيرة الثقافة تشارك في منتدى سانت بطرسبرغ الدولي الثقافي
- توغي: ليبيا تأمل تسجيل جميع مواقعها على لائحة اليونسكو للتراث العالمي

وأعرب البيان عن استعداد الموقعين لعدة أمور هي:
تشكيل بنية تحتية دولية مشتركة ضرورية لدعم قطاعات الثقافة والفنون الوطنية للدول المشاركة في المنتدى، وكذلك ضمان تطوير تعاونها الثقافي المتعدد الأوجه.

 ولتحقيق هذا الغرض، يجب تنفيذ مبادرات وفعاليات ومشاريع محددة في مجال تنمية الصناعات الثقافية والإبداعية المستدامة (المهرجانات، والمعارض، والأنشطة السياحية، والجوائز والتدريب في التخصصات الإبداعية، وتبادل الخبرات في المجال ذي الصلة، وما إلى ذلك).

وإنشاء مؤسسات وهياكل مشتركة لهذا الغرض (الأكاديميات، والاتحادات الإبداعية، ووكالات التصنيف، ودور المزادات، وما إلى ذلك) بمشاركة قدرات الهيئات الحكومية الوطنية والمجتمع المدني والمستثمرين من القطاع الخاص.

مشاركة ليبيا في المنتدى
وشاركت وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، مبروكة توغي، في الجلسة الافتتاحية الرفيعة المستوي في المنتدى، الخميس الماضي، التي حملت عنوان «السيادة الثقافة كأساس لهوية الدولة»، بمشاركة 30 وزيرا للثقافة، ومسؤولين ورؤساء منظمات دولية وقادة لمؤسسات ثقافية كبرى، إلى جانب شخصيات عامة وخبراء بارزين في مجال التعاون الثقافي الدولي من 70 دولة.