ألحقت الفيضانات الغزيرة التي صاحبت مرور العاصفة «دانيال» في درنة ومناطق من الجبل الأخضر أضرارا جسيمة في مدينة قورينا اليونانية الأثرية، لكنها كشفت في الوقت نفسه بقايا أثرية جديدة، ظهرت مع جرف التربة والحجارة بالمنطقة.
ونقلت وكالة «رويترز»، الجمعة، عن مسؤول إدارة الآثار المحلية في شحات، عادل بوفاجرة، أن الفيضانات الغزيرة التي شهدتها مدينة شحات كشفت نظام صرف يعود للحقبة الرومانية، يتكون من قناة مائية، مؤكدا أنه «اكتشاف مميز للمدينة».
وحذر في الوقت نفسه من أن الفيضانات والسيول الغزيرة راكمت الركام في موقع حمامات قورينا، التي تعود إلى العصر اليوناني، وهو ما يتطلب مساعدة خاصة في التخلص من هذا الركام.
مسؤول لـ«بوابة الوسط»: 4 مدن أثرية تضررت جراء «دانيال»
بسبب تجمُّع مياه الفيضانات.. خطر يحدق بموقع «قورينا» الأثري
أضرار تلحق بمواقع قورينا الأثرية
وقال بوفاجرة: «على الرغم من أن الأضرار طفيفة حتى الآن، فإن الفيضانات ربما تكون قد زادت من حالة الهبوط التي يمكن أن تؤدي في وقت لاحق إلى انهيار أحد المعالم الأثرية».
وأضاف: «أنا متأكد بشكل كبير، وأتوقع أن أحد تلك المعالم الأثرية سينهار بسبب كمية المياه الجوفية الفائضة خلال فصل الشتاء».
وقدر العلماء في مجموعة «World Weather Attribution» البحثية الدولية، في وقت سابق، أن التغير المناخي تسبب في سقوط أمطار بمعدل أعلى من الطبيعي بـ50% على شرق ليبيا خلال العاصفة «دانيال».
وتسببت «دانيال» في هطول كميات كبيرة من الأمطار على التلال في شرق ليبيا بمستوى غير مسبوق منذ بدء التسجيل في منتصف القرن التاسع عشر. وأفادت وكالة «رويترز» بأن المياه لا تزال تتدفق عبر الموقع الأثري خلال الأسبوع الماضي.
تعد مدينة قورينا ذات الأعمدة الحجرية أحد مواقع التراث العالمي الخمسة المسجلة بمنظمة «يونسكو» في ليبيا، إلى جانب الآثار الرومانية في صبراتة ولبدة الكبرى. وكانت مدينة قورينا مستعمرة يونانية، قبل أن تصبح مركزا رئيسيا في ظل حكم الرومان، حتى دمرها زلزال في العام 365 ميلاديا.
تعليقات