يعد الفنان «السريالي» الروسي مارك شاغال (1887 ــ 1985) أحد كبار رسامي القرن العشرين. لوحاته بشخصياتها الطائرة، المحلقة في الفضاء، كانت حينها أسلوبا جديدا. ويقول النقاد إن ما قد يجهله الناس هي علاقة هذه الرسوم العجيبة بشخصيات تناولتها أقلام الآداب العالمية، فجعلته يرسمها بألوان زاهية أو حزينة أو عجيبة وفق النص. ذلك يعني أنه مثقف مطالع جيد للكثير أدب العالم. شخصياته يغمرها السكون والبهجة والسعادة. أصبح له، بعد شهرته، متحف يحمل اسمه في مدينة نيس الفرنسية.
فنان مثقف مُولع بالشعر والكلمات ثقافته
«شاغال» كان مولعاً بشعرية الكلمات بقدر ولعه بالمادة، خطوطاً وألواناً. تميزه وذكاؤه في بحثه الدائم عن الوسيلة المثلى لتجسيد فكرته التأملية كأي مبدع تشكيلي أو شاعر أو ناثر جيد الأسلوب.
كتابه «حياتي» يتناول سيرته
كتاب «شاغال» الأول (حياتي)، الذي أنجزه العام 1922، يتناول سيرته الذاتية من طفولته في «فيتيبسك»، وهي إحدى مدن روسيا البيضاء، حتى انتقاله إلى باريس. والقارئ الجيد ينتبه بسهولة إلى توظيفه قراءته في إبداعه، فأسس ذكريات حقيقية وأخرى خيالية، استلهمها من قراءاته الروسية أولا، ثم ألحقها بثقافته الفرنسية. الثقافة، إذن، كانت أساس ثراء خياله، فعُرف بموهبة أجاد توظيفها، مقدما للبشرية نوعا من الفن التشكيلي الجديد البديع بأفكاره وألوانه.
تطور فنه الانطباعي إلى التكعيبي وصولا إلى الرمزية
ولد الفنان «مارك شاغال» في روسيا العام 1887. وما أن بلغ من العمر 23 عاما حتى انتقل إلى باريس، فأبدع بعد دراسته في عاصمة النور والفنون في ذلك الوقت، وطور فنه من الانطباعية إلى التكعيبية والرمزية، إلى أن توفى بفرنسا في 28 مارس 1985 تاركا إرثا كبيرا في فن الحداثة الذي يعد أحد رواده ورموزه.
تعليقات