كشفت وثيقة كانت محفوظة في الأرشيف الوطني عن أسماء شبكة جواسيس سريين للملكة إليزابيث الأولى.

ويرجع الملف السري الذي يبلغ عمره 428 عامًا، إلى روبرت سيسيل مدير تجسس إليزابيث الأولى والرجل الذي اكتشف «مؤامرة البارود» العام 1605، باستخدام هذه الوثيقة الرئيسية، وفقًا لـ«الغارديان».

وتكشف الوثيقة كيف أنشأ سيسيل شبكة سرية واستخدمها للتجسس على الملوك الأوروبيين لصالح العرش الإنجليزي.

وتقول «الغارديان» إن الشبكة كانت واسعة النطاق إلى حد أن المؤرخ ستيفن ألفورد، الذي كان يطارد الجواسيس الإليزابيثيين ويحاول كشف ملفات سيسيل، يعتقد أنها كانت «أول خدمة سرية منظمة» في إنجلترا.

- «مئوية ليبيا» الحلقة (4): إيطاليا .. جواسيس ثم تمهيد وغزو
- باحثون يفكون رموز رسالة ملكية كتبت قبل خمسة قرون
- المؤسسة الملكية البريطانية تبيع أرشيفها لتسديد الديون

ويقول أستاذ التاريخ البريطاني في جامعة ليدز ستيفن ألفورد: «كان هناك الكثير من الأسماء المدرجة، بعضهم تعرفت عليه، وهم أشخاص في المجلس الخاص لإليزابيث الأولى أو قريبون منه، وعديد الأشخاص الذين لم أعرفهم».

ولأكثر من قرن من الزمان، ظلت هذه الوثيقة محفوظة في الأرشيف الوطني تحت عنوان «أسماء رجال الاستخبارات».

وقال ألفورد، الذي حاول جمع أسماء المخبرين إنه يعتقد أن «سيسيل بدأ في كتابتها العام 1596 في مجلد متنوع بواسطة أمناء الأرشيف الفيكتوريين».

 شبكة تضم أكثر من 20 جاسوسًا
وفي السابق، اعتقد الباحثون، أن سيسيل الذي كان منصبه الرسمي وزيرًا لخارجية إليزابيث، كان لديه عدد قليل من الجواسيس، لكن أبحاث ألفورد تشير إلى أنه كان لديه شبكة منظمة تضم أكثر من 20 جاسوسًا، في لشبونة وكاليه وبروكسل وإشبيلية وروما وأمستردام وإسكتلندا والسويد وأماكن غير محددة.

وتابع المؤرخ البريطاني: «لقد اختار التجار لأنهم يسافرون، ويمكنهم القراءة والكتابة، ويتحدثون اللغات الأوروبية ولديهم شبكات خاصة بهم».

وأردف ألفورد: «هناك طاقم واحد من الجواسيس، على سبيل المثال، شقيقان يراقبان ساحل المحيط الأطلسي، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي سفن إسبانية تبحر في أسطول جديد أو تقوم باستعدادات عسكرية وبحرية، لقد تظاهروا بأنهم يشحنون بضائع مهربة بين فرنسا وإسبانيا، ولكنهم في الواقع كانوا يذهبون إلى الموانئ ويعدون التقارير عن النشاط البحري، ويقومون بإحصاء السفن ومعرفة ما يجري».

ويشير الخط الموجود في الملفات المختلفة إلى أن سيسيل اعتمد على مجموعة صغيرة موثوق بها من الأفراد لمساعدته في إدارة عمليته السرية.