قُتل 22 شخصًا بينهم ثلاثة مدنيين بمحافظة دير الزور في شرق سورية في اشتباكات دارت بين قوات سوريا الديموقراطية ومسلحين محليين على خلفية توقيف قيادي عسكري محلي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.
وقال المرصد إن قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد أوقفت قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، المعروف بأبوخولة، في مدينة الحسكة ليل الأحد، ما أثار توتّرًا تطور لاحقًا إلى اشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية ومقاتلين تابعين لعشائر عربية محلية، بحسب «فرانس برس».
ويضمّ مجلس دير الزور العسكري، التابع لقوات سوريا الديموقراطية، مقاتلين محليين ويتولى أمن المناطق في دير الزور التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية بعد دحر تنظيم الدولة الإسلامية من المحافظة.
- قوات «سوريا الديمقراطية» تعلن «السيطرة الكاملة» على سجن هاجمه تنظيم «داعش» في الحسكة
- 123 قتيلا في أربعة أيام من المعارك بين «داعش» والقوات الكردية في سورية
- 89 قتيلا.. استمرار الاشتباكات بين «داعش» والقوات الكردية في سورية
وتتمركز قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وتتألف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.
وأفاد المرصد بأن اشتباكات اندلعت بين قوات سوريا الديموقراطية و«المقاتلين التابعين لعشائر محلية» في بضع قرى في ريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن مقتل «ثلاثة مدنيين و16 من المسلحين العشائريين وثلاثة عناصر في قوات سوريا الديموقراطية». وأوضح المرصد أن المدنيين القتلى هم طفلتان وامرأة. وكانت حصيلة سابقة أوردها المرصد أفادت بمقتل 13 مقاتلاً.
عملية تصفية حسابات
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» أن الاشتباكات اندلعت إثر مهاجمة المسلحين مواقع لقوات سوريا الديموقراطية. ورجح مدير موقع «دير الزور 24» المحلي، عمر أبوليلى، أن «ما يجري اليوم هو عملية تصفية حسابات بعدما شعر قادة فاسدون آخرون بالخطر إثر توقيف أبو خولة، وبدأوا بمحاولة تحريك العامل العشائري والعربي لحماية أنفسهم».
وحذّر من «خطر قد ينعكس سلبًا على المنطقة». وأضاف أن أبوخولة «كان فاسدًا ومتورطًا في عمليات تهريب، وقد راكم ثروة خلال السنوات الماضية».
وتتولى الإدارة الذاتية الكردية، وقوات سوريا الديموقراطية التي تشكل جناحها العسكري، إدارة مناطق سيطرتها، خصوصًا ذات الغالبية العربية عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية، في محاولة التخفيف من الحساسية العربية-الكردية.
«عملية لتعزيز الأمن» في مناطق السيطرة
ولم يصدر أي تعليق من قوات سوريا الديموقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنّها أعلنت شن «عملية لتعزيز الأمن» في مناطق سيطرتها في دير الزور ضدّ تنظيم «داعش» و«عناصر إجرامية متورطة في الإتجار بالمخدرات ومستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة». وأكدت قوات سوريا الديموقراطية في بيان الثلاثاء مواصلة العملية «لاعتقال المتورطين في العمليات الإجرامية».
وقال مصدر من قوات سوريا الديموقراطية إن المنطقة التي تشهد الاشتباكات تُعد «خط تهريب معروفًا»، مرجحًا أن ينتهي التوتر قريبًا. وأشار المصدر إلى أن «المسلحين هم من التابعين لأبوخولة».
وتشهد سورية نزاعًا داميًا منذ 2011 تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.
تعليقات