Atwasat

«أسوشيتد برس»: هكذا استفادت إيران و«إسرائيل» والولايات المتحدة وحماس من «هجوم السبت»

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الإثنين 15 أبريل 2024, 02:12 مساء
WTV_Frequency

قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران على الاحتلال الإسرائيلي، السبت، وشمل مئات الطائرات المسيرة والصواريخ صعد التوترات الإقليمية وأكد المخاوف بأن الحرب الإسرائيلية على غزة بدأت تتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا.

وذكرت، في تقرير نشرته اليوم الإثنين، أنه على الرغم من طبيعة الهجوم إلا أن إيران والولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي و«حماس» جنت بعض المكاسب منه. وجاء الهجوم الإيراني ردا على استهداف «إسرائيل» لقنصلية طهران في دمشق ما تسبب في مقتل عدد من قادة الحرس الثوري البارزين.

إيران تظهر قوتها
تعهدت إيران مرارا وتكرارا بالرد على الهجوم الإسرائيلي على مجمعها الدبلوماسي في دمشق في الأول من أبريل، وسمح هجوم السبت لطهران بأن تظهر لمواطنيها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتعرض أصولها للهجوم، وأنها كانت جادة عندما هددت بالانتقام، حسب «أسوشيتد برس».

وقالت الوكالة: «تمكنت إيران من استعراض قوتها النارية الشرسة، وبث الخوف في نفوس بعض الإسرائيليين، وتعطيل حياة الكثيرين من خلال إلغاء المدارس. ولكن في ظل الأضرار القليلة الفعلية، فقد تأمل إيران أن يكون أي رد فعل محسوبا».

الجيش الإسرائيلي تلقى صفعة في السابع من أكتوبر
رأت الوكالة الأميركية أن الهجوم الإيراني والرد عليه يسهم في استعادة صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي، باعتباره «قوة إقليمية لا تقهر»، وهي صورة تلقت صفعة قوية مع أحداث السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت إن «الرد على الهجوم الإيراني قد يسهم في استعادة الثقة في جيش إسرائيل، حتى على الرغم من تعثره في غزة بعد ستة أشهر كاملة من الحرب ضد حماس».

- شولتس يدعو كيان الاحتلال إلى «المساهمة في خفض التصعيد» بعد الهجوم الإيراني
- طهران: على الغرب أن يكون ممتناً لضبط النفس الإيراني تجاه الاحتلال
- «نيويورك تايمز»: الهجوم الإيراني يدشن فصلا جديدا في «حرب الظل» مع إسرائيل

وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت بنجاح، بمساعدة من الحلفاء، 99% من المسيرات والصواريخ الـ300 التي أطلقتها إيران مساء السبت.

الهجوم أظهر موثوقية الدعم الأميركي
وأيضا أظهرت الولايات المتحدة أنها طرف رئيسي في صد الهجوم الإيراني، وبينت لحلفائها في جميع أنحاء العالم موثوقية الدعم الأميركي وقوته.

وبينما تدرس «إسرائيل» كيفية الرد وما إذا كانت سترد، فإن هذا التحالف الأميركي - الإسرائيلي سيخضع للاختبار، حيث تسعى إدارة جو بايدن إلى ممارسة نفوذها على تل أبيب ومنعها من تنفيذ رد قد يؤدي إلى تفاقم الصراع.

«حماس» تستفيد من تدخل إيراني مباشر
من جهتها، رحبت حركة «حماس»، بالهجوم الإيراني. وقالت «أسوشيتد برس» إن «حماس كانت تأمل في الحصول على مساعدة من الشركاء الإقليميين بعد أحداث السابع من أكتوبر. وفي حين أنها حصلت على دعم حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، إلا أن إيران لم تدخل المعركة بشكل مباشر».

وأضاف التقرير: «يمكن لحماس أن تأمل في أن يكون الهجوم بمثابة الطلقة الأولى في المشاركة الإيرانية الأعمق في الحرب في غزة. على أقل تقدير، ربما يكون الهجوم الإيراني قد شجع حماس على التمسك بموقفها في المفاوضات الحالية حول وقف إطلاق النار، على أمل أن يؤدي الضغط العسكري المتزايد على إسرائيل إلى قبول شروطها».

كواليس الرد الإيراني
من جهته، ناقش الباحث السياسي المصري، صلاح أبونار، كواليس الرد الإيراني على الاحتلال، مشيرا على وجه الخصوص إلى خلاف داخلي في أروقة السلطة بطهران بشأن شكل ونوعية الرد، ما بين فريقين: فريق متشدد يقوده الخامنئي من أنصار الرد المباشر، وفريق مضاد برئاسة وزير الخارجية أمير عبداللهيان، المنادي برد تقليدي عبر القوى الإقليمية الحليفة.

وأعرب أبونار، عبر منصة «فيسبوك»، عن اعتقاد بأن الرد الإيراني جاء موازنا للفريقين، بحيث يكون معتدلا من دون أن يتسبب في خسائر كبيرة، وبالتالي يحقق لإيران هدف الانتقام ورد الاعتبار، دون أن يورطها في مواجهات واسعة لا تريدها في هذه المرحلة.

وبرهن على ذلك بأنه جرى إعلام الولايات المتحدة مقدما بشكل وحدود الرد تلافيا لسوء الفهم والحسابات، ومعها القوى الإقليمية، حيث بعثت طهران رسائل على أعلى مستوى مفادها: «ردنا حتمي ولا بد منه لكننا سنجعله محدودا باختيارنا، وإذا ردت إسرائيل داخل إيران، سنرد عليها برد أقسى، ونحن جاهزون ومستعدون».

وأضاف: «بناء على ذلك لم تستخدم إيران أقوى ما لديها وفضلت استخدام أسلحة كانت تعرف مقدما أنها محدودة الضرر، لكنها أصرت أن تنطلق من إيران نفسها، وليس من أقاليم القوى الحليفة».

موافقة أميركية على موقف طهران
ويشير الباحث المصري إلى موافقة الإدارة الأميركية على الموقف الإيراني، لأنها أدركت ضرورته واعتداله، وأن رفضه معناه دفع إيران للحل المتطرف، الذي يعني حربا إقليمية واسعة.

وقال: «جرت اتصالات على أعلى مستوى بين بايدن ونتنياهو أخبره فيها صراحة: إن رددت على إيران فلن ندعمك وستخوض الصراع وحدك، ولهذه الرسالة وجهها الآخر إن رددت فسوف تجد نفسك في غزة وحدك من الآن. وفهم نتنياهو الرسالة».

وتجمع وسائل الإعلام العالمية على أن إيران تملك قوة أكبر من تلك التي استخدمتها في هجوم السبت، وأن الهجوم المحدود خيار سياسي، والأخطر أن «إسرائيل» لم تتمكن من مواجهته إلا بدعم مباشر من القوات الأميركية والبريطانية، حسب أبونار.

وقال الباحث: «ما سبق يعني أننا أمام رد محدود، جرى التوافق على محدوديته بين إيران وأميركا، وليس بين إيران وإسرائيل. ومع ذلك لا ثوابت على الأرض، وكل شيء يمكن أن ينقلب رأسا على عقب. نتنياهو مجنون وتحت رحمة يمين متطرف، يمكن أن يورطه في قرارات حمقاء، هو نفسه يميل إليها في أعماقه. وإيران بها يمين ديني متطرف ويتوق للانتقام المباشر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فرنسا: شرطة باريس تفرق محتجين اعتصموا بباحة «السوربون» لدعم غزة
فرنسا: شرطة باريس تفرق محتجين اعتصموا بباحة «السوربون» لدعم غزة
«حزب الله»: استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة على الحدود اللبنانية
«حزب الله»: استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة على الحدود اللبنانية
السيسي وبايدن يشددان على أهمية حل الدولتين ومنع توسع دائرة الصراع
السيسي وبايدن يشددان على أهمية حل الدولتين ومنع توسع دائرة الصراع
مصادر مصرية: وفد حماس غادر القاهرة وسيعود برد مكتوب على مقترح الهدنة في غزة
مصادر مصرية: وفد حماس غادر القاهرة وسيعود برد مكتوب على مقترح ...
«الأنروا»: استشهاد 428 نازحاً بنيران إسرائيلية كانوا يحتمون بمنشآت الوكالة في غزة
«الأنروا»: استشهاد 428 نازحاً بنيران إسرائيلية كانوا يحتمون ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم