أثار الرد الإيراني ضد الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس السبت، مخاوف بشأن تصاعد المواجهة العسكرية بين الجانبين، وخروجها إلى العلن، وهي مواجهة استمرت في الظل سنوات طويلة.  

وقال خبراء تحدثوا إلى جريدة «نيويورك تايمز» إن الهجوم الإيراني يعد«حدثا تاريخيا» ويدشن فصلا جديدا في «حرب الظل» المستمرة منذ فترة طويلة بين إيران و«إسرائيل».

 إسرائيل تواجه أسلحة أكثر تعقيدا مما واجهته خلال 6 أشهر
ونقلت الجريدة الأميركية عن خبراء قولهم إن إيران استخدمت في هجوم السبت أسلحة أكثر تعقيدا من أي سلاح واجهته «إسرائيل» خلال الأشهر الستة الأخيرة من الحرب على غزة. وأوضحوا أن الأسلحة المستخدمة يمكنها السفر مسافات أطول وبسرعة أكبر.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط بـ«كينغز كوليدج» في لندن، أهرون بريغمان: «هذه المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل بشكل مباشر من أراضيها»، معتبرا أنه «حدث تاريخي».

وجاء هجوم السبت ردا على هجوم نفذته الأخيرة، استهدف المجمع الدبلوماسي الإيراني في العاصمة السورية (دمشق)، وتسبب في مقتل عدد من القادة البارزين في الحرس الثوري الإيراني، أوائل الشهر الحالي.

أضرار ضئيلة و12 إصابة بشرية
وقالت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تقرير صباح الأحد، إن إيران أطلقت أكثر من 185 مسيرة و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض-أرض صوب «إسرائيل». وجرى إطلاق النسبة الأكبر من إيران، ونسبة ضئيلة من العراق واليمن.  

غير أنها أوضحت أن الهجوم أسفر عن أضرار ضئيلة لإحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية، مع اعتراض النسبة الأكبر من المسيرات والصواريخ من قِبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن الناطق العسكري الإسرائيلي، الأدميرال دانيال هاغاري، أن الدفاعات الجوية اعترضت أكثر من 200 مسيرة وصاروخ من طراز كروز وصاروخ بالستي بمساعدة من وصفهم بـ«الحلفاء».

وأشارت إلى نقل 12 إسرائيليا إلى مركز سوروكا الطبي في جنوب «إسرائيل» خلال الليل، لكن دون توضيح حجم الإصابات التي ألمت بهم.

- إيران تستدعي سفراء 3 دول أوروبية بسبب مواقف بلدانهم من هجومها على كيان الاحتلال
- بعد الهجوم الإيراني على «إسرائيل».. ما هي قدرات طهران العسكرية؟
- فرنسا توصي رعاياها بمغادرة إيران «موقتا»

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي
ويعتمد الاحتلال الإسرائيلي على نظامين للدفاع الجوي، هما القبة الجديدة و«السهم 3»، لاعتراض التهديدات الجوية والصواريخ البالستية. وتُسقط «القبة الحديدية» الأهداف التي تطير في أقواس مرتفعة، وتعتمد على صواريخ اعتراضية بعرض ست بوصات وطول عشرة أقدام فقط، بالإضافة إلى أجهزة استشعار مصغرة وتوجيه محوسب، للتركيز على الصواريخ القصيرة المدى.

أما نظام «السهم 3» فهو أكثر تقدما ومتعدد الطبقات، ويعمل على اعتراض الصواريخ البالستية المسلحة برؤوس حربية نووية، وغيرها من الرؤوس الحربية غير التقليدية خارج الغلاف الجوي للأرض.

استهداف هضبة الجولان
وكانت هضبة الجولان إحدى المناطق التي استهدفتها إيران، وهي منطقة استراتيجية على الحدود مع سورية احتلتها «إسرائيل» منذ عدوان يونيو 1967.

وأعلن «حزب الله» من جهته أنه أطلق عشرات الصواريخ صوب الحواجز الإسرائيلية في الجولان، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت جزءا من الهجوم الإيراني، حسب «نيويورك تايمز».

الولايات المتحدة وبريطانيا تتدخلان لصد الهجوم الإيراني
وأسهمت الولايات المتحدة وبريطانيا في إسقاط عدد من المسيرات الإيرانية فوق الأجواء الجوية لكل من الأردن وسورية والعراق، في مسعى لوقف الهجوم، ومنع تصعيد لا يمكن السيطرة عليه بين البلدين.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في وقت متأخر من السبت، أن القوات الأميركية اعترضت عشرات الصواريخ والطائرات دون طيار التي جرى إطلاقها على «إسرائيل» من جهة إيران والعراق وسورية واليمن. ولم تقدم الولايات المتحدة المزيد من التفاصيل حول دورها في اعتراض الهجمات.

كما أعلن وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أن طائراته مستعدة لاعتراض الهجمات المحمولة جوا في نطاق مهامها الحالية بالشرق الأوسط، مضيفا أنه جرى نشر طائرات بريطانية إضافية وناقلات للتزود بالوقود جوا، لتعزيز عملياتها في سورية والعراق.