Atwasat

«إيرث كير» يستكشف تأثير السحب على المناخ

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 26 مايو 2024, 12:33 مساء
WTV_Frequency

ينطلق القمر الصناعي «إيرث كير»، بعد غد الثلاثاء، من قاعدة فاندرنبرغ في ولاية كاليفورنيا الأميركية بصاروخ «فالكون 9»، التابع لشركة «سبايس إكس»، في مهمة لتحديد الدور الذي يمكن أن تؤديه السحب في مكافحة تغير المناخ.

وسيدور القمر الصناعي، الذي يبلغ وزنه طنين، على ارتفاع نحو 400 كيلومتر فوق الأرض ثلاث سنوات، ما من شأنه إعطاء صورة كاملة عن السحب، في مهمة كانت نتيجة تعاون بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء اليابانية (جاكسا).

السحب ظاهرة متنوعة ومعقدة
وقال رئيس قسم مشاريع مراقبة الأرض في وكالة الفضاء الأوروبية، دومينيك جيّيرون، لوكالة «فرانس برس»: «تُعد السحب من العناصر الرئيسية المساهِمة في طريقة تغير المناخ، ومن أقلها فهما». السحب هي ظاهرة متنوعة ومعقدة، وتعتمد تركيبها على مكان وجودها في طبقة التروبوسفير، وهي الطبقة الأدنى من الغلاف الجوي للأرض، وفق جيّيرون. تبدأ طبقة التروبوسفير على ارتفاع نحو ثمانية كيلومترات فوق المناطق القطبية. لكن قرب خط الاستواء، تبدأ على ارتفاع نحو 18 كيلومترا، وهذا يعني أن السحب تؤثر على المناخ بشكل مختلف بحسب ارتفاعها وموقعها على خطوط العرض.

على سبيل المثال، تكون السحب الركامية البيضاء الفاتحة، التي تتكون من قطرات ماء، منخفضة جدا، وتعمل مثل مظلة، مما يعيد عكس إشعاع الشمس إلى الفضاء ويبرد الغلاف الجوي. أما السحب الرقيقة المكونة من بلورات جليد فتسمح للإشعاع الشمسي بالمرور عبرها، مما يسبب رفع درجة حرارة الكوكب. وأوضح جيّيرون أن السحب الرقيقة تحبس الحرارة مثل «البطانية».

مظلة أم بطانية؟
وبالتالي، أصبح فهم طبيعة السحب أمرا مهما للغاية، وفق رئيسة برامج مراقبة الأرض التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، سيمونيتا تشيلي. وسيصبح «إيرث كير» أول قمر صناعي لقياس التوزيع الرأسي والأفقي للسحب، كما أوضحت في مؤتمر صحفي. وستركزّ أداتان من أدوات القمر الصناعي على السحب، لاستكشاف أعماقها.

ستستخدم أداة «ليدار» ليزرا نبضيا لقياس السحب والهباء الجوي، وهي جزيئات صغيرة في الغلاف الجوي مثل الغبار وحبوب اللقاح أو الملوثات المنبعثة من البشر مثل الدخان أو الرماد. ولفت جيّيرون إلى أن الهباء الجوي هو «بوادر» للسحب. وسيخترق رادار القمر الصناعي السحب، لقياس كمية المياه التي تحتويها. كما سيتتبع سرعة تحرك السحب عبر الغلاف الجوي على غرار الطريقة التي تساعد بها الرادارات الشرطة في رصد السيارات المسرعة. وستقيس الأجهزة الأخرى للقمر الصناعي شكل السحب ودرجة حرارتها.

وستسهم كل هذه البيانات في إنشاء أول صورة كاملة عن السحب من منظور قمر صناعي. وينتظر المجتمع العلمي هذه المعلومات بفارغ الصبر حتى يتمكن من تحديث النماذج المناخية التي تقدر مدى سرعة احترار الكوكب، وفق وكالة الفضاء الأوروبية.

فهم ظاهرة احترار المناخ
وبالتالي، فإن كمية الإشعاع الشمسي التي تخترق السحب قد تكون حاسمة لفهم ظاهرة احترار المناخ الناجمة عن النشاط البشري، والتخفيف من تأثيرها. وتهدف المهمة إلى معرفة «ما إذا كان التأثير الحالي للسحب، وهو تبريد في الوقت الحالي، سيصبح أقوى أو سيتراجع». أصبح توقّع هذا الاتجاه أصعب مع تغيير احترار المناخ توزيع السحب. وقالت تشيلي: «سيُطلق برنامج (إيرث كير) في وقت أكثر أهمية مما كان عليه عندما جرى تصوّره في العام 2004».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
هل تعوِّض «أبل» تراجعها في منتجات «الذكاء الصناعي»؟
هل تعوِّض «أبل» تراجعها في منتجات «الذكاء الصناعي»؟
«غوغل» تختبر خاصية مكافحة سرقة الهواتف الذكية
«غوغل» تختبر خاصية مكافحة سرقة الهواتف الذكية
دراسة تتبع حالة التغيرات التي تطرأ على صحة روّاد الفضاء
دراسة تتبع حالة التغيرات التي تطرأ على صحة روّاد الفضاء
انبعاثات أكسيد النيتروز في العالم تهدد أهداف حماية المناخ
انبعاثات أكسيد النيتروز في العالم تهدد أهداف حماية المناخ
«أمازون» تتعهد بتقديم 230 مليون دولار لدعم شركات الذكاء الصناعي
«أمازون» تتعهد بتقديم 230 مليون دولار لدعم شركات الذكاء الصناعي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم