Atwasat

السياسة والرياضة

عمر أبو القاسم الككلي الإثنين 29 أبريل 2024, 06:09 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

جوانب الحياة كافة، تقريبًا، تتداخل وتتعالق، إن على صعيد المجتمعات والشعوب أم على صعيد الأفراد. ومن هذه الجوانب التي تؤثر وتتأثر بما عداها السياسة.

وفي هذا المقال نركز على تآثر السياسة مع الرياضة. سنتناول علاقة الأنظمة السلطوية بالرياضة..

إذ «لا غرابة [...] في أن تكون دراسة التوظيف السياسي للرياضة عمومًا، والألعاب الأولمبية خصوصًا، من لدن الأنظمة السلطوية قد حظيت باهتمام قسم لا بأس به من الباحثين الذين تناولوا في غالبيتهم الموضوع من زاوية التحليل التاريخي. وقف هؤلاء على الاهتمام الكبير الذي أولاه عدد من الديكتاتوريات للمنافسات الرياضية الدولية»*. ويضيف كاتب المقال أن «الأنظمة السلطوية، بأشكالها المختلفة، كانت سباقة إلى الوعي بالحمولة السياسية للألعاب الأولمبية، سواء عن طريق الهالة الدولية التي يمنحها تنظيم متميز لدورة أولمبية، أو عن طريق المنصة التي تقدمها نجاحات رياضييها في حصد الميداليات، وما يرافق ذلك من طقوس، كرفع الأعلام الوطنية وعزف السلام الوطني، والتي لا تخلو في كثير من الأحيان من إشارات قوية إلى الهوية الأيديولوجية للنظام السياسي الحاكم».

في هذا الإطار يتطرق الكاتبان، بالاستناد إلى بحوث ودراسات وتنظيرات سابقة، إلى العلاقة بين «شخصنة النظام» والميداليات الأولمبية، ويشير إلى أن الأنظمة السلطوية تختلف «في مستوى شخصنة النظام Personalization» وهو مفهوم «مرتبط بسؤال كيفية الحكم وليس بعدد الحكام أو طبيعتهم. أي أنه يختلف عن مفهوم النظام الشخصي Personalistic Regime، بوصفه نوعًا خاصًّا من الأنظمة السلطوية التي يكون فيه محور النظام والمتحكم فيه شخصًا واحدًا هو الممسك بدواليب السلطة فيه، والذي عادة ما يوصف بالديكتاتور أو الأوتوقراطي».

وهذا يعني أن «الشخصنة سمة تحضر، وإن بمستويات مختلفة في جميع الأنظمة السلطوية بغض النظر عن طبيعة شكلها: نظام فردي، أو عسكري، أو حزبي، أو ملكي... إلخ».

وبطبيعة الحال ترتبط هذه الناحية بالديمقراطية ذلك أن «النظام السلطوي هو كل نظام يجري الوصول فيه إلى السلطة بطرائق لا ديمقراطية وتتخذ فيه مؤسسات الدولة شكلًا تغيب فيه المنافسة الديمقراطية» أو يضيق عليها.

* عبدالكريم أمنكاي، عمار الشمايلة: الحصيلة الأولمبية للأنظمة السلطوية: هل من أثر لشخصنة الحكم؟ سياسات عربية ع 58- م 10- سبتمبر 2022.