Atwasat

إنزال خلف خطوط العدو

رمضان المصراتي الثلاثاء 12 مارس 2024, 08:50 مساء
رمضان المصراتي

سيطلبون عقد السلام معك والتوصل إلى اتفاق.. سيرسلون لك شخصًا تثق فيه، شخصًا من طرفنا من جماعتنا أو عائلتنا؛ وسيطلبون موعدًا لعقد اجتماع من أجل إحلال سلام مزيف لم ولن يكون لأنه غير موجود في نواياھم من الأساس على نحو دائم، خلال الاجتماع سيتم اغتيال الوطن فيك! أيًّا كان هذا الشخص الذي يرسلونه لك من أجل تحديد موعد الاجتماع سيقول «أبلغكم أن الأمر لم يكن شخصيًا ولكنه يتعلق بالأعمال».

كوصيفة للأرض وكأنھا ترقص «التانغو» وھي تدور حول الأرض في محور ثابت الخطى وكأنھا ملك تحتوي الجميع وتسكنھم ملھمة ھي كقطعة موسيقية لأحد النوابغ يعزفھا وھي تخرج من رأسه وكأنه يستشعر المرض معزوفة الوطن المكلوم الذي يتقاطع أبناؤه في خطوط مصدومة بعيدًا عن خارطة طريق لا تحوي سوى بصماتھم وبوصلة غير صحيحة إحداثياتھا تجعل من مواقع الإخوة تمركزات الأعداء غافلة عن الأعداء الحقيقيين... تقودھم أيادٍ لا يعرف لمن تنتمي ولا يعرف إلى أين... تلك الأيادي والعيون الوقحة التي لم تفتأ منذ ثلاث عشرة سنة وھي توقظ الفتنة وتفرق الصفوف وتزرع العداء وتعمق الخلاف وتستبعد الحلول التي تعي أنھا مناسبة... مارشالات أطلقت إبان الحرب الأهلية الأميركية استوعبت الألم والحزن والفقد وأطلقت الاستقرار والتنمية ودمجت المحاربين القدامى ودعمت الاستقرار وتكرر ذلك في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية عندما تحررت الإرادة من فعل الأبالسة وھذا ما لم يحدث إبان الربيع المسموم....بل الركوس في التأجيل وتسييس الأوضاع ودعم خلاف الإخوة وخلق مختلفين وخلفاء ومتحاربين وعملاء ھو شغل تلك القوة الشيطانية التي أطاحت بكل القيم وأرست الخلاف والاختلاف والكره والضغينة بين الأطراف التي تنعتھا بالأطراف المتحاربة والمتنازعة تارة أخرى رغبة في تعميق الخلاف وتدويره وتدويله...... تزداد الخيبات ويخيم ظلام الفقر والجھل والمرض ويتحول الإخوة في الدم والھوية والشخصية والدين والمصير والقدر والقرار إلى إخوة كراموس المتقاتلين كما تريدھم تلك الأيدي التي لا نعرف لمن تنتمي وتقودنا إلى أين...... فھل سيتحقق حلم كل الليبيين في بزوغ صبح جميل تتصافح فيه القلوب قبل الأيدي ويصحو الوطن من ھذا الكابوس المزعج الذي يتھدد بقاء الوطن ويقوم فيه أبناء ليبيا بإنزال خلف خطوط العدو المتآمرة ويفك مصير الوطن من أيدي العيارين الآثمة ويتحقق السلام والأمن والأمان والتنمية والاستقرار؟