Atwasat

إعادة التدوير الكيميائي للبلاستيك تقلق المدافعين عن البيئة في الولايات المتحدة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 02:03 مساء
WTV_Frequency

يعاني العديد من سكان بوينت تاونشيب بشرق بنسلفانيا القلق من إنشاء مصنع لإعادة التدوير الكيميائي، لمعالجة النفايات البلاستيكية، التي يعتبرها المدافعون عن البيئة تتعارض مع أولوية الحد من النفايات.

ولا يتوقف قلق السكان هناك عند هذا الحد بل يتخطاه إلى الكميات الكبرى من مياه سسكويهانا التي يمكن استخدامها لغسل المواد البلاستيكية قبل إعادتها إلى النهر، حسب وكالة «فرانس برس».

ماركة صديقة للبيئة في تونس تستخدم نفايات بلاستيكية بحرية في تصاميمها
إندونيسية تعالج جبالا من النفايات البلاستيكية في جاكرتا

وباتت قطعة أرض في بوينت تاونشيب تقع على ضفاف نهر سسكويهانا الهادئة في شرق الولايات المتحدة محل جدل حول التخطيط لإنشاء مصنع فيها للقيام بهذه الآلية المثيرة للجدل لمعالجة النفايات البلاستيكية.

وتتعارض هذه التكنولوجيا من التعبئة والتغليف وكل أنواع البلاستيك، بتحويلها الى منتجات بتروكيميائية مختلفة، مع أولوية الحد من النفايات وفق المدافعين عن البيئة، حتى إن كانت تدافع عنها صناعة الوقود الأحفوري التي تنتج البلاستيك.

إعادة التدوير الكيميائية توفر أربحا مجزية
وتعبر آن ماري ويبيرعلى غرار سكان آخرين في بوينت تاونشيب بشرق بنسلفانيا، عن قلقها من إنشاء مصنع شركة «إنسينا» التي يوجد مقرها في تكساس، وتقول من مطبخها الواقع على بعد أقل من كلم من الموقع المقرر لإنشاء المصنع «إنهم يتصرفون مثل مصفاة النفط»، معبرة عن قلقها من «تلوث الهواء، وتلوث المياه، والمواد الكيميائية السامة».

وتستخدم إعادة التدوير الكيميائية خلافًا لإعادة التدوير الميكانيكية، الحرارة ومحلولات كيميائية لكي يتحلل البلاستيك إلى أن يعود إلى مكوناته البتروكيماوية الأساسية.

وتقول مسؤولة التنمية المستدامة في «إنسينا»، شيدا ساهاندي، إن «هذه العملية تتيح تحويل ما كان نفايات إلى مادة مربحة، في وقت يغمر فيه البلاستيك المحيطات ومكبات النفايات، يمكن استخدام المواد الخام التي جرى الحصول عليها من خلال إعادة التدوير الكيميائي لصنع جميع أنواع المنتجات، بما يشمل الوقود»، وتؤكد «إنسينا» أنها لا تريد إنتاج الوقود.

بحسب منظمة «بيوند بلاستيكس» غير الحكومية، فإن إنتاج الوقود لا يؤدي إلا إلى إدامة دورة من استخراج البتروكيميائيات وإنتاج البلاستيك والاحتراق.

الحل الحقيقي .. بلاستيك أقل
وتقول فينا سينغلا من مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية إن «مصانع إعادة تدوير المواد الكيميائية يسمح لها في كثير من الأحيان بإطلاق تلوث هواء مضر بالصحة»، مضيفة أن «الكثير منها ينتج أيضًا كميات كبرى من النفايات الخطيرة».

ويجري إعادة تدوير 9% فقط من النفايات البلاستيكية كل عام في الولايات المتحدة، بحسب آخر الأرقام الرسمية التي تعود إلى 2018. غالبية البلاستيك تنتهي في المكبات أو تحرق أو ترمى في الطبيعة.

وتمتلك اكسون موبيل واحدًا من 11 مصنعًا لإعادة التدوير الكيميائي في الولايات المتحدة في مجمع البتروكيميائيات الكبير في بايتاون بتكساس، بحسب الأرقام التي نشرتها في أكتوبر شركة بيوند بلاستيكس، وهذا دليل، بحسب المنظمة غير الحكومية، على أن هذه الطريقة لا تزال تعتبر مستهلكة للطاقة ومكلفة وغير قابلة أن تتحقق.

وستعالج المصانع أقل من 1.3% من النفايات البلاستيكية التي تنتج سنويًا في الولايات المتحدة حتى لو كانت تعمل بطاقة كاملة، لكن مسؤولة التنمية المستدامة في اكسون موبيل ميلاني باور تقول إن هذه العملية هي «تقنية مكملة لإعادة التدوير الميكانيكية».

وترى الخبيرة فينا سينغلا، أن «الصناعات تريد إقناع المستهلكين بأنها طريقة مستدامة وبيئية لإدارة النفايات البلاستيكية». وتخلص الى القول «الحل الحقيقي: كميات أقل من البلاستيك وانتهى الأمر!».

مخاطر كثيرة من تصنيع المواد البلاستيكية
وتطمئن شيدا ساهاندي من «إنسينا» إلى أن «المياه المعادة تخضع لعملية ترشيح لم تكن لتخضع لها بطريقة أخرى»، مضيفة «علينا أن نلتزم بكل أنواع المتطلبات للتأكد من عدم وجود أي شيء ضار».

ولا توجد لوائح تنطبق على المواد البلاستيكية الدقيقة وPFAS، وهي مواد إضافية شائعة في البلاستيك، فهي لا تتحلل بسهولة وترتبط بالسرطان ومشاكل الخصوبة الصحية والأضرار البيئية، بحسب الشركة نفسها والخبراء المحليين.

من بين البتروكيميائيات التي تصنعها «إنسينا» البنزين، وهي مادة مسرطنة معروفة يخشى السكان من إطلاقها في حال وقوع حادث أو كارثة طبيعية.

وقال المتخصص البيئي في جامعة باكنيل، أندرو ستول، إنه «عندما تقترح شركة ما استخدام الموارد العامة مثل الهواء والماء والتربة، فمن المشروع أن يجري فحص سجلها ومشروعها عن كثب»، مضيفًا «هناك الكثير من المخاطر والعناصر المجهولة».
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  «شروط القادة الليبيين.. ورسالتان» من المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن
■  
تحقيق استقصائي يرصد تصاعد نفوذ «المركزي» وكيف غذى الانقسام السياسي الفساد في ليبيا؟
■  تحقيق استقصائي: «الكلبتوقراطية» تنتعش في ليبيا بالفساد والجريمة المنظمة
■  محللون: ضوء أخضر لمبادرة باتيلي من مجلس الأمن.. و«الخماسية» قد تستغرق شهورا 
■  الدبيبة يوجه ببدء تنفيذ منظومة الجوازات والبطاقات الإلكترونية
■  مصدر أمني يؤكد لـ«بوابة الوسط»: عماد بن رجب المحكوم في قضية «الوقود المغشوش» غادر ليبيا
■  بدء تنفيذ عملية «قيقب» لتعقب المطلوبين دوليًا في ليبيا
■  «ناسا» توضح أسباب «اختفاء» حلقات كوكب زحل العملاقة كل 15 عاما
■  التدمير الذاتي للرسائل الصوتية.. آخر تحديثات «واتساب»
■  عجينة العشر دقائق
■  
تعرف على فوائد عصير الرمان
 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟
■  كيف أعدّت حماس قوة لضرب إسرائيل في السابع من أكتوبر؟
■  كيف أصبح البطيخ رمزاً للتضامن مع الفلسطينيين؟
■  كيف تعتقل إسرائيل مئات الفلسطينيين دون اتهامات؟

■  فلسطينيون يروون قصة احتجازهم لحوالي شهر لدى القوات الإسرائيلية
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
الجثث «المحنطة طبيعيا» بعد عشرات السنوات من الوفاة.. ظاهرة غامضة في بلدة كولومبية
الجثث «المحنطة طبيعيا» بعد عشرات السنوات من الوفاة.. ظاهرة غامضة ...
البيرو أنشأت محمية طبيعية بحرية على الحدود مع الإكوادور
البيرو أنشأت محمية طبيعية بحرية على الحدود مع الإكوادور
تصريح مسؤول بمدينة بالقرب من جبل فوجي
تصريح مسؤول بمدينة بالقرب من جبل فوجي
مكسيكي ينتصر على «كارتييه» ويتسلم أقراطًا بسعر زهيد
مكسيكي ينتصر على «كارتييه» ويتسلم أقراطًا بسعر زهيد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم