دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، اليوم الجمعة، السلطات الليبية إلى إجراء تحقيق «فوري ومحايد وعادل وشفاف» في وفاة الناشط السياسي سراج دغمان الذي اعتقله الأمن الداخلي لمدة تجاوزت الستة أشهر رفقة عضو المجلس الانتقالي سابقا الدكتور فتحي البعجة، والناشط السياسي طارق البشاري، دون إحالتهم إلى النيابة أو توجيه تهم محددة رسميا إليهم.

وقالت المديرة المساعدة لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة حنان صلاح في بيان: «السجل المعيب لسلطات شرق ليبيا فيما يتعلق بظروف الاحتجاز المؤسفة والافتقار إلى الإجراءات القانونية الواجبة يثير تساؤلات جدية حيال ظروف وفاة دغمان»، وحثت سلطات شرق ليبيا والنائب العام في طرابلس على التحقيق «بشكل عاجل» في وفاة دغمان.

وقال جهاز الأمن الداخلي في بنغازي إن «دغمان توفي في 19 أبريل بعد محاولة الهروب من نافذة دورة المياه متسلقا مواسير الصرف الصحي، مما أدى إلى سقوطه من مكان مرتفع على رأسه».

جد دغمان يطالب بتحقيق «شفاف ونزيه»
وقال صالح الغزال، جد دغمان، لـ«هيومن رايتس ووتش» إنه «سُمح له بزيارة حفيده أربع مرات بعد احتجازه وكان يعامل معاملة إنسانية» حسب قوله، وأضاف أن «الأسرة تسلمت جثمان دغمان من مستشفى الجلاء في بنغازي في اليوم نفسه الذي توفي فيه، ودفنته في صباح اليوم التالي»، وأردف أن الحادث «أثر على جثة سراج، وأنهم لم يظهروا الجثة بالكامل عندما كانت ليلا في منزل العائلة قبل الدفن، مراعاة لمشاعر العائلة».

- بيان أوروبي يدعو إلى تحقيق مستقل في وفاة دغمان وإطلاق المحتجزين تعسفيا
- بيان من البعثة الأممية حول وفاة سراج دغمان: اعتقل واحتجز تعسفيا دون تهمة
- مركز ليبيا للدراسات: احتجاز البعجة ودغمان والبشاري بتهمة التخطيط لـ«إسقاط الجيش»
- في رابع أيام احتجازه.. سياسيون وحقوقيون يدينون اعتقال فتحي البعجة
- العلاقي يعلن تشكيل هيئة للدفاع عن البعجة والبشاري ودغمان
- «الأمن الداخلي»: دغمان توفي إثر سقوطه أثناء محاولة الهروب من دورة المياه (فيديو)
- شاهد في «وسط الخبر»: سراج دغمان.. اعتقال تعسفي وملابسات وفاة «غامضة»

وعن ملابسات الوفاة، أوضح صالح الغزال «أخبرتني السلطات فقط أن سراج حاول الفرار وتوفي جرّاء سقوطه. لا أستطيع تأكيد أو نفي أي شيء آخر عن تفاصيل الفاجعة. أنا من ربّى سراج، وكان مشهدا صعبا ومؤلما للغاية لنا كعائلة رؤيته هكذا، ويصعب علينا احتماله»، وطالب بأن يكون التحقيق في ظروف وفاة سراج «شفافا ونزيها».

واعتقل الأمن الداخلي دغمان والبعجة والبشاري في 1 أكتوبر بعد مشاركتهم في مناقشات خلال ندوة حول تداعيات انهيار سد درنة على إثر فيضانات كارثية أودت بحياة الآلاف. وكان دغمان يرأس فرع بنغازي من «مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية»، وهو مركز أبحاث ليبي والجهة المنظمة للندوة.

وقال المركز في بيان، إن الاجتماع كان يهدف إلى مناقشة الوضع العام في ليبيا في أعقاب فيضانات التي صاحبت العاصفة المدمرة «دانيال» التي ضربت الشرق الليبي في سبتمبر الماضي. وأشارت «رايتس ووتش» إلى تقارير أفادت بأن اعتقال الرجال الثلاثة جاء بعد شكوى قدمها شخص حضر الندوة.

ونفى جد دغمان «بشكل قاطع» أي ادعاءات ضد حفيده، قائلا إنه «ضحية لشكوى كيدية»، وقال إنه «كان يعلم أن جهاز الأمن الداخلي استجوب سراج، ولا علم له إن كان قد استجوب من قبل النيابة العامة أم لا».