لا يزال حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وليبيا ضعيفًا إذ لا يتجاوز سنويًا 65 مليون دولار، ويرجع خبراء الأسباب إلى طبيعة اقتصاد البلدين.

وقال الخبير الاقتصادي الجزائري وعضو لجنة المالية والميزانية بالبرلمان الهواري تيغرسي: إن ليبيا تُعد سوقًا مهمة بالنسبة للجزائر، إذ يكثر الطلب على منتجاتها المحلية، لكن مع ذلك تضيع الدولة فرصة رفع المبادلات التجارية معها.

ولفت تيغرسي في تصريح إلى «بوابة الوسط» إلى الخط الجوي بين تونس وليبيا المفتوح على 14 رحلة يومية في مقابل غياب أي رحلة بالنسبة للجزائر وليبيا، ورأى أن المنتجات الإلكترونية والكهربائية يكثر عليها الطلب في السوق الليبية وهي غير مكلفة، ومع ذلك تذهب الجزائر إلى أسواق أفريقية أخرى في بعض الأحيان مثل موريتانيا على الرغم من أهميتها، كما يقول.

دعوة لتعزيز الحضور الجزائري الاقتصادي في ليبيا
ودعا تيغرسي إلى إيجاد حلول أخرى لتعزيز الحضور الجزائري الاقتصادي في ليبيا، خصوصا في ظل وجود استثمارات مهمة بمنطقة الدبداب المحاذية لغدامس، واقترح خلق شركات ومنطقة حرة وأخرى صناعية لتشجيع الاستثمارات، لا سيما الصناعات التحويلية وتطوير الإنتاج الفلاحي، مشيرًا إلى معاناة مزارعي وادي سوف وورقلة والدبداب من كساد منتوجهم لغياب مناطق للتسويق.

ودشنت السلطات الجزائرية ميناء «جاف» بالمعبر البري الحدودي الدبداب الرابط مع غدامس، في وقت افتتح البنك الخارجي الجزائري الحكومي وكالة له بمعبر الدبداب بهدف دعم التبادل التجاري خلال فتح الحدود مع ليبيا.

ويعد هذا المعبر أهم المنافذ البرية الثلاثة التي جرى غلقها في مايو 2014 بسبب التوترات الأمنية في ليبيا آنذاك، حيث تزداد أهمية فتح الحدود مع تسجيل الجزائر توافدا غير مسبوق للسياح الليبيين خلال الصيف الماضي بعد فتح المعابر الحدودية البرية مع تونس في 2022، إذ لا يستدعي تنقلهم بين الدولتين أي تأشيرة سفر.

بالتزامن مع وصول مساعدات وفرق إغاثة.. المنفي يستقبل ثلاثة وزراء جزائريين
تونس تكشف تفاصيل مشروع «الممرات التجارية» مع ليبيا والجزائر
تفعيل المنافذ البرية في محادثات الحويج مع وفد جزائري
قبل نهاية يوليو.. لقاء بين سوناطراك وليبيا لبحث عودة الشركة الجزائرية

توقعات بارتفاع المبادلات التجارية بين ليبيا والجزائر
وتشجع السلطات الجزائرية المتعاملين الاقتصاديين على ولوج السوق الليبية لا سيما المختصون في المنتجات الغذائية ومواد البناء. وتوقعت السلطات الجزائرية والليبية بلوغ المبادلات عقب فتح معبر الدبداب - غدامس للتجارة فقط إلى ثلاثة مليارات دولار، مقابل 65 مليون دولار حاليا، منها 59 مليون دولار صادرات جزائرية نحو ليبيا.

بدورها، عبرت «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» في أكثر من مناسبة على لسان وزيرها للاقتصاد والتجارة محمد الحويج عن رغبتها في إنشاء منطقة تجارية حرة مع الجزائر. كما اتفق البلدان على «ضرورة تحيين اتفاقية منع الازدواج الضريبي بينهما»، التي يعود تاريخ توقيعها إلى 1988.

وسبق أن احتضنت العاصمة طرابلس نسختين من معرض «صنع في الجزائر» الأولى في يونيو 2022 والثانية في فبراير 2023 بمشاركة عدة شركات جزائرية متخصصة في الصناعات الغذائية ومواد البناء والمواد الطبية والكهربائية والمعدات الصناعية.