وصفت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا جورجيت غانيون، ما يعانيه أهالي درنة والمناطق المحيطة بأنه «مأساوي ويفوق الوصف»، وذلك في ختام زيارتها الثانية إلى المدينة منذ الفيضانات.
غانيون: النازحون أخبروني أن أمنيتهم الوحيدة عودة حياتهم إلى طبيعتها
وأضافت غانيون، في بيان نشرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: «أخبرتني جميع العائلات النازحة التي التقيت بها أن لديهم أمنية واحدة: أن تعود حياتهم إلى طبيعتها»، متابعة: «تمنحني موجة التضامن والدعم والوحدة التي أظهرها الليبيون من جميع أنحاء البلاد الأمل في أن يحدث ذلك قريبًا».
وقالت البعثة في بيانها، إن الأمم المتحدة وشركاءها على الأرض يواصلون تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية ودعم للمتضررين في درنة وبنغازي والبيضاء وشحات وسوسة، وذلك بعد مرور أسبوعين على الفيضانات المدمرة في شمال شرق ليبيا، والتي أودت بحياة آلاف الأشخاص ودمرت أحياء بأكملها.
وأكدت غانيون أنه «في الوقت الذي تحصي الأسر خسائرها وتفكر في مستقبلها، كثفت المنظمات الإنسانية جهودها لتوفير الاحتياجات الأساسية». وسلطت المنسقة الأممية الضوء على التقدم المحرز في الجهود الجارية لإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل الطرق وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، حيث قامت، بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بمراجعة إمكانيات الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية ومسارات الإحالة الطبية في البيضاء وشحات، كما التقت الأسر النازحة في درنة.
- وفد أممي يزور البيضاء للوقوف على احتياجات المتضررين من الفيضانات
- وسائل إعلام فرنسية: الفساد هو «القاتل» في درنة.. والضحايا يكافحون وحدهم
- «الإصحاح البيئي»: تلوث جميع مصادر المياه الجوفية العامة والخاصة في درنة جرثوميا
- مع الانشغال بملف إعادة الإعمار.. الفلاحون في المناطق المنكوبة خارج دائرة الاهتمام
800 شخص من 12 دولة ساعدوا في جهود البحث والإنقاذ
وشكرت غانيون عمال البحث والإنقاذ الليبيين والدوليين على جهودهم الدؤوبة للعثور على ناجين في ظروف بالغة الصعوبة، وأثنت على عملية البحث والإنقاذ، بحسب بيان البعثة الأممية التي قالت إن «حوالي 800 امرأة ورجل من 12 دولة دعموا الجهود الليبية في البر والبحر، على مدى الأيام الأربعة عشر الماضية»، متابعة «بينما جرى تسريح العديد من الفرق الدولية، لا يزال عدد منها في ليبيا لدعم جهود الإنعاش التي يقودها الليبيون».
وخلال الاجتماعات التي عقدتها مع السلطات المحلية، ناقشت غانيون أهمية توفير إمكانيات الوصول الكامل للعاملين في المجال الإنساني، والحاجة إلى تنسيق قوي بين الشركاء الوطنيين والدوليين، مشددة على الحاجة إلى تسريع جهود الإنعاش المبكر من أجل تعزيز عملية إعادة الإعمار على المدى الطويل.
غانيون تصف أوضاع النازحين
ونقل بيان البعثة عن منظمة الصحة العالمية تأكيدها 4255 حالة وفاة بسبب الفيضانات في حين لا يزال 8540 شخصًا في عداد المفقودين. وقالت إن الاحتياجات الإنسانية لا تزال كبيرة، إذ وجدت وكالات الأمم المتحدة أن نصف المرافق الصحية التي جرى تقييمها في درنة وأجزاء من الجبل الأخضر، والبالغ عددها 78 مرفقا، باتت خارج الخدمة جزئيًا أو بشكل كامل.
وأشارت إلى مياه الفيضانات المتدفقة دمرت شبكات المياه وأنابيب الصرف الصحي، وباتت العديد من الأسر النازحة بسبب الفيضانات تقيم مع أسر مضيفة، بينما يحتمي آخرون في المدارس في انتظار ما ستسفر عنه جهود السلطات المحلية لإيجاد حلول لاحتياجاتهم السكنية، مشددة على أن معالجة وضع النازحين المقيمين في المدارس تُعتبر أولويةً ملحة مع البداية الوشيكة للعام الدراسي في شرق ليبيا.
وأكدت البعثة الأممية أن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها، وكلهم تواجدوا على الأرض في المناطق المتضررة في غضون ساعات من الفيضانات، تواصل توفيرَ مياه الشرب واللوازم الطبية ومستلزمات النظافة واللوازم المدرسية والبطانيات والمواد الغذائية وخدمات الإسعافات الأولية النفسية والاجتماعية للناس، فضلا عن تقديم الدعم لإنشاء ستة مستشفيات ميدانية.
تعليقات